صفات الشخصية المترددة وعلاجها

اقرأ في هذا المقال


التردد هو نوع من الحيرة يتحول أحياناً إلى حالة مرضية، إذا زاد عن الحد الطبيعي فيُضعف الشخصية ويسبب لها العديد من الفشل، وتظهر صفات هذه الشخصية في العديد من المواقف التي يمر بها الشخص، حتى الذي لا يحتاج أي تردد، مما يضعه في دوامة من الإحباطات المتكررة، وهذه الصفات تنجم عن الكثير من الأسباب التي ينبغي التوقف عندها للتخلص من هذا النوع من اضطرابات الشخصية.

صفات الشخصية المترددة

الهروب من مواجهة صعوبات الحياة

يخطر في ذهن هذا الشخص الكثير من الخوف والصراع الذي يتسبب في إبعاده عن انتقاء الخيار الملائم في الوقت الملائم، فيبدو في حيرة بين ما قد ينتج عن كل خيار من الخيارات المتوفرة أمامه، ويظل في حالة تفكير متواصل في محاولة للوصول إلى قرار لا يتم في كثير من الأوقات، حيث يأتي القرار فاقد لجزء كبير من الأهداف المطلوبة منه، مما يفقده الثقة في قدرته على وتحديات الحياة.

التفكير الزائد في الآخرين عند الاختيار

هو من السمات الإيجابية، خاصة عند عدم المبالغة فيه، بحيث تكون بمثابة تحدي أمام الاختيار الملائم، فأن الشعور بالاستعلاء عند هذا الشخص، يحتاج إلى الكثير من التحكم والسيطرة؛ حتى لا يتسم عملية اتخاذ القرارات حتى البسيطة منها، بالصعوبة في المواقف المنوعة؛ والتي تحفزه للحيرة الكبيرة بين احتياجات المحيطين به واحتياجاته الشخصية.

أخذ الكثير من الوقت للوصول إلى الهدف

المشي في خط مستقيم هو أقصر الطرق عند وضع هدف معين والعمل على تحقيقه في أقرب وقت، ولكن هذا الشخص يحتاج إلى المزيد من الوقت في محاولات متأرجحة، تكلفه الكثير من الوقت والجهد، هذا الذي يمنعه من إنجاز الكثير من الطموحات والأهداف، وإن كانت القدرة على العمل الشاق والصبر هي السمة الجيدة التي يمتاز بها الكثير من أصحاب هذه الشخصيات في محاولة لتدارك الوقت المهدور في هذه الصفة.

الميل إلى الروتين وتجنب التجارب الجديدة

هنا يُحجم هذا الشخص عن الدخول في أيٍ من هذه التجارب في أي من مجالات الحياة، حيث ينحاز إلى البقاء في الجانب الآمن والمعتاد، وتنفيذ ما هو مطلوب بشكل نمطي شديد، مما يمنعه من الاستمتاع بالعديد من الفرص والخبرات الجديدة، فيستسلم للركود والثبات.

تجنب تحمل المسئولية

قد تتمتع هذه الشخصية العديد من الصفات التي تمنحه تولي القيادة في منصب معين، ولكن التردد صفة سلبية تجعل الشخص لا يمتلك من الإرادة والعزيمة ما يلزم لتحمل مسؤولية أمر ما أو قيادة مجموعة من أشخاص، فهذه التجربة تكون له بمثابة متاهة من القرارات والخيارات التي تعتصر ذهنه وتفكيره، والتي تمثل عبء نفسي وعصبي كبير بالنسبة له، فهي حالة من فقدان إيمان الشخص بقدراته وكفاءته.

الاعتماد على الآخرين

هذه الشخصية تخشى التصدر والاختيار، كما تنحاز إلى الاتكالية وترك الخيار للمحيطين بها، مما يجعلها تفقد القدرة على التحكم في العديد من جوانب حياتها حتى البسيطة منها، مثل تواجد الشخص مع مجموعة من الزملاء ومنحهم اختيار وجبة طعامه، وذلك خوف من لفت الأنظار أو التعرض للنقد، هنا يفقد الشخص الحرية ويعيش تابع لغيره.

أسباب التردد في الشخصية

يتكون هذا الاضطراب في الشخصية منذ الطفولة، إذ تؤثر البيئة المحيطة والتجارب التي يمر بها الطفل في تكوين شخصيته وغرس الجوانب الإيجابية والسلبية، التي ترافقه في الباقي من حياته، لذا فمن المهم الاهتمام بالتدريب على مهارات التفكير المنظم والفوري واتخاذ القرار منذ الطفولة.

كما أن توجد مجموعة من اضطرابات الشخصية التي تنشأ عنها صفات هذه الشخصية، والتي قد تصل لمراحل متطورة يحتاج فيها الشخص للعلاج النفسي والسلوكي.

علاج الشخصية المترددة

يكون العلاج من داخل الشخص، ويبدأ فيها للتأثير على محيط الشخص الموجود فيه، فينبغي أن تنبع الحاجة في العلاج من إدراك الشخص بنوعية المشكلة التي يعاني منها مع إدراكه لحجم الخسائر التي تنجم عن الصراع الدائر بداخله عند مواجهة عدد من الخيارات والرغبة في اتخاذ قرار سليم في وقت ملائم، وللتخلص من صفات هذه الشخصية وعلاجها يلزم ما يلي:

1- معرفة الشخص ذاته، وأن يقوم بمعرفة ما عنده من نقاط قوة وينميها، ويتعرف على نقاط الضعف ويعمل على التخلص منها.

2- مواجهة الشخص للعالم باختياراته وتوقع أفضل النتائج، ومن ثم تقبل النتيجة حتى إن لم تكن مرضية.

3- التحرر من الاتكال على الآخرين، فأن الشخص قادر على الإمساك بزمام أموره.

4- البدء بالخيارات البسيطة اليومية واتخذ قرارات، سوف يسعد الشخص ذلك الأمر مهما كانت النتيجة.

5- وضع قائمة بالقرارات والمهام المطلوب إنجازها، وإلزام الشخص نفسه بجدول زمني محدد للتعود على التنظيم والدقة.

6- تنمية مهارة التفكير السريع وتحفيز الشخص نفسه على الاختيار، بغض النظر عن رأي الآخرين.

في النهاية يمكن القول بأن هذه السمة متشابهة عند أغلب أنماط الشخصية، فأن الأشخاص يحملوا نسبة من صفات الشخصية المترددة، ولكن يختلف من شخصية لأخرى، والتردد الإيجابي هو ذلك المدة الطبيعية الذي يحتاجه الفرد للتفكير في القرار الملائم واتخاذ الإجراء الصحيح، ولكن قد يعيق التردد طريق الشخص إلى أهدافه وطموحاته، إذ يجعل من خطوات النهوض للوصول إلى حياة أنسب أمر شاق وضعيف.


شارك المقالة: