ضرورة التربية للأفراد

اقرأ في هذا المقال


العلم لا ينتقل من جيل إلى جيل بالوراثة: بالتأكيد يحتاج الأفراد إلى التربية لأسباب ذات قيمة جوهرية، والعلم لا ينتقل بالوراثة من جيل إلى جيل، وأيضاً لا تنتقل الخبرات والعلوم التي يحصل عليها الآباء كما هو في الصفات الفطرية، ولكن هي ميراث اجتماعي اجتهد الجنس البشري في الحصول عليها والحفاظ عليها عبر السنين، وكيفية أن يسلك طريق التربية، هو أن ينقل الفرد المعارف والعلوم وأيضاً المهارات والعادات، إلى الجيل الذي يليه.

ضرورة التربية للأفراد:

الطفل مخلوق كثير الاتكال وقابل للتكيف: الطفل البشري مخلوق غير قادر، وهو أيضاً قابل للتكيف، والطفل مخلوق ضعيف جداً في الاعتماد على الآخرين، رغم أن الطفل يتميز عن باقي الكائنات بالقدرة الكبيرة على أن يتكيف عن طريق التعلم، فهو يكتسب مهارات ومعارف حثيثة وجديدة في وقت قصير، لذلك فإن الطفل البشري يولد قبل أن يكتمل النضج عنده، وأيضاً القدرة على التفاعل مع محيطه، ويبقى وقتاً طويلاً بعد الولادة حتى ينضج، بينما العديد من الحيوانات لا تكاد تأتي إلى هذا الكوكب حتى تستقل عن والديها، حيث تقوم بقضاء حاجاته البيولوجية، ولكن من ناحية أخرى، فإن الطفل ليست لديه مشكلة في التكيف، بالرغم من أنه ضعيف في قدرته مقارنة بصغار الحيوانات في بداية الأمر، والتي لا تهدأ وتتوقف عند نقطة معينة إلا إذا وقفها، حيث كلما ازدادت به السنوات زادت لديه الخبرة والمعرفة، وزاد التكيف لديه أيضاً.

البيئة البشرية كثيرة التعقيد: إن البيئة المحيطة بالإنسان كثيرة التعقيد، كلما تخطى الإنسان في سبيل الحضارة كلما اتسمت بيئته وتعددت المطالب وكثرة المشاكل، وأيضا اشتدت الازمات، فكثرة الحاجة الى التربية، وأصبح مضطراً الفرد إلى أن يبذل جهوداً كبيرة وعظيمة من أجل التكيف مع هذه البيئة، ومن هذا المنطلق يتضح لنا السبب من أجل ذلك تعمل الأمم الصاعدة، على تمديد وقت التعلم إلى ما لا نهاية. وهذا كله من أجل تعقد البيئة، أما من أجل تبدلها فهو يزيد من حاجة الفرد الى التربية، فعالم الامس ليس عالم اليوم،وأيضا عالم اليوم هو ليس بمثل عالم  يوم غد، فالعالم في تطور مستمر، وفي ظل هذه الظروف والاستمرار في الحديث عن هذا التطور وهذا التغير السريع.
ومن هذا المنطلق فإن على المدرسة إنشاء جيل جديد قادر على مواجهة عالم اليوم وعالم الغد، ولكي تكون قادرة على أن تعودهم على أن يكونوا أكثر مرونة في الأفكار والمعتقدات والاتجاهات، وبالتالي يكونوا باستطاعتهم التكييف على التغير الذي يدور من حولهم، في مختلف جوانب الحياة.


شارك المقالة: