اقرأ في هذا المقال
سواء كان الشخص ينتقل إلى مدينة جديدة، أو يشرع في مسار وظيفي مختلف، أو يدخل مرحلة جديدة من حياته، فإن التغييرات حتى الجيدة منها، يمكن أن تكون مزعجة للأعصاب، في حين أنه من المتوقع درجة معينة من العصبية، فإن السماح للقلق بالسيطرة يجعل من الصعب المضي قدمًا أو الخروج من مكان الراحة الخاصة بالشخص، سوف يتم التعرف على كيفية التغلب عليه والسيطرة على العواطف.
طرق للتغلب على الخوف من التغيير
يتسم الخوف من التغيير بمشاعر شديدة من الخوف والقلق في مواجهة التغيرات الكبيرة والصغيرة، على الرغم من أن درجة معينة من القلق أمر طبيعي أثناء التغيرات الكبيرة في الحياة، إلا أن الكثير من الناس يجدون صعوبة في السيطرة على قلقهم في مواجهة عدم اليقين، حتى التغييرات الجيدة يمكن أن تسبب مستوى من عدم اليقين يمكن أن يجعل الناس يشعرون بعدم الارتياح، ومن أعراض هذا الرهاب زيادة الشك الذاتي، ونقص احترام الذات، ونوبات الهلع، والقلق الاجتماعي، والاكتئاب، وعدم القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة.
وهناك عدة أسباب تجعل الناس يخشون التغيير، غالبًا ما تكون الخبرة السابقة خيطًا مشتركًا، أولئك الذين نشأوا في أسر مضطربة أو الذين كانوا في علاقات سامة قد يتوقون إلى الروتين واليقين؛ أي شيء يعطل هذا الشعور بالاستقرار يمكن أن يبدو وكأنه تهديد، وبالمثل فإن التعامل مع فقدان أحد الأحباء، سواء من خلال الموت أو الطلاق أو حتى الابتعاد، ويمكن أن يسبب مشاعر الحزن الشديد أو القلق أو الذنب، مما يرسم التغييرات المستقبلية في ضوء سلبي.
سبب شائع آخر للخوف من التغيير هو الحاجة القوية إلى الكمال، قد يعني القيام بشيء جديد في بعض الأحيان القيام به بشكل سيء، على الأقل في البداية، أو قد لا يكون الوضع الجديد كما تمنى الشخص، الخوف من الفشل، أو أن شيئًا ما قد لا يلبي توقعات الشخص الدقيقة، يمكن أن يسبب الخوف من أي تغيير على الإطلاق.
كيف يمكن للشخص تعلم كيفية إدارة خوفه من التغيير بشكل فعال
لا يجب أن يكون التغيير مخيفًا بالضرورة، مع القليل من العمل الجاد والدعم من الآخرين، يمكن للشخص تعلم كيفية إدارة خوفه من التغيير بشكل فعال، ويكون ذلك من خلال:
1- اعتماد الشخص على نظام الدعم الخاص به، إحِاطة نفسه بالأشخاص الذين يمكنهم تقديم الدعم له أثناء اجتياز التغييرات الكبيرة، سواء كان الشخص يبدأ وظيفة جديدة، أو ينتقل أو يمر بمرحلة تفكك، يمكن أن يساعده نظام الدعم القوي في اتخاذ قرارات أفضل ومواجهة تجارب الحياة الجديدة الصعبة بجرأة.
2- تعلم الشخص التعرف على الأفكار السلبية والتعامل معها، غالبًا ما ينبع الخوف من التغيير من الخوف من المجهول، عند تقديم مواقف جديدة، من الطبيعي التفكير في سيناريوهات أسوأ الحالات، على الشخص قلب هذا النص والتفكير في كيف يمكن للوضع الجديد أن يلهم التغيير الإيجابي بدلاً من ذلك.
3- على الشخص تثبّيت نفسه في اللحظة الحالية، ويمكن أن يؤدي التركيز على ماذا لو إلى تشتيت انتباه الشخص عن الحاضر، مما يعيق قدرته على التكيف مع التغيير، وتمارين التنفس، واليوجا، وتأمل اليقظة، وكتابة اليوميات كلها أدوات مفيدة لتطوير وعي أكبر بالذات وتحسين صحته، يمكن أن تساعد هذه الأدوات الشخص عقليًا وعاطفيًا في معالجة التغيير بدلاً من التركيز على السيناريوهات الافتراضية.
4- التفكير في التجارب الإيجابية السابقة، بدلاً من التفكير في أسوأ السيناريوهات، أن يضع الشخص في اعتباره الأوقات في حياته التي نجح فيها في اجتياز التغيير والاستراتيجيات التي استخدمتها في ذلك الوقت، يمكن أن يعزز ذلك ثقته بنفسه ويساعد الشخص على الشعور بأنه أكثر استعدادًا للطريق أمامه.
5- التخلص من الكمالية، خطوة أساسية لتقليل خوف الشخص من التغيير هي التخلي عن التوقعات غير الواقعية، قد يؤدي السعي لتحقيق الكمال في حياة الشخص المهنية أو الشخصية إلى خوف غير منطقي من التغيير، ويوفر الكمال نظرة ضيقة تحد من قدرة الشخص على التفكير في الاحتمالات الأخرى.
6- على الشخص طلب المساعدة المتخصصة، مثل العلاج المعرفي السلوكي هو أداة قيمة تهدف إلى مساعدة الناس على تطوير المهارات اللازمة للتعامل مع التغييرات في حياتهم اليومية، وعلى الشخص أن يضع في اعتباره طلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية.
7- الحصول على الحقائق عادة ما يخشى الشخص التغيير لأنه يعني أنه لا يعرف النتيجة، قد يكون فهم سبب ضرورة التغيير ومن أين يأتي قلق الشخص مكانًا جيدًا لبدء الرحلة لتخفيف الخوف، على الشخص اجمع المعلومات والحقائق المتعلقة بالتغيير، ما الذي يريد أن يعرفه، ماهي الخطوات التي يحتاج اتخاذها، ما الذي يجب أن يتوقعه بشكل واقعي، من خلال توضيح هذه الشكوك، يمكن للشخص أن يكتسب إحساسًا باليقين.
8- احتضان التغيير القبول لا يعني الرضا عن النفس، إنه يعني ببساطة أن يكون الشخص على دراية بواقعه، هذا يمكن أن يجلب للشخص راحة البال ويسهل عليه التأقلم، على الشخص أن لا يجعل مقاومة التغيير من الصعب التعامل معه فحسب، بل تمنعه أيضًا من إدراك ما إذا كان تغييرًا جيدًا بعد كل شيء، كلما فهم الشخص بشكل أفضل كيفية مواجهة هذا النوع من الخوف، زادت مرونة الشخص العاطفية.
9- على الشخص أن يدرك كيف فعل ذلك من قبل فكر في التجارب السابقة، وأن يذكّر الشخص نفسه بالتحولات والمصاعب التي تغلب عليها بالفعل، حتى لو كان الشخص يعتقد أنه قد فشل، فمن المحتمل أن الشخص أصبح شخصًا أقوى نتيجة لذلك.
10- على الشخص عدم الإفراط في التفكير وعدم اليقين أو التفكير في فقدان ما هو مألوف يمكن أن يكون متعب، لكن الإفراط في التفكير والإفراط في القلق يمكن أن يجعل الأمور أكثر صعوبة مما هي عليه بالفعل، بدلًا من الإفراط في التفكير، يمكن أن يؤدي تضييق الأشياء إلى تقليل الضغط الذهني لعملية اتخاذ القرار ووضع الأمور في حركة إيجابية للأمام، قد يستغرق الأمر بعض الوقت ولكن في النهاية سوف يرى الشخص أن الوضع لم يكن سيئًا.
11- لدى الشخص خطة إذا كان يعلم أنه قد يكون هناك تغيير قادم، فعليه أن يتبع نهجًا استباقيًا والقيام بإعداد المسرح، والتفكير في الشكل الذي سيبدو عليه الأمر بالنسبة للشخص واستعداد لأي عقبة قد تواجه الشخص على طول الطريق، والتركيز على المجالات التي يكون لدى الشخص فيها رأي والتخلص من الأشياء الخارجة عن إرادة الشخص، والبحث عن البدائل، وطلب المشورة، والقيام بوضع خطة احتياطية، ويمكن أن يكون التغيير أقل رعباً عندما يعرف الشخص مكانه.
في النهاية يمكن القول بأن الأنسان بشكل طبيعي عرضة للشعور بالخوف والقلق بشأن الأشياء التي تمثل عدم اليقين، أو تدفع الشخص للخروج من منطقة الراحة الخاصة به، أو خارجة عن سيطرته. وتتطلب جميع أنواع التغيير، كبير أو صغير أو مفاجئة أو متوقعة أو إيجابية أو سلبية، بعض التعديل العقلي، والحقيقة هي أن الفرد يجد الراحة والأمان في الروتين، حتى لو اعتقد أنه ممل.