اقرأ في هذا المقال
- طريق ماريا منتسوري في تعليم ذوي اضطراب التوحد
- المنطلقات العلمية والنظرية لمدرسة ماريا منتسوري في تعليم ذوي اضطراب التوحد
طريق ماريا منتسوري في تعليم ذوي اضطراب التوحد:
تعد (ماريا مونتيسوري) أول فتاة تخرجت من جامعة روما من كلية الطب، وبدأت ماريا بعد تخرجها بالعمل داخل مؤسسة للأمراض النفسية، تقوم برعاية أطفال لديهم مشاكل في نموهم ومعاقين في قدراتهم العقلية، وكذلك استعدادهم للتعليم، وفهمت (ماريا مونتيسوري) أن أولئك الأفراد يوجد لديهم قدرات للتعلم أكثر مما كانوا يعتقدون.
وعملت (ماريا منتسوري) كمدرس مساعد في تلك العيادة النفسية داخل الجامعة، وقد استطاعت متابعة جزء مختار من الأفراد المعاقين ذهنياً، وعملت كذلك بالتدريس في مدارس الأفراد ضعاف العقول وقراءة ما تقع يدها عليه من كتب عن خصائص الأفراد، وطرق التعامل معهم عبر مراحل النمو المتعددة؛ ونتيجة لذلك أسست (ماريا منتسوري) ما طلقت عليه (دار الطفل) وذلك؛ بهدف الانضمام إلى تلك الفئة من المفكرين والفلاسفة وعلماء النفس، ممن ساعدوا نظرياً وعلمياً في الاهتمام بالطفولة بصورة عامة والطفولة المبكرة بصورة خاصة.
المنطلقات العلمية والنظرية لمدرسة ماريا منتسوري في تعليم ذوي اضطراب التوحد:
يتم تلخيص هذا المنهج من خلال رباعية من القواعد الأساسية التطبيقية، والتي تتبين في المعلم المدرب ويطلق عليه، كذلك المعلم الموجه أو المرشد لنمو الطفل وتعليمه، ونضج الطفل عن طريق ما يتم من عمليات التمثيل والإدراك والوعي والمقارنات التي تحصل داخل تلك البيئة المهيئة التي تقوم بتقديم العون له، إذ ترشده المرشدة؛ بهدف التعامل الصحيح مع البيئة فيما بعد، ومن خلال ذلك يصبح التعلم متاح وممكن وليس مفروض.
وإعطاء أكبر قدر من الحرية للطفل، ويكون ذلك مترابطاً مع تعويده في الوقت ذاته على تحمل مسؤولية أعماله، وكذلك إخباره بعواقبها، وتوفير بيئة تعليمية بشرط أن تكون مجهزة من المواد ومهيأة معدة من الأشياء، والمواد التي تكون مناسبة لكل مرحلة من مراحل التعليم الأربع (0-6، 6-12، 12-18 ،18-24) سنه، وكل هذه المراحل وما يناسبها من الطرق التعليمية المجهزة، للأطفال بصورة خاصة من واقع التجريب في التعامل مع الأفراد عن طريق البيئة، وما فيها من أشياء مصنوعة أو مواقف محددة.
والتعليم العلمي وهو تعليم مبني على العلم ويغير الفرد ويهذبه، وهو الذي يعمل على البحث الموضوعي الذي يشترط أن يكون قادراً أيضاً على تغيير الأفراد، وذلك عن طريق الارتقاء بهم فوق المستوى الطبيعي وجعلهم أفضل، وهدف التعليم يشترط ألا يكون فقط مراقبة الأفراد، ولكن العمل على تغييرهم، فالملاحظة قد عملت على صدور علم جديد لعلم النفس، ولكنها تركت المدارس على حالتها المسبقة لا أنها لم تحصل تغييرا في طرق التدريس.
وإذا أردنا استعمال الوسائل الحديثة عبر الخطوط العلمية، فإنه يستلزم أن تقوم المدرسة بتغيير وسائلها وتعمل على إنشاء شكلاً جديداً للتعليم، والمفتاح الجوهري للتعليم العلمي للأفراد الذاتويين يتبين في أن الأفراد الذاتويين ذو الذكاء المنخفض لا يستجيبون لطرق التدريس العادية، ولا يتمكنون من تنفيذ الأوامر، لذلك كان من المهم استعمال طرق أخرى تتناسب مع قدراتهم المتنوعة.
وهذا النوع من التعليم يعد هدفاً بحثاً وتجاربنا ومحاولات معرفة إمكانات كل الأفراد، والعمل على منحهم الطرق والدوافع التي يمكن أن تعمل على إنقاذ طاقاتهم الكامنة، بحيث يصبح باستطاعتهم المضي قدماً في استعمال وتنسيق وتوسيع هذه المعطيات عن طريق الممارسة المناسبة، والمعلم في هذه الحالة يواجه للمرة الأولى فرد أصم أو معوق ذهنياً فإنه في هذة الحالة يكون عديم الحيلة، مثل أن يقوم بمواجهة فرد حديث الولادة، فقط العلم التجريبي هو الذي يتمكن من أن يشير إلى الطريق تجاة نمط جديد للتعليم يكون مناسباً لهؤلاء المنبوذين.
التفكير المبني على التعميم:
وتبين طريقة (ماريا منتسوري) في أنها نوع من أنواع التفكير المبني على التعميم، وهو الذي يعمل على تنظيم وتصنيف لما يتواجد في العالم الخارجي من مكونات، بهدف إدخال نوع من النظام يساهم في التفاعل معه، ويؤدي هذا النمط إلى إنشاء مفاهيم عند الأفراد، وهذا يتحقق عن طريق البيئة المنظمة التي تحيط بالطفل في صف (ماريا منتسوري).
وأكدت بالإضافة إلى ذلك على أن الأشياء الحقيقية تعد أفضل معلم للفرد، إذ أنها تقوم بتزويده بخبرات مباشره تعمل على تفجير طاقاته وقدراته الخاصة من واقع الممارسات، والألعاب المباشرة بها كلما استطاع ليتمكن الفرد من معرفة جوهر الشيء ومعرفة طبيعته ومعرفة مواصفاته الخاصة، وذلك ليتمكن من التمييز بين أشكالها الطبيعية والتمييز بين أحجامها وملمسها وشكلها العام وصوتها ولونها.
وفي طريقة (ماريا منتسوري) كل عمل يقوم به الفرد راغباً فيه؛ بسبب دوافع ذاتية يساهم في النمو العقلي ويساعد في التفكير المنظم الهادئ، وترى (ماريا) بأن الحرية شرط أساسي للنمو العقلي السليم، وذلك عن طريق توفير المواد والأنشطة التي يستلزم التدرج بها، وتشجيع الفرد على الحركة حين في الوقت الذي يريده، وذلك ليتبين سلوكه بصورة طبيعية، فاتعد الحواس باب من أبواب المعرفة ومن خلالها يطور الطفل تفكيره.
طرق التربية وتطور الفكر والطريقة (ماريا منتسوري) يعتبر التعلم من وجهة نظر (ماريا منتسوري) بأنه جوهرة اتصال بين الأرواح، ويحقق أفضل الثمرات حين يكون الأفراد أحراراً في التعبير عن حالهم، وفي التوضيح عن حاجاتهم وموقفهم التي تبقى مختبئة أو مقموعة؛ بسبب البيئة التي لم تعطي الفرصة لهم بالتصرف على صورة تلقائية.
ومن أهم توجهات منهج ماريا منتسوري في تطوير الفترة الأولى من الطفولة حتى عمر السادسة عدم توافر خطة مجهزة مبرمجة للتعليم في (دار الطفل)، وإنما يتم تكوين الخطة بواسطة المرشدة عن طريق بيئة الدار، وذلك خلال مراقبتها للاستعدادات والاهتمامات التي تتبين من الطفل، ومن خلال تلك المؤشرات توضع الخطط المتطورة التي تتناسب مع تطور الطفل وما تكشف عنه احتياجات الطفل وميوله.
ففي وقتنا الحالي توجد حاجة ملحة لإصلاح طرق التربية والتعليم ،وقد بينت (ماريا منتسوري) خلال بحثها أن استعمال هذه الطريقة للتعلم في أحدى الدول كان آليا، وكان المعلمون يقومون باتباع القواعد حرفاً، وإن هذه الطريقة ذات فعالية في تعليم الأفراد ضعاف العقول لم يتم إثباته، ويمكن تفسير سبب هذا الإخفاق بسهولة، فكل فرد كان مقتنعاً بأن الأفراد معاقون ذهنياً هم أفراد ذو مستوى متدني لم يحالفه التوفيق؛ لأن أسلوب التعليم الحديث الذي ينادي بأهمية معاملة هؤلاء الأفراد المعاقين، وتعليمهم بالطريقة التي يتم بها تعليم الأفراد الطبيعيين أفضل بكثير.
ولكن على المدى البعيد ولقد قامت بتعليم الأفراد المعاقين في إحدى البلدان لمدة عامين بناءاً على طريقة، وكذلك لتجربتها وفكرها تكونت لديها مادة علمية غنية معدة للاستعمال وللمعاونة في يد أي فرد يتمكن من استعمالها يعلم كيف، واستنتجت سبب إحباط المعلمين الذين تركوا طريقة التعليم هذه، وهو أنهم وضعوا أنفسهم على مستوى الفرد الذي قاموا بتعمليمه مما سبب فتور.