طفل الروضة وصحته النفسية

اقرأ في هذا المقال


تُعَدُّ عملية القيام بتربية الطفل من العمليات التي تتصف بالصعوبة، فهي بحاجة إلى الكثير من الجهد، كما يُواجه الأهل العديد من الصعوبات، أملاً بأن يكون جهدهم يسير بالطريق الصحيح، ويُعتبر مفهوم صحة الطفل النفسية من المفاهيم الإيجابية متعددة الجوانب، حيث يكون فيها الطفل سليماً في الجانب الجسدي، ثمَّ النفسي، وصولاً إلى الجانب الاجتماعي.

طفل الروضة وصحته النفسية:

ينبغي أن تكون جوانب صحة الطفل النفسية في حالة اتّزان، ما بين القيام بإشباع هذه الجوانب والعمل على تنشيطها، من غير المبالغة في إشباع أحد هذه الجوانب على حساب الجوانب الأخرى، لأنَّه في هذه الحالة يكون التوازن قد اختل، وبالتالي يؤدي هذا الاختلال إلى أن يُصبح نمو الطفل من الناحية النفسية غير سليم.

ويوجد العديد من القواعد التي ينبغي على الأهل والمربين اتباعها من أجل صحة الطفل النفسية، نذكر منها:

الاتزان بين تطور الطفل وتكيّفه:

يكون طفل الروضة بحالة نمو مستمرة، في جسمه، قدراته العقلية، وفي إدراكه للأشياء، فهو قابل للتغيير بين اللحظة والأخرى، لذلك فهو بحاجة إلى أن يكون لديه حالة من التكيف والانضباط، مع بيئته والأفراد المحيطين به، لذلك ينبغي من أجل أن يُصبح الطفل سليماً من الناحية النفسية، أن يوجد لديه حالة من الاتزان ما بين احتياجات نموه، واحتياجات تكيُّفه مع البيئة، لذلك يتطلب من الأهل مساعدة الطفل حتى ينمو ويتطور، بالإضافة إلى مساعدتهم له في عملية التكيُّف مع بيئته، وذلك من أجل تحقيق صحة الطفل النفسية.

حاجات طفل الروضة ما بين الإشباع والحرمان:

يوجد لطفل الروضة حاجات عديدة، مثل الحاجات البيولوجية التي تختص بالشراب والمسكن، كما يوجد حاجة الطفل إلى الأمان والانتماء بالإضافة إلى حاجته إلى التقدير وتحقيق الذّات، وهذه الحاجات يتوجب على الأفراد المحيطين بالطفل القيام بإشباعها بتوازن، بحيث لا يطغى إحداها على باقي الحاجات، فالتوازن في إشباعها أمر ضروري للغاية؛ وذلك لأنَّه إذا تمت تلبية جميع حاجات الطفل بصورة فوق اللازم، عندئذ لن يُصبح الطفل سليماً من الناحية النفسية، وبالمقابل لو تمَّ حرمان الطفل حرماناً قاسياً، ستتكون لديه مشاعر الحقد والكراهية للأفراد المحيطين به.

احترام إرادة طفل الروضة:

يوجد العديد من المربين من يعتقدون بأنَّ طفل الروضة لا يمتلك إرادة، وبأنَّها تتكون لديه عندما يُُصبح شاباً، وحقيقة الأمر بأنَّ الطفل يمتلك الإرادة في وقت مبكر، ويظهر ذلك عن طريق قيام الطفل برفض بعض الأشياء وقبوله لأشياء أخرى، وحتى في حالة اعتراف الأهل بامتلاك الطفل للإرادة، يحاولون إلغائها؛ لانَّ الأهل يعتقدون بأنَّ لديهم الخبرة والمعرفة بأمور الحياة أكثر من الطفل، لذلك ينبغي على الاهل إفساح المجال أمام الطفل بأن يختار أسلوبه في التفكير، وأن يحدد أهدافه وأساليبه، ولكن بوجود التوجيه والإرشاد من الأهل، كما يتوجب على الأهل القيام بمراعاة مشاعر طفلهم، وعدم السخرية من تلك المشاعر سواء كانت مشاعر الفرح، الغضب، أو الحزن، مع ضرورة معرفة سبب وجودها.


شارك المقالة: