إذا أردنا تنمية ذاتنا بشكل حقيقي، علينا وقتها ألّا نخلط بين المهام التي تتطلب الأسلوب الإبداعي في تنفيذها، وتلك التي تتطلّب الأسلوب الإداري، فكلّ منهما يحتاج إلى طريقة تفكير مختلفة عن الأخرى.
ماذا يتطلب تنفيذ المهام الإبداعية والمهام الإدارية؟
لا يمكننا تنفيذ المهام التي تتطلّب أسلوباً إبداعياً، مع تلك التي تتطلّب الأسلوب الإداري في الوقت نفسه، فالمهمة تتطلّب إمّا التفكير السريع أو التفكير المتأني، ولكن ليس هذين النوعين معاً، فالمهام الإدارية تتطلّب التفكير السريع قصير المدى، بينما تتطلّب المهام الإبداعية التأني والتخطيط، ثم تطبيق ما تمّ التوصّل إليه من خطط وخطوات.
علينا أن نعتبر أن الوقت الذي نقوم فيه بإخراج إبداعاتنا، هو وقت ذروتنا الداخلي، وانّ الوقت الذي نقوم فيه بأعمالنا ومسؤولياتنا، هو وقت ذروتنا الخارجي، وعلينا ألا نخلط بينهما.
لا يمكننا القيام بالأعمال الإبداعية الكبيرة، التي تتطلّب التركيز في بيئة مكتبية نمطية، إلا إذا وضعنا على بابنا لافتة مكتوباً عليها رجاء عدم الإزعاج، وإن تعذّر علينا ذلك، فعلينا أن نكون مبدعين في إيجاد طرق لعزلنا عن بيئة العمل المحيطة بنا، حتّى يتسنّى لنا إتمام المهام التي تتوقّف عليها إنجازاتنا وأهدافنا المستقبلية.
