تتخذ تقييمات عقلانية العواطف أشكالًا مختلفة ومنها عقلانية الحسد في علم النفس، ومن المفيد التمييز بين الاستشارة الاحترازية للعواطف سواء كانت جيدة للشخص الذي يمتلكها مثل ملاءمتها تقريبًا، وما إذا كان تقييم الظروف التي تنطوي عليها العاطفة دقيقًا أم لا، حيث يجب تمييز كلاًّ من هذين التقييمين عن التقييمات الأخلاقية المختلفة للعواطف والحسد.
عقلانية الحسد في علم النفس
يبدو أن معظم علماء النفس الذين تناولوا قضية عقلانية الحسد يتفقون على أن الحسد نادرًا ما ينصح به بقدر ما يكون المرء قادرًا على التحكم في عواطفه أو التأثير عليها، فمن الأفضل عدم الحسد؛ لأن الحسد يضر الشخص الذي يشعر به، ومنها يتم حثّ عقلانية الحسد في علم النفس في بعض الأحيان ببساطة على أساس أن الحسد هو شكل من أشكال الألم، ولكن في كثير من الأحيان في حالة الحسد يتضاءل الإحساس الشخصي بالرفاهية أو تقدير الذات أو احترام الذات.
ولكن إذا كان الحسد يتضمن أنماطًا مميزة معينة من التحفيز، مثل دافع التفوق على مزايا المنافس أو التراجع عنها، فإن استصواب الحسد قد يعتمد بشدة على استصواب الإجراءات التي يحفزها، ويعتمد ما إذا كانت هذه الإجراءات مستحسنة بدورها على ما إذا كانت وسائل فعالة لتحقيق الغايات التي تهدف إليها، وما إذا كانت هذه الغايات هي نفسها في مصلحة الشخص.
وبالتالي قد يعتمد التقييم المناسب للصواب التحوطي في عقلانية الحسد في علم النفس على ما إذا كان إحساس الذات الحسودة بأنه أسوأ حالًا بسبب امتلاك منافسه للصالح الذي يفتقر إليه دقيقًا، إذا كان الأمر دقيقًا فقد يكون الدافع لتغيير الموقف مفيدًا للموضوع وللفرد الذي يمتلك عاطفة الحسد، وقد يعتمد استصواب الحسد بشدة على استصواب الأفعال التي يحفزها فيما بعد.
يعتمد ما إذا كانت هذه الإجراءات مستحسنة بدورها على ما إذا كانت وسائل فعالة لتحقيق الغايات التي تهدف إليها عقلانية الحسد في علم النفس، وما إذا كانت هذه الغايات هي نفسها في مصلحة الشخص، ومن المفترض عمومًا أن العواطف بما في ذلك الحسد، تنطوي على طريقة لأخذ الظروف مثل فكرة أو تأويل أو تقييم أو تصور للظروف، والتي يمكن بعد ذلك تقييمها من حيث الملاءمة المُتمثلة في العقلانية الموضوعية أو الضمان المُتمثلة في العقلانية الذاتية.
بالتالي يمكن أن يتم توجيه عقلانية الحسد في علم النفس بصورة الخوف بشكل غير اللائق إلى شيء ليس خطيرًا حقًا، أو مُوجّهًا بشكل مناسب إلى شيء ما، ويمكن توجيهها بشكل غير مُبرر إلى شيء لديه سبب وجيه للاعتقاد بأنه لا يُمثل خطرًا، أو توجيهه بشكل مُبرر إلى ما لديها سبب وجيه للاعتقاد بأنه خطير، حتى لو تم توفير هذا السبب الجيد من خلال أدلة مُضللة، بحيث يكون موضوع المشاعر ليس خطيرًا في الواقع.
وبالمثل في عقلانية الحسد في علم النفس قد نقول إن الحسد ينطوي على التفكير في أن المنافس لديه شيء جيد يفتقر إليه الشخص، وتقييم هذا الاختلاف في الاستحواذ بشكل سلبي في حد ذاته، حيث أن كل من الخيوط المختلفة في هذه الطريقة في أخذ الظروف يمكن تقييمها من حيث الملاءمة والضمان، ومنها سيكون الحسد غير لائق على سبيل المثال إذا لم يكن لدى المنافس الخير حقًا، أو إذا لم يكن الخير جيدًا حقًا.
على سبيل المثال إذا كان الحسد مُوجّهًا إلى بعض الاستحواذ الذي لن يُقدّره الشخص حقًا إذا علم طبيعتها الحقيقية، يتعلق السؤال الأكثر إثارة للاهتمام بالعنصر الخاص في تقييم خاصية الحسد مثل التقييم السلبي للاختلاف في الاستحواذ، وقد يُعتقد أن هذا أيضًا قابل للتقييم العقلاني على نطاق واسع.
يقترح بعض علماء النفس أن الحسد هو دائمًا أو بشكل نموذجي غير منطقي، ويبدو أنهم يفكرون في التهمة القائلة بأنه غير لائق، إن عواطفهم هي نسخة مقيدة من النقد الخاص للعواطف، والذي وفقًا له تقريبًا تكون جميع المشاعر غير مناسبة لأنها تتضمن أخذ أشياء دنيوية مختلفة على أنها ليست مهمة حقًا، حيث لا ينجذب الكثير من علماء النفس المعاصرين إلى النظرة الأخلاقية للقيمة، والتي هي جزء لا يتجزأ من علم النفس الأخلاقي والوجودي القديم.
التحليل النفسي لعقلانية الحسد في علم النفس
في التحليل النفسي لعقلانية الحسد في علم النفس يتم افتراض أن الحسد يتضمن ببعض الرغبة في ألا يكون للخصم الخير، ثم يمكن تفسير الحسد على أنه ينطوي على تفضيل للموقف الذي لا يمتلك فيه أي من الذات أو المنافس الذي يمتلك الخير على الذي لا يمتلكه المنافس والموضوع الأصلي للفرد، أطلق على هذا اسم تفضيل الحسد، حيث يتم التذرع بتفضيل الحسد كأساس للادعاء بأن الحسد يقدّر الوضع الأول على أنه أفضل من الأخير.
لكن في أي مجال يكون الحسد أفضل؟ هناك عدد من الاحتمالات التي يمكن اعتبارها الأفضل، فإذا كان الحسد يرى أن الموقف الذي لا يمتلك فيه أي منهما الخير هو أفضل بشكل غير شخصي، من الموقف الذي يمتلكه المنافس فيه، فيمكن انتقاد هذا باعتباره خطأ، بالتأكيد يعتبر العالم مكان أفضل مع افتراض ثبات باقي للمتغيرات، خاصة إذا امتلك شخص ما سلعة مُعينة إذا لم يمتلكها أحد.
في التحليل النفسي الأول لعقلانية الحسد في علم النفس يتم اعتبار أن الحالات التي اكتسب فيها المنافس الخَيّر عن طريق الخطأ، يمكن القول إن العالم ليس مكانًا أفضل عندما تتحسن ثروات البعض بشكل خاطئ، والتحليل النفسي الثاني قد يعتقد شخص متطرف في المساواة أن التفاوتات نفسها سيئة للوهلة الأولى؛ لأنها غير عادلة، بناءً على هذا الرأي التحليلي قد يكون من الأفضل أحيانًا ألا يمتلك أي منهما سلعة معينة أكثر من تلك التي يمتلكها المرء.
يمكن بعد ذلك التذرع بأي من هذه الاعتبارات كدفاع عن ملاءمة الحسد، وبالتالي إذا تم تفسير الحسد على أنه ادعاء بشأن القيمة غير الشخصية، فسيكون من الصعب منع الاعتبارات الأخلاقية من توجيه الأحكام حول ملاءمتها، في حين أن هذا لا ينهي التمييز بين الحسد والاستياء تمامًا إلا أنه يجعله أكثر ضبابية إلى حد كبير.
بدلاً من ذلك يمكن اعتبار الحسد لعرض الفرق في الحِيازَة بين الفاعل والمنافس على أنه أمر سيء على وجه التحديد للموضوع، هذا التفسير لتقييم خصائص الحسد هو أكثر منطقية وهو يتماشى بشكل أفضل مع العقيدة القائلة بأن الحسد ليس شعورًا أخلاقيًا، ومع ذلك يمكن انتقاد الحسد باعتباره غير عقلاني، بناءً على هذا التفسير؛ لأنه يعتبر شيئًا ما سيئًا للذات وهو في الواقع ليس سيئًا بالنسبة له.
ما يُهِم إلى أي مدى تسير الأمور بشكل جيد مع الموضوع هو دالة على السلع التي يمتلكها الشخص، وليس السلع التي يمتلكها مُنافِسه، كما يقترح الناقد التحليلي لعقلانية الحسد في علم النفس، ومن ثم في حين أن الوضع الحالي هو أسوأ بالنسبة للذات من الوضع الذي لديه فيه الخير والمنافس يفتقر إليه، فهو ليس أسوأ من الوضع الذي لا يملك فيه أي منهما الخير، لذلك لا يوجد سبب للمصلحة الذاتية للموضوع لتفضيل الحسد.