علاج التوتر بالتوقف عن الحديث السلبي مع النفس

اقرأ في هذا المقال


إن التفكير الإيجابي له أثر كبير على الشخص في مساعدته للتعامل مع الضغوط النفسية، كما يمكنه من تعزيز صحة الفرد.

أكدت الدراسات أن لصفات الشخصية مثل الأمل أو اليأس قد يكون لها آثر في أماكن عديدة من الصحة. ويعتبر التفكير الإيجابي، الذي يرافقة التفاؤل، جزء أساسي من السيطرة في التوتر الفعال. ويرافق التحكم في التوتر الفعال الكثير من المزايا الصحية. إذا كان الفرد يميل للتفكير المتشائم، فلا داعي لليأس؛ لأن بإمكانه أن يتعلم مهارات التفكير الإيجابي.

ما المقصود بالتفكير الإيجابي والحديث مع النفس؟

هذا التفكير ليس المقصود به محاولة تزوير الحقيقة وتجنب أحداث الحياة غير المفرحة، فالمقصود به أن يتعامل الشخص مع الأحداث الضاغطة بأسلوب أكثر إيجابية وكفاءة. ويعتقد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.

يظهر هذا التفكير دائمًا بالحديث مع الذات. الحديث مع الذات هو اندفاع ليس له نهاية فكار المخفية التي تدور في رأس الفرد. وقد تكون هذه الأفكار التي تأتي بشكل تلقائي إيجابية أو سلبية. يكون بعض الحديث مع النفس نتاجًا للعقل والمنطق وقد يظهر حديث آخر مع النفس ناتج عن مفاهيم خاطئة تشكلت لدى الفرد بسبب نقص المعلومات.

إن كانت أغلب الأفكار التي تدور في رأس الفرد سلبية، فسوف تكون نظرته للحياة على الأغلب متشائمة. وإن كانت أغلب الأفكار التي تدور في رأسه إيجابية، فإنه على الأغلب شخص متفائل، أي إنه شخص يمارس التفكير الإيجابي.

المنافع النفسية والصحية للتفكير الإيجابي:

ما زال البحث متواصل في معرفة تأثير هذا التفكير والتفاؤل على العافية. وتشمل المكاسب الصحية التي قد يقدمها هذا التفكير ما يلي:

– تدني مستوى الاكتئاب.

– تدني معدلات الشعور بالتوتر.

– ارتفاع مقاومة الإصابة بالزكام والإنفلونزا المنشرة.

– التمتع بصحة نفسية وجسدية أفضل.

– تحسين صحة القلب، وتدني مخاطر الوفاة الناجمة عن المرض القلبي الوعائي.

– تطور مهارات التأقلم خلال الأوقات الصعبة وأوقات التوتر.

غير واضح لماذا يتحلى الأشخاص الذين يمارسون هذا التفكير بهذه المنافع الصحية. ترى إحدى النظريات أن التحلي بنظرة إيجابية يتيح للشخص التأقلم بطريقة أفضل مع المواقف المسببة للتوتر؛ مما يقلل الآثار الصحية السيئة التي يسببها الضغط النفسي للجسد.

ومن الواضح أيضًا أن الأشخاص ذو التفكير الإيجابي والمتفائلين ينحنوا إلى اتباع أنماط حياة أكثر صحة فهم يمارسون المزيد من الأنشطة البدنية، ويتبعون نظام غذائي أكثر صحة ولا يدخنون أو يتناولون الكحوليات بشكل مفرط.

نماذج الحديث السلبي:

في حال كان الشخص غير متأكد إذا كان الحديث مع الذات إيجابي أم سلبي،  تتضمن بعض النماذج المنتشرة للحديث السلبي مع النفس بما يلي:

التصفية: تضخيم النواحي السلبية لموقف ما وتجاهل جميع النواحي الإيجابية فيه. على سبيل المثال، كان يوم الشخص في العمل رائعًا، أكمل جميع مهامه قبل الوقت المحدد وتمت مجاملته على إنهاء المهمة بسرعة وبدقة، لكنه في المساء ركز فقط على خطته لتنفيذ مهام أكثر ونسي المجاملات التي تلقاها.

شخصنة الأمور: عند وقوع شيء سيء، يلوم الشخص نفسه تلقائياً. على سبيل المثال، سمع الشخص أنه ألغيت أمسية الخروج مع الأصدقاء وأفترض أن الخطط تغيرت لأن لا أحد يريد وجوده.

الشعور بالكارثة: يخمن الشخص الأسوأ تلقائياً. مثلاً يتلقى المقهى طلبه وهو في سيارته ويحصل على طلب غير الذي يريده، ثم يفكر تلقائياً أن بقية يومه سيكون كارثة.

الاستقطاب: يرى الشخص الأمور إما جيدة وإما سيئة، لا توجد حلول وسط، يشعر بأنه يحتاج أن يكون مثاليًّا وإلا فإنه فاشل تمامًا.

التركيز على التفكير الإيجابي لعلاج التوتر:

يمكن تعلم استبدال التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي. إن العملية بسيطة، ولكنها ستأخذ وقتًا وممارسة، فالشخص يكتسب عادة جديدة في نهاية الأمر. فيما يلي بعض الأساليب كي يفكر ويتصرف بطريقة أكثر إيجابية وتفاؤلًا:

تحديد الجوانب التي يمكن تغييرها: إذا كان الشخص يريد أن يصبح أكثر تفاؤلًا ويكون تفكيره أكثر إيجابية، فعليه أن يحدد أولًا جوانب الحياة التي يفكر فيها بطريقة سلبية عادةً، سواء أكانت العمل أو الانتقالات اليومية أو علاقاته. يمكنك البدء بشكل بسيط من خلال التركيز على أحد الجوانب كي يفكر فيها ويتعامل معها بطريقة أكثر إيجابية.

تقييم الذات: على الشخص التوقف وتقييم ما يفكر فيه بصورة متكررة خلال اليوم. وإذا وجد الشخص أن أغلب أفكاره سلبية، فعليه المحاوله لإيجاد أسلوب لوضع لمسة إيجابية عليها.

أن يكون الشخص منفتحًا للدعابة: إعطاء الفرد نفسه الفرصة للابتسام أو الضحك خاصة أثناء الأوقات العصيبة. والبحث عن المرح فيما يحدث كل يوم. حينما يضحك من الحياة، سيشعر بتوتر أقل.

اتباع نمط حياة صحي: على الشخص الموظبة في ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبًا في معظم أيام الأسبوع. ويمكنه أيضًا تقسيمها على تدريبات مدة كل منها 10 دقائق خلال اليوم، فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابياً على مزاجه وتخلصه من التوتر. اتباع نظام غذائيّ صحي لتوفير الطاقة لعقله وجسده، وتعلم أساليب التعامل مع التوتر.

الإحاطة بالأشخاص الإيجابيين: التأكد من وجود أشخاص إيجابيين ويمكن الاعتماد عليهم لدعم الشخص بالتعليمات والتنبيهات النافعة. ومن الناحية الأخرى، قد يزيد الأشخاص السلبيون مستوى التوتر لديه ويجعلونه يشك في قدرته في التعامل مع الضغوط بطرق صحية.

تجربة الحديث الإيجابي مع النفس: على الشخص أن لا يحدث نفسه بأي شيء أن لم يكن ليقوله للآخرين. عليه أن يكون رفيق بنفسه ويشجعها. إذا خطرت له فكرة سلبية، فعليه تقيمها بطريقة عقلانية والاستجابة للتأكيدات بشأن ما يتميز به من صفات جيدة، فعليه التفكير في أشياء يقدرها في حياته.


شارك المقالة: