علاقة علوم التربية وعلم البيولوجيا:
هناك ارتباطات وثيقة وصلة عميقة بين علوم التربية والعلوم الأخرى، حيث تعتبر العلوم الأخرى جزء لا يتجزأ عن علوم التربية، ومن العلوم التي لها صلة وثيقة مع علوم التربية علم البيولوجي (علم الأحياء).
التربية والبيولوجيا:
علم التربية: لم تتعرض أي حدث من حوادث المجتمع الإنساني إلى اختلال وتزعزع في مفهومها وتفاوت في تعريفاتها وأيضاً اختلاف في وجهات النظر في نفس ما تصدت له الظاهرة التربوية، فلو نستعرض المختصين في علوم التربية نرى أن الباحثين وأيضاً المؤلفين قد ذهبوا لوسائل عديدة في ذلك، حيث كانوا دائما يظهرون التعاريف السابقة ويديروا النقاش حولها، وذلك لإظهار القصور والتمام في تلك التعريفات، ليصلوا بذلك إلى تعريفات يعتقدون بأنها الأفضل، ومن الممكن أيضاً أن يأتي مؤلف ويظهر عدم قناعته بالمفهوم السابق ويضع مفهوم خاص به، ويعرضه كمفهوم مختصر يوفر بذلك للقارئ عناء التخبط بمتاهات عديدة.
علم الأحياء: علم الأحياء هو علم طبيعي يهتم ويركز بدراسة على مفهوم الحياة والمخلوقات والكائنات الحية، ويشمل ذلك هياكل تلك الكائنات والوظائف التي تقوم بها وأيضاً نموها وتطورها وحتى توزيع تلك الكائنات وتصنيفها.
ومن هذا المنطلق فإن كل تربية من الضروري جداً أن تركز على مستوى النمو الذي وصل إليه الفرد، والنمو لا يقف عند النضج الفيزيولوجي بل يكون ناتج من تأثير العوامل الخارجية، فإن معرفة مستويات هذا النضج يعد أهم العوامل الأساسية التي تركز على تعلم وإدراك الفرد الفرد لمحيطه. ومن هذا يجب أن نركز على أن هذا النضج ونموه وتطوراته يختلف من فرد إلى آخر.
التربية والبيولوجيا: تعتبر البيولوجيا بأنها العلم الذي يدرس في الكائنات الحية من الجانب العضوي للكائن الحي ومدى ملاءمته مع المحيط الذي يعيش فيه، والتربية تبحث في المعرفة الكافية في قوانين الحياة بشكل عاما، وأيضاً النمو والتطور، ومدى تكيف تلك الكائنات وهي على ثقة تامة مع ما يدرسه ويبحث به علم الأحياء (البيولوجيا)، وهذا نتج منه وجود اتجاه ومعتقد بيولوجي في التربية، وخصوصاً في التركيز على تعريف التكيف الذي يتمتع بمرونة والمنشأ على وجود دوافع داخلية تسعى إلى توافق الكائن الحي مع ظروف البيئة المحيطة به والوسط الذي يعيش به، من مختلف جوانبها والتي هي أساس وجوهر الحياة نفسها.
إذا كان شرط وجود أي علم من العلوم هو وجود حدث معين، ومن ثم ظاهرة يمكن رؤيتها وملاحظتها، وبالتالي العمل على وضع نظريات تساعد على استيعابها، وبالتالي التحقق من صحة معظمها والوصول إلى قانون، والتوسل إلى النتائج نفسها بالدراسة واعادتها والتجربة أيضاً، ويمكن صياغة ذلك، إذا كان شرط وجود أي علم هو استطاعتنا في تطبيق خطوات منهج البحث العلمي، لأن تلك الشروط موجودة في ”علم التربية.