علاقة التقدم العلمي مع مجالات البحث في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر التقدم العلمي من المواضيع المهمة في العديد من المجالات وأهمها علم النفس، حيث يتضمن هذا التقدم العلمي العديد من العلاقات ومنها علاقات التقدم العلمي في علم النفس مع جوانب التقدم العلمي والتقدم مقابل التنمية والأهداف والنتائج والعقلانية وغيرها.

مفاهيم التقدم العلمي في علم النفس

تتمثل أهم مفاهيم التقدم العلمي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- جوانب التقدم العلمي

التقدم العلمي في علم النفس هو نظام معقد متعدد الطبقات يضم مجتمعًا من علماء النفس المشاركين في البحث النفسي باستخدام الأساليب العلمية لإنتاج معرفة جديدة، وبالتالي قد يشير مفهوم التقدم العلمي في علم النفس إلى مؤسسة اجتماعية والباحثين وعملية البحث نفسها وطريقة الاستفسار والمعرفة العلمية.

يمكن تعريف مفهوم التقدم العلمي بالنسبة لكل جانب من جوانب العلم هذه ومن ثم يمكن التمييز بين أنواع مختلفة من التقدم بالنسبة إلى العلم سواء من خلال علم النفس التنظيمي الاقتصادي أو المهني أو التربوي أو المنهجي الذي يتمثل في اختراع طرق جديدة للبحث وصقل الأدوات العلمية أو علم النفس المعرفي الذي يتمثل في زيادة المعرفة العلمية أو النهوض بها.

يجب تمييز هذه الأنواع من التقدم من الناحية المفاهيمية عن التطورات في الأنشطة البشرية الأخرى، على الرغم من أنه قد يتضح أن التقدم العلمي له على الأقل بعض الروابط الواقعية مع التقدم التكنولوجي في زيادة فعالية الأدوات والتقنيات والتقدم الاجتماعي المتمثل في الازدهار الاقتصادي والجودة الحياة والعدالة في المجتمع.

قد تنطوي كل جوانب التقدم العلمي على اعتبارات مختلفة، بحيث لا يوجد مفهوم واحد يغطيها جميعًا، ومن المناسب هنا أن نركز على التقدم المعرفي أي لإعطاء حساب لتقدم العلم من حيث نجاحه في البحث النفسي عن المعرفة أو البحث عن الحقيقة.

2- التقدم العلمي مقابل التنمية

التقدم العلمي في علم النفس يعتبر مفهوم معياري يجب تمييزه عن المصطلحات الوصفية المحايدة مثل التغيير والتنمية، بشكل عام يشكل التقدم تحسن أكثر في بعض النواحي بالنسبة لبعض المعايير، ومن المطلب المعياري أن جميع المساهمات في البحث النفسي يجب أن تحقق بعض النجاحات المعرفية، ويمكن تقييم نجاحها في هذا الصدد مراجعة الأقران، ومن ثم فإن نظرية التقدم العلمي ليست مجرد وصف وصفي لأنماط التطورات التي اتبعها العلم في الواقع.

بدلاً من ذلك يجب أن يقدم التقدم العلمي في علم النفس تحديدًا للقيم أو الأهداف التي يمكن استخدامها كمعايير تأسيسية للعلم الجيد، الذي يقترح برنامج طبيعي في الدراسات العلمية في أن الأسئلة المعيارية في نظريات المعرفة العلمية يمكن اختزالها في التحقيقات التاريخية والاجتماعية للممارسة الفعلية للعلم، بهذه الروح دافع علماء النفس عن مشروع اختبار النماذج المعرفية للتغيير العلمي من خلال تاريخ العلم.

مثل هذه النماذج التي غالبًا ما تُصاغ بلغة معيارية يمكن إعادة صياغتها في عبارات تصريحية حول كيفية تصرف العلم، وقد يكون الأمر كذلك أن معظم الأعمال العلمية على الأقل أفضل العلوم في كل عصر، هي أيضًا علم جيد، ولكن من الواضح أيضًا أن العلماء غالبًا ما يكون لديهم آراء مختلفة حول معايير العلم الجيد، ويقوم الباحثين والمدارس النفسية المنافسة بخيارات مختلفة في تفضيلهم للنظريات وبرامج البحث النفسي.

لذلك يحدد التقدم العلمي في علم النفس التطورات الفعلية للعلم ما يجب أن يمنحنا تعريف التقدم معيارًا لتقييم الخيارات التي اتخذتها المجتمعات العلمية، والتي كان من الممكن أن تقوم بها والتي تقوم بها الآن، وستقوم بها في المستقبل، حيث إن مهمة إيجاد هذه المعايير والدفاع عنها مهمة نفسية حقًا يمكن أن يستنيرها التاريخ وعلم النفس الاجتماعي.

3- التقدم العلمي والجودة والأثر

بالنسبة للعديد من الأنشطة الموجهة نحو الهدف من المهم التمييز بين الجودة والتقدم العلمي في علم النفس، حيث أن الجودة هي في المقام الأول مفهوم موجه نحو النشاط نفسه، فيما يتعلق بالمهارة والكفاءة في أداء بعض المهام، في حين ان التقدم العلمي في علم النفس هو مفهوم موجه نحو النتائج فيما يتعلق بنجاح المنتج بالنسبة لبعض الأهداف.

يجب أن تفي جميع الأعمال المقبولة في العلوم بمعايير معينة من الجودة لكن يبدو أنه لا توجد روابط ضرورية بين الجودة والتقدم في العلوم، ففي بعض الأحيان تفشل المشاريع البحثية المؤهلة جيدًا في تحقيق نتائج جديدة مهمة، بينما تؤدي الأعمال الأقل كفاءة ولكن الأكثر حظًا إلى النجاح، ومع ذلك فإن الاستخدام الماهر لأساليب العلم سيجعل التقدم محتملًا للغاية.

ومن ثم فإن أفضل استراتيجية عملية في تعزيز التقدم العلمي هي دعم البحوث عالية الجودة، ومنها تم اقتراح مؤشرات العلوم الكمية كمقاييس للنشاط العلمي، على سبيل المثال مقاييس الإخراج ومقاييس الإنجاز العلمي، ولكن من الإشكالية ما إذا كان هذا القياس كافياً للإشارة إلى الجودة؛ نظرًا لأن هذا قد يساهم بمقادير مختلفة في تقدم المعرفة العلمية.

يعود فشل مؤشرات العلم في العمل كتعاريف للتقدم العلمي إلى حقيقة أنها لا تأخذ في الاعتبار المحتوى الدلالي للنظريات العلمية؛ لتحديد ما إذا كان العمل يقدم مساهمة في التقدم العلمي، علينا أن نحدد ماذا يقول ثم ربط هذا المحتوى مع الوضع المعرفي للمجتمع العلمي؛ للسبب نفسه قد تستخدم تمارين تقييم البحث المؤشرات العلمية كأدوات، ولكن في النهاية يجب أن تعتمد على حكم الزملاء الذين لديهم معرفة كبيرة في هذا المجال.

4- التقدم العلمي والأهداف

التقدم العلمي في علم النفس هو مفهوم نسبي الهدف ولكن حتى عندما نعتبر العلم مشروعًا معرفيًا يسعى إلى المعرفة ، فلا يوجد سبب لافتراض أن هدف العلم أحادي البعد وفي المقابل يجب تعريف الهدف المعرفي للبحث النفسي على أنه مزيج مرجح من العديد من المرافق المعرفية المختلفة وحتى المتضاربة، ويمكن فهم النظريات البديلة للتقدم العلمي على أنها مواصفات لهذه المرافق المعرفية.

يمكن الوصول إلى الهدف بمعنى أنه يمكن الوصول إليه في عدد محدود من الخطوات في وقت محدد، حيث أن الهدف خيالي إذا لم يكن بالإمكان الوصول إليه أو حتى الاقتراب منه، وبالتالي لا يمكن السعي وراء الأهداف المعرفية بعقلانية، حيث لا يمكن إحراز تقدم في محاولة الوصول إليها.

ومع ذلك ليست كل الأهداف التي يتعذر الوصول إليها خيالية فالهدف الذي لا يمكن الوصول إليه مثل أن يكون الفرد مثاليًا من الناحية الأخلاقية، يمكن أن يعمل كمبدأ تنظيمي بمعنى العالم إيمانويل كانط إذا كان يوجه سلوكنا حتى نتمكن من إحراز تقدم نحوه.

في النهاية نجد أن:

1- علاقة التقدم العلمي مع مجالات البحث في علم النفس هي مواضيع توضح أهم العلاقات والاختلافات بين التقدم العلمي وغيره من مجالات العلوم الإنسانية.

2- من أهم علاقة التقدم العلمي مع مجالات البحث في علم النفس علاقته مع الجوانب المهمة للتقدم والأهداف المعرفية والأثر والنتائج والتنمية.


شارك المقالة: