علاقة الرضا المهني بالتغيب عن العمل

اقرأ في هذا المقال


يعتبر التغيُّب عن العمل من السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها الموظف كردود فعل؛ لأنَّه يعاني من خلل داخل وظيفته يجعله يبتعد عنها ولا يرغب بالقيام بمسؤولياته وواجباته تجاهها، بحيث يجد في هذا السلوك الراحة الجسدية والذهنية ويجد ما يلبي احتياجاته النفسية أكثر من العمل المهني خاصته.

الفرق بين التغيب عن العمل والغياب عن العمل:

يعتبر التغيُّب عن العمل من السلوكيات التي يقوم بها الموظف بشكل متعمّد أي بطريقة إرادية، أما موضوع الغياب عن العمل فيكون سلوك ذو تبريرات وأسباب تكمن خلفه، بحيث يكون التغيُّب عن العمل بسبب واحد وهو عدم رغبة الفرد بالعمل وعدم ميله ومحبته للقيام بإنجاز المهام المهنية المطلوبة، ولكن الغياب عن العمل يكون إما بسبب حالة صحية أو سفر أو مناسبة عائلية وغيرها، يكون سلوك التغيُّب عن العمل فجائي ومتكرر ومستمر بينما الغياب عن العمل فهو من السلوكيات المخطط لها مسبقاً ولا يتكرر إلا ضمن الحاجة إليه.

علاقة الرضا المهني بالتغيب عن العمل:

يعتبر سلوك وتصرف الموظف بالتغيُّب عن العمل من السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على العمل والمؤسسة المهنية والإنتاجية المهنية كافة، بحيث يزيد هذا التصرف من التكاليف المادية على المؤسسة المهنية من حيث قيام موظف آخر بعمل وإنجاز مهام الموظف المتغيب وهذا يتطلب حافز مهني أو مشجع مادي لقيامه بأعباء إضافية ليست من مهامه المهنية المطلوبة.

من المؤكد أن موضوع التغيّب عن العمل ذو علاقة بموضوع الرضا المهني لهذا الموظف المتغيب، بحيث يتمثل السبب وراء التغيُّب عن العمل هو عدم رغبة الموظف بعمله وعدم رغبته بالحضور إليه وعدم محبته لجميع عناصر العمل من مسؤولين وموظفين وغيرهم، وعدم الرضا عن العوائد المادية والمعنوية، وهذا يدل على علاقة الرضا المهني بالتغيب عن العمل.

يرى العديد من الباحثين أنَّ من مهام وأدوار المؤسسة المهنية الناجحة أن تقوم بالاهتمام بموضوع الرضا المهني بمقدار ما تهتم بالآثار السلبية الناتجة عن عدم مجيء الموظف لعمله وتكرار واستمرار التغيُّب عن العمل، وهذا الاهتمام يكمن من خلال البحث عن المسببات التي تؤدي للتغيُّب عن العمل والتي تؤدي إلى عدم الرضا المهني؛ لأنَّها على الأغلب أسباب مشتركة، بحيث يكون خفض شعور الموظف بعدم الإيجابية والرضا المهني مهم للتخلص من ظاهرة التغيب عن العمل.


شارك المقالة: