علاقة علوم التربية بعلم النفس:
علم التربية: تعتبر التربية من النماذج المجتمعية التي لا تنفصل عن المجتمع والجماعات والأفراد وحتى الأفكار، ومن هذا المنطلق أصبح للتربية علم تستند عليه ويوضح أهم الأسس والمبادئ التي تقوم عليها، ويعتبر علم التربية علم غرضه الأساسي هو الجنس البشري، حيث ينقل الصفات المجتمعية من المعلم إلى المتعلم، وذلك ليتكيف ويختلط المتعلم مع ثقافة وأفكار المجتمع، وأيضاً اندماجه من حيث المكونات المادية وغير المادية.
إن زيادة التقدم الواضح بشكل كبير في ميادين علم النفس ونخص هنا بالذكر علم نفس النمو وعلم النفس التربوي، قد زود علم التربية والتربية بشكلٍ عام كثيرا، وأيضاً صحح العديد من المفاهيم غير الصائبة التي عملت على ميدان التربية لمدة طويلة، حيث أعطاها القوة في التقدم في علم النفس، وأن يزود ويمد التربية بمفاهيم حول النمو البشري والخصائص التي تميز هذا النمو، وأيضاً حاجاته عن صحة الفرد النفسية ومن ثم الكشف عن الوسائل الصحيحة في عملية التدريس وفن التعامل مع الطالب، الأمر الذي أعطى رجال التربية القدرة من أن يستنبط من علم النفس العديد من القوانين؛ لتطبيقها على التعليم ومن ثم تفسير السلوك تفسيراً علمياً دقيقاً بحتاً، الذي بدوره ساعد على الكشف والتعرف عن حاجات الفرد النامي ومطالب النمو ومتى نتوقع بروز تلك الحاجات والطرق السليمة إشباعها.
ولقد ساعد أيضاً هذا على تطور الكثير من القضايا التربوية ومها ما يلي:
– بناء وإنشاء مناهج تتلاءم بشكلٍ كبير مع حاجات النمو.
– الاهتمام والعناية بنمو الشخصية الإنسانية بشكلٍ كامل، وذلك بجميع أبعادها النفسية والاجتماعية والعقلية والجسدية والروحية.
– أن نراعي بشكلٍ كبير مبدأ الفروق الفردية بين المتعلمين وأن نحاول الكشف عنها وتوضيحها وبالتالي كيفية التعامل معها.
– ملاءمة وسائل التدريس وأيضاً أساليبها بما يتلائم مع مراحل النمو التي يمر بها الإنسان.
– دراسة البيئة المحيطة بالطالب أو محاولة التأثير فيها حتى تساعد المدرسة الطفل على التكيف مع الجو المدرسي والتكيف أيضاً مع المجتمع بعد التخرج.
– الاهتمام بتكوين وكيفية تشكل المشاعر وإثارة الدوافع التي تحبب وتثير التعليم عند الأطفال.
– الاهتمام بشكلٍ كبير بالخبرات التربوية التعليمية.
– الاهتمام المستمر وذلك بتشجيع أساليب التعلم الذاتي لتحقيق مبدأ التربية المستمرة.
التربية وعلم النفس:
إن مصداقية العملية التربوية تنعكس تماماً على مصداقية المجتمعات وبالتالي تؤثر على تقدم ورقي الأمم، وهناك الكثير من الآراء واختلاف في وجهات النظر عند العديد فيما يخص الارتباط والصلة بين علوم التربية وعلم النفس، فهناك من يرى أنهما الشيء نفسه، وهناك من يفصل ويفرق بينهما، وهناك من يرى أنه يوجد نقاط ارتباط واتفاق بينهما، وهذا ما حث ودفع المختصين عليه هو أن يسلطوا الضوء على استبعاد العلاقة بينهما من ناحية الإيجاز والتوضيح.
أما عن العلاقة بين علم التربية وعلم النفس فهي تبدأ في أنها قسم لا ينقسم عن علم التربية والتي ترتبط ارتباطاً تاماً مع علم الاجتماع وأيضاً علم الإنسان والتي تهتم بالظواهر والأحداث النفسية والتربوية المتعددة والمختلفة لدى الإنسان، وبذلك فإن علم التربية يستند على علم النفس وتفيده في الأبحاث والدراسات، ومن ثم التركيز على نظرياته في حل المشكلات التربوية، بالرغم أن قبل تأسيس علم النفس كعلم مستقل انحلت العديد من المشكلات بطريقة الفسيولوجيا والفلسفة، التي تأسس فيها مقر تجريبي في علم النفس.
وبما أن علم النفس يعتبر أحد العلوم التي تضم بين الأقسام التطبيقية والعملية والنظرية، والتي بدورها تعنى بدراسة المجتمع من ناحية وجود أفراد أسوياء أو حتى معاقين، وبالتالي الوصول الى اسهل وأهون الطرق لنموهم نمواً سليماً، وينظر ايضا الى تعليمهم التعليم الذي يناسب طاقاتهم وأيضاً قدراتهم، والهدف من ذلك هو أن نحقق مجتمع متطور ومتقدم وذات صورة إيجابية، وهناك من ينظر إلى أن علم النفس يعتبر العامل الأساسي في انتشار علم التربية بشكلٍ واسع.
وبالنهاية يمكننا القول أن علم النفس هو بمثابة دراسة وبحث في الخبرة النفسية، وما تأخذه من دوافع مختلفة لكي تتضح لنا بشكل سلوك، بينما التربية تهتم بالإنسان من حيث الفطرة والإمكانات النفسية والجسمية، حتى يتمكن الإنسان من التكيف داخل المحيط الطبيعي والاجتماعي الذي يعيشه، وبالتالي فإن التربية تجهز الإنسان ليس فقط ليستغل ما ورثه من الأجداد والآباء بل ليساهم في بناء الحضارة بشكل متطور.