علم النفس الإرشادي والعلاج النفسي

اقرأ في هذا المقال


غالباً ما يتم استخدام المصطلحين أخصائي علم النفس الإرشادي والمعالج النفسي بالتبادل، كما أنّ لديهما العديد من أوجه التشابه ولكن هناك بعض الاختلافات المهمة كذلك، بشكل عام يوصى بعلم النفس الإرشادي في قضايا ومواقف معينة؛ مثل الإدمان أو الحزن كما تستغرق أسابيع إلى عدة أشهر.
في المقابل يميل العلاج النفسي إلى استكشاف المشكلات السابقة التي قد تساهم في مشاكل اليوم، غالباً ما تحدث باستمرار أو بشكل متقطع على مدى سنوات في الممارسة الفعلية، مع ذلك هناك قدر كبير من التداخل بين نوعي العلاج، قد يكون فهم المزيد من الاختلافات بين علم النفس الإرشادي والعلاج النفسي مفيد في اختيار نوع العلاج الأكثر فعالية بالنسبة للأفراد.

علم النفس الإرشادي والعلاج النفسي:

يتطلب العلاج النفسي عموماً مهارة أكثر من الاستشارة البسيطة، يتم إجراؤه من قبل متخصصين مدربين على ممارسة العلاج النفسي؛ مثل طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو مستشار مدرب أو أخصائي اجتماعي، في حين أن المعالج النفسي مؤهل لتقديم المشورة، فقد يمتلك أو لا يمتلك أخصائي علم النفس الإرشادي التدريب والمهارات اللازمة لتقديم العلاج النفسي، مع ذلك قد يقدم المعالج المشورة في حالات محددة وقد يعمل أخصائي علم النفس الإرشادي بطريقة العلاج النفسي.
من الناحية الفنية ينطوي عمل أخصائي علم النفس الإرشادي على عمل شخصين معاً لحل مشكلة، فهو مرتبط مع العديد من أنواع تقديم المشورة؛ على سبيل المثال التخطيط المالي والتوجيه الروحي كلاهما نوعان من علم النفس الإرشادي، يمكن لأي شخص أن يدعي أنه أخصائي علم نفس إرشادي إذا كان في دور تقديم المشورة، يمكن أيضاً أن يستخدم علم النفس الإرشادي مصطلح الاستشارة بشكل صحيح للإشارة إلى ما يحدث في العلاقة مع المعالج النفسي.
في سياق الصحة العقلية، يستخدم علم النفس الإرشادي عموماً للإشارة إلى علاج قصير نسبياً يركز بشكل أساسي على السلوك، غالباص ما يستهدف عرض معين أو موقف إشكالي ويقدم اقتراحات ونصائح للتعامل معه، في هذا الإعداد يقدم أخصائي علم النفس الإرشادي التوجيه والدعم، حيث يكتشف الفرد طرق لإدارة الحياة بشكل أفضل والتكيف مع التغيير أو الشدائد.
من ناحية أخرى فإن العلاج النفسي هو علاج طويل الأمد يركز أكثر على اكتساب نظرة ثاقبة للمشاكل الجسدية والعاطفية المزمنة، ينصب تركيزه على عمليات التفكير لدى الشخص وكيف يمكن أن تتأثر بأحداث الماضي بحيث تسبب مشاكل في الوقت الحاضر، بعبارة أخرى يعالج العلاج النفسي السبب الجذري والمشكلات الأساسية للمشاكل الحالية بحيث يحدث التغيير الدائم والنمو الشخصي، هناك عدة أنواع مختلفة من العلاج تندرج تحت العنوان العام للعلاج النفسي، بما في ذلك مناهج مثل العلاج السلوكي المعرفي والجدلي والعلاج النفسي التحليلي أكثر من ذلك بكثير.

التشابه والاختلاف بين علم النفس الإرشادي والعلاج النفسي:

هناك العديد من أوجه التشابه بين علم النفس الإرشادي والعلاج النفسي وحتى مع التمييز، غالباً ما يتضمن علم النفس الإرشادي بعض العلاج النفسي، كذلك يتضمن العلاج النفسي بعض أمور خاصة بعلم النفس الإرشادي، تشمل أوجه التشابه تطوير علاقة شفائية وآمنة وعلاجية بين المعالج والفرد، كذلك فعالية لمجموعة واسعة من الناس سواء البالغين والأطفال، أيضاً فهم مشاعر الإنسان وسلوكياته ومعالجة القضايا بهدف تحسين حياة الشخص.
بينما من المرجح أن يقدم أخصائيو الصحة العقلية الحاصلون على درجات متقدمة مثل الدكتوراة في علم النفس أو العلاج النفسي، فقد يقوم نفس المزود بكلا النوعين من العلاج، تشمل بعض الاختلافات تقديم المشورة
والتركيز على المشاكل والمواقف الحالية، كذلك مواقف أو سلوكيات محددة، علاج قصير الأمد (لمدة أسابيع وحتى 6 أشهر)، التركيز على العمل والسلوك، العلاج بالكلام، التوجيه والدعم والتعليم لمساعدة الناس على تحديد وإيجاد حلول خاصة بهم للمشاكل الحالية
يركّز العلاج النفسي على المشاكل المزمنة أو المتكررة والأنماط العامة والصورة الكبيرة الموجهة، كما يركّز على علاج طويل الأمد، إما مستمر أو متقطع على مدى سنوات عديدة، كما يقوم بالتركيز على الشعور والخبرة بالتركيز، قد يشمل الاختبار (مثل الشخصية والذكاء) والعلاج بالكلام والعلاجات الأخرى مثل العلاج السلوكي المعرفي ويركّز بشكل متعمق على الأفكار والمشاعر الداخلية (القضايا الأساسية) التي تؤدي إلى النمو الشخصي.

كيفية الاختيار بين أخصائي علم النفس الإرشادي والمعالج النفسي:

عند اختيار المعالج، من المفيد التعرف على الاختلافات التي ذُكرت أعلاه، إضافة إلى خلفية مقدمي الخدمة المحددين والأساليب التي يستخدمونها، في بعض الأحيان يأتي الاختيار إلى التفضيلات الشخصية أو الوصول أو التغطية التأمينية، مع ذلك فإن أهم خطوة هي العثور على معالج يمكننا الوثوق به، في الواقع يلعب مستوى ثقة الشخص في ممارس رعاية الصحة العقلية الدور الأكبر في ما إذا كان العلاج سينجح أم لا.
قد نحتاج بالفعل إلى التحدث مع مقدم خدمة أو زيارة لبضعة مواعيد قبل أن نعرف نوع العلاج الأفضل لنا، على سبيل المثال في بعض المواقف قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت قصيرة الأجل أو مشكلة محدودة نواجهها (بالتالي، قد تندرج في ظل ظروف يتم التعامل معها بشكل أفضل من خلال علم النفس الإرشادي، أو إذا كانت هناك أحداث أو مواقف في الماضي التي تؤدي إلى المشكلة الحالية.
عندما نرغب في رؤية أخصائي علم النفس الإرشادي فقد تكون الاستشارة خيار أفضل من العلاج النفسي، إذاً لدينا قضايا محددة أو مشاكل قصيرة المدى نرغب في معالجتها أو نرغب في تعلم مهارات التأقلم للمساعدة في إدارة التوتر بشكل أفضل وتحسين العلاقات، إذا كنا نتعامل مع تحولات وتعديلات في الحياة؛ مثل الطلاق أو الحزن أو كنا نتعامل مع مشاكل الإدمان، كذلك إذا كنا نبحث عن شخص يكون في الأساس مدرب يمكنه توجيهنا ودعمنا بينما نتعلم التعرف على المشكلات وصياغة الحلول الصحية بأنفسنا.
عندما نرغب في رؤية معالج نفسي فقد يكون المعالج النفسي خيار أفضل إذا كان لدى الشخص مشاكل تؤثر بشكل كبير على حياته الأسرية وعلاقاته مع الآخرين، كذلك إذا كان الشخص يتعامل مع صدمة سابقة أو إذا كان يعتقد أن المواقف في الماضي قد تلعب دور في مشاكله الحالية؛ من الممكن أن تكون المشاكل الحالية هي مخاوف مزمنة أو متكررة، كذلك إذا كان لدى الشخص حالة طبية مزمنة مثل أمراض المناعة الذاتية والسرطان وما إلى ذلك تؤثر على صحته العاطفية.
كذلك يمكن ان يكون المعالج اختيار افضل إذا لدى الشخص حالة صحية عقلية تم تشخيصها مثل الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق الشديد، أيضاَ إذا رأى أخصائي علم النفس الإرشادي ولم تتحسن مشاكل الشخص على الرغم من أنه يعمل بنشاط على إيجاد الحلول.


شارك المقالة: