ظهرت أولى المحاولات لعلم نفس النمو عند الفيلسوف اليوناني أفلاطون؛ الذي اهتم بمبادئ نمو الأطفال في تقييمه، كما أنّ أرسطو درس النمو الجنيني للحيوانات ووصف مراحل نمو المراهق، ورد عند العرب أوصاف لنمو الإنسان تبدأ بالجنين، ذكر جون لوك في القرن السابع عشر العديد من عادات الطفل واشتهر بمقولته (الطفل يولد صفحة بيضاء يفعل المربي فيها ما يشاء) وكتب روسو عن إعطاء الحرية المطلقة في تربية الطفل، أيضاً قدم فروبل أراء عن استمرار النمو وطرح العالم المسلم محمد مهدي نظرية في النمو الأخلاقي للأطفال والمراهقين.
علم النفس التنموي التطوري:
يمكن تعريف علم النفس التنموي التطوري بأنه أحد المناذج البحثية التي تقوم بتطبيق المبادئ الرئيسية للتطور الدارويني؛ أي مبدأ الانتقاء الطبيعي على بشكل خاص؛ ذلك سعياً لفهم النمو والتطور الخاص بسلوك البشر والوعي، يتضمن دراسة جميع الآليات الجينية والبيئية الكامنة وراء تنمية الكفاءات الاجتماعية والعقلية، إضافة إلى العمليات المورفولوجية (التفاعل بين الجينات والبيئة)، التي تناسب هذه الكفاءات مع الظروف المحلية.
يركّز علم النفس التنموي على الخصائص الخاصة بالجنس التس تستمد من علم التطور الجنيني، كما يركز على الفروق الفردية في السلوك من وجهة نظر تطورية، إلا أنّ المنظورات التطورية تميل إلى رؤية معظم الفروق الفردية كنتيجة؛ إما للضوضاء الجينية العشوائية (الموروثات التطورية) أو الخصوصيات (مثل مجموعات الأقران والأبوة والمقابلات غير الرسمية)، بدلاً من أن تكون نتيجة الانتقاء الطبيعي والتطور التنموي.
يؤكد علم النفس أن الانتقاء الطبيعي يمكن أن يفضل ظهور الفروق الفردية من خلال الامتثال التنموي التكيفي، بهذا المعنى يتبع النمو البشري استراتيجيات متغيرة في مسار الحياة وفقاً للتغيرات البيئية، بدلاً من اتباع نمط تطوري نموذجي لكل نوع.
أسهم العالم دارون بعرض تحليل واضح خاص بتاريخ الطفل الأول له، كما ساهم ستانلي هول بعرض دراسات عن الطفل والمراهق ويعتبر المؤسس الريسي لعلم نفس النمو الحديث، في عام 1904 قام بينيه بتطوير مقياس لذكاء الأطفال وساهم برير في شرح نمو الشعور والذكاء في كتابه عقل الطفل، في 1914 ألّف ستيرن كتاب في سيكولوجية الطفولة المبكرة وذهب سيغموند فرويد رائد مدرسة التحليل النفسي إلى أنّ خبرات الطفل في السنوات الخمس الأولى هي التي تحدد سلوكه المستقبلي.