علم نفس الوجود الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علم نفس الوجود الاجتماعي هو دراسة طبيعة وخصائص العالم الاجتماعي، حيث أنه يهتم بتحليل الكيانات المختلفة في العالم التي تنشأ من التفاعل الاجتماعي، يعتبر أحد الموضوعات البارزة في علم نفس الوجود الاجتماعي هو تحليل الفئات الاجتماعية من حيث وجودها وأنواعها وإنشاؤها.

علم نفس الوجود الاجتماعي

يتناول علم نفس الوجود الاجتماعي العديد من المعلومات الأساسية حول طبيعة العالم الاجتماعي، حيث يعتر علم نفس الوجود الاجتماعي مبني من الحالات النفسية للأفراد، بينما يجادل البعض بأنها مبنية على أفعال وسلوكيات، حيث أنها ترتبط بجميع الممارسات، لم يتم تداول مصطلح علم نفس الوجود الاجتماعي إلا على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، لكن طبيعة المجتمع كانت موضوعًا للتساؤل منذ اليونان القديمة.

في علم نفس الوجود الاجتماعي قدمت التحقيقات القديمة في طبيعة الظواهر الاجتماعية معلومات وأفكار لا تزال نشطة حتى اليوم، تتمثل في سمات العالم التي هي نتاج الإنسان أو المجتمع وأيها من الطبيعة، وكان أحد الاهتمامات المركزية لها هو التناقض بين الطبيعة والأعراف الاجتماعية أو القانون أو العادة، ومنها استكشف علماء النفس القدماء المزيج بين المساهمات الطبيعية والبشرية في بناء السمات المألوفة للعالم.

ومع ذلك لم ينظّروا كثيرًا حول ما يفعله الناس بالضبط من أجل إيجاد العالم الاجتماعي، وبدلاً من ذلك كتبوا عن الاتفاقيات والمواثيق والعادات والقوانين والأعراف وما إلى ذلك، دون أي إشعار خاص بتفكيكها عن بعضها البعض.

وفي الفترة الحديثة المبكرة اتسعت نظريات هذه المصادر بشكل كبير في علم نفس الوجود الاجتماعي، كما فعلت مجموعة متنوعة من الظواهر الاجتماعية في البحوث النفسية التي تشمل المناهج التي تم تطويرها في القرنين السابع عشر والثامن عشر.

أهم الكيانات الاجتماعية في علم نفس الوجود الاجتماعي

تتمثل أهم الكيانات الاجتماعية في علم نفس الوجود الاجتماعي من خلال ما يلي:

1- الكيانات الاجتماعية كناتج للعهود

تتمثل الكيانات الاجتماعية كناتج للعهود بأن المجموعة المستقرة يتم إنشاؤها من خلال العهود بين جميع الأعضاء في المجتمع بشكل انعكاسي؛ لأن الأشخاص الذين يؤسسون المجموعة هم بالأساس يعتبرون أعضاء لهذه المجموعة، يقوم علم نفس الوجود الاجتماعي بتحليل التعهدات من حيث الاتفاقيات، ويقدم أيضًا تحليلًا للاتفاقية والذي يتمثل جزء مهم منه في شرح ما يجعل الاتفاقات ملزمة.

2- الكيانات الاجتماعية كمنتجات للاتفاقية

تعتبر الكيانات الاجتماعية كمنتجات للاتفاقية كبديل للضغوط أو الاتفاقيات، يمكن أن يستخدم بعض المنظرين من علماء النفس مصطلح الاتفاقية كأساس للقانون واللغة، ويجادلون بأن الاتفاقيات لا تحتاج إلى أن يتم تشكيلها أو الموافقة عليها بشكل صريح، بدلاً من ذلك يمكن أن يكون لدينا اتفاقيات ضمنية مثل الاتفاقيات التي قد لا ندركها حتى لدينا.

قدم العالم ديفيد هيوم بشكل كبير تحليل الاتفاقية والظواهر الاجتماعية في علم نفس الوجود الاجتماعي من حيث الكيانات الاجتماعية كمنتجات للاتفاقية، حيث أنه يوسع نطاق الاتفاقية لتشمل مجموعة واسعة من الكيانات الاجتماعية ليس فقط القانون والملكية واللغة، ولكن أيضًا المال والحكومة والعدالة والوعود.

3- الكيانات الاجتماعية كناتج من المعرفة والطبيعة

قام الفلاسفة الحديثين من علماء النفس بتجذير العالم الاجتماعي في الطبيعة سواء في الحالات المعرفية أو في الطبيعة البشرية، حيث تعني الكيانات الاجتماعية كناتج من المعرفة والطبيعة أن السلطة لا تختلف باختلاف الدرجات أو المستويات الوجودية لكل فرد، وترى الكيانات الاجتماعية كناتج من المعرفة والطبيعة أن المعرفة والطبيعة تعتبر كمصادر للأفراد والممتلكات.

4- الكيانات الاجتماعية كمنتجات للعقل الفردي

تتمثل الكيانات الاجتماعية كمنتجات للعقل الفردي في نظرية الجوهر الاسمي والتي تعتبر مهمة لعدد من المناهج المعاصرة لعلم نفس الوجود الاجتماعي، على الرغم من أن هذه النظرية نفسها لا تربط الجواهر الاسمية بالعالم الاجتماعي على وجه الخصوص، يعتبر الجوهر الاسمي هو تعريف نوع من الأشياء والتي يجمعها الناس في أذهانهم من الأفكار.

بالتالي يولد الأفراد هذه التعريفات عندما يلاحظون الأشياء في العالم ويصنفونها وفقًا لأوجه التشابه الظاهرة، حيث أن الجواهر الاسمية في الكيانات الاجتماعية كمنتجات للعقل الفردي تتولد عقليًا، حيث أنها تتشكل من ترابط الأفكار في العقل، علاوة على ذلك يتم إنشاؤها بشكل فردي فالجوهر الاسمي الذي يحدده أي شخص يتم تعريفه بالكامل من خلال الحالات العقلية لذلك الشخص.

وفي النهاية نجد أن علم نفس الوجود الاجتماعي هو جزء من الاهتمامات التي قدمها علم النفس للاهتمام بالممارسات والأهداف والسلوك الجمعي، وذلك من حيث كيفية ترابط الأعضاء الخاصين بمجموعة واحدة مع الاعتراف بهم وبمهاراتهم التي تعتبر مهمة للنجاح الجماعي.


شارك المقالة: