عمليات الفرصة مقابل العشوائية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


من المعروف أن هناك العديد من أنواع الاحتمالات مثل الاحتمالات الذاتية في درجات الاعتقاد، واحتمالات الإثبات والفرص الموضوعية، وقد نستفسر عن الروابط بين العشوائية وأي من هذه الأنواع من هذه الاحتمالات في عمليات الفرصة.

عمليات الفرصة مقابل العشوائية في علم النفس

تتمثل عمليات الفرصة مقابل العشوائية في علم النفس في شيء ما عشوائي إذا حدث بالصدفة، حيث يبدو أن أطروحة الفرضية المألوفة والعلاقة الوثيقة بين العشوائية والمصادفة التي تقترحها تحظى بتأييد في الأدبيات العلمية مثل علم النفس، حيث يستخدم العلماء الصدفة أو العشوائية للإشارة إلى أنه عندما يمكن أن تؤدي الأسباب المادية إلى أي من النتائج العديدة، لا يمكننا التنبؤ بما ستكون عليه النتيجة في أي حالة معينة.

لا شك أن بعض علماء النفس يخضعون بشكل متساوٍ لهذا الاستبعاد غير المفكر به، لكن آخرين يربطون الصدفة والعشوائية عن عمد من حيث الموافقة في الرأي القائل بأن الكون هو أساسًا احتمالي في طبيعته، أو بعبارة أكثر عامية أن العالم مليء بالأحداث العشوائية.

ومع ذلك فإن عددًا من التطورات التقنية والنفسية في فهمنا لكل من الصدفة والعشوائية يفتح إمكانية الانزلاق السهل بين الصدفة والعشوائية في الاستخدام العادي والعلمي، وهي شريحة يمكن إثباتها من خلال حقيقة أطروحة الفرضية المألوفة أو المضللة، من حيث توضيح هذه التطورات وتوضيح الاختلافات بين الصدفة والعشوائية، وكذلك المجالات التي يتداخلان فيها في التطبيق.

هناك عواقب فلسفية مهمة إذا كانت أطروحة الفرضية المألوفة غير صحيحة، وإذا كان الاستخدام العادي مضللًا، على سبيل المثال من المعقول بشكل بديهي أنه إذا كان الحدث عشوائيًا حقًا فلا يمكن تفسيره إذا حدث لسبب ما فهو ليس عشوائيًا حقًا، وقد يبدو إذن أن إمكانية التفسير الاحتمالي تتقوض عندما تكون الاحتمالات المعنية فرصًا حقيقية.

ومع ذلك فإن هذا الاستنتاج المتشائم لا يتبع إلا في ظل الافتراض المستمد من أطروحة الفرضية المألوفة، بأن جميع النتائج المحتملة عشوائية، وهناك حالة أخرى مثيرة للاهتمام هي دور أخذ العينات العشوائية في الاستدلال الإحصائي خاصة إذا كانت العشوائية تتطلب فرصة، فلن تكون أي استنتاجات إحصائية على أساس أخذ العينات العشوائية لعدد كبير من الأفراد صالحة ما لم يتضمن التصميم التجريبي فرصة حقيقية في اختيار الموضوعات.

لكن الأساس المنطقي لأخذ العينات العشوائية قد لا يتطلب أخذ العينات بالصدفة طالما أن العينة لدينا تمثيلية، فقد تكون تلك الاستنتاجات الإحصائية موثوقة، لكن في هذه الحالة سنكون في موقف غريب حيث لن يكون لأخذ العينات العشوائية علاقة كبيرة بالعشوائية، وأي تبرير للمعتقدات على أساس أخذ العينات العشوائية التي يُعتقد حاليًا أن العشوائية توفره يجب استبداله بشيء آخر.

الحالة الأساسية ذات الاهتمام النفسي الكبير في عمليات الفرصة مقابل العشوائية في علم النفس هي النهج المتكرر للاحتمال الموضوعي، والذي يدعي تقريبًا أن فرصة النتيجة هي تكرارها في سلسلة مناسبة من النتائج؛ لتجنب تصنيف النتائج المتكررة المنتظمة تمامًا على أنها فرصة من حيث طلب أن تكون سلسلة النتائج عشوائية بدون نمط أو ترتيب.

عمليات الفرصة في علم النفس

لتوضيح الروابط والاختلافات بين الفرصة والعشوائية سيكون من الجيد أولاً أن يكون لدينا فكرة عن مقدار الفرصة والعشوائية، ومن المثير للاهتمام أن الاهتمام النفسي قد ركز على الفرصة أكثر من التركيز على العشوائية، فقد يكون هذا نتيجة لأطروحة الفرضية المألوفة، وأيا كان مصدرها يمكننا أن نناشد إجماعًا جوهريًا في الأدبيات النفسية حول نوع الشيء الذي يجب أن تكون عليه عمليات الصدفة.

ميز بعض علماء النفس بين مفهومين لعمليات الفرصة في علم النفس بحِجَة أن كلاهما مهم علميًا، ففي الاحتمال الأول يتوافق مع مفهوم معرفي يتم إخفاءه في الوقت الحاضر إما كاحتمال إثبات، أو مصداقية أو درجة من الإيمان والثقة، حيث يتناقض هذا مع احتمالية عمليات الفرصة في علم النفس وهو مفهوم الاحتمالية الموضوعية غير المعرفية والمعروفة باسم الصدفة.

هناك العديد من التفسيرات النفسية لما يؤسس الصدفة بالفعل كجزء من الصناعة الفلسفية الصغيرة لإنتاج تفسيرات أو تحليلات أو تفسيرات اختزالية للاحتمال، في هذا السياق لدينا على الأقل نظرية التردد ونظرية الميل، بالإضافة إلى العديد من الحسابات الحديثة، ولا سيما حساب أفضل نظام للعمليات الخاصة بالفرصة في علم النفس.

لا يوجد اتفاق بشأن أي من هذه الحسابات ومن المؤكد أن كل هذه الحسابات تواجه صعوبات في إعطاء حساب مناسب لعمليات الفرصة في علم النفس، يمكن أن يكون هناك إجماع لأن مصطلح الصدفة ليس مصطلحًا تقنيًا، بل هو مفهوم عادي يتم نشره في مواقف مألوفة إلى حد ما، وتشير هذه الاتفاقية على الأقل إلى وجود قدر كبير من الاعتقاد السائد حول الصدفة.

لا يحتاج المرء إلى اعتبار تحرر الحدس الشعبي أمرًا مستمرًا ليدرك أن هذا الاعتقاد العادي يوفر نقطة البداية للتفسيرات النفسية لعمليات الفرصة في علم النفس، وقد يتضح أن لا شيء يتناسب مع الدور الذي حددته هذه المعتقدات العادية ودقتها الفلسفية، ولكن حتى في هذه الحالة سنميل إلى استنتاج أن الصدفة غير موجودة وليس أن معتقداتنا العادية حول أي فرصة يجب أن تكون غير صحيحة.

يجب أن تنظم عمليات الفرصة في علم النفس أي أنها مرتبطة بالمعايير التي تحكم الإيمان العقلاني بما يتماشى مع مبدأ الوظيفة المصداقية الأولية المعقولة، حيث ينص هذا المبدأ على أن المصداقية الأولية العقلانية يجب أن تتعامل مع الصدفة كخبير، مع الإذعان لها فيما يتعلق بالآراء حول النتيجة، من خلال تبني الفرص المقابلة باعتبارها درجة اعتقاداتنا المشروطة.

عمليات العشوائية في علم النفس

يستخدم بعض الفلاسفة وغيرهم من علماء النفس عن عمد كلمة عشوائي لتعني فرصة، حيث أن العملية العشوائية في نظرهم هي عملية تحكمها الصدفة، مع الأخذ في الاعتبار أن العملية العشوائية هي عملية لا تعمل بشكل متقلب أو عشوائي ولكن وفقًا للقوانين العشوائية أو الاحتمالية.

هذا المفهوم العملي للعشوائية مشروع تمامًا وإن كان زائداً إلى حد ما إنه يجعل أطروحة الفرضية المألوفة غير مهمة، وبالتالي فهي ليست مثيرة للاهتمام في حد ذاتها ولا ملائمة لدعم الاستنتاجات المثيرة التي استخلصها البعض منها فيما يتعلق بالتفسير أو التصميم التجريبي.

إن التذرع بمفهوم عمليات العشوائية في علم النفس غير كافٍ بطريقة أخرى؛ لأنه لا يغطي جميع حالات العشوائية نفسها حالة واضحة من عشوائية العملية، مثل ألف رمية متتالية لقطعت النرد، ولكن نظرًا لأن هذه النتيجة لديها بعض الفرص في ألا تتحقق فإنها تعتبر عملية عشوائية حتى عندما يحدث ذلك، حيث أن هذا يتعارض مع ما نقوله عادة عن مثل هذه النتيجة، وهو أمر غير متوقع على الإطلاق أو عشوائي أو غير متوقع.

في النهاية نجد أن:

1- عمليات الفرصة مقابل العشوائية في علم النفس تعتبر عمليات متشابهة في بعض الأوقات وتستند ببعضها البعض، في حين يرفض بعض علماء النفس ذلك.

2- يعبر بعض علماء النفس والفلاسفة عن رأيهم في اختلاف العمليات العشوائية عن عمليات الصدفة، حيث أن العمليات العشوائية تعبر عن فرص لا يمكن أن تحصل عن طريق الصدفة فقط.

المصدر: المنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020التشابك الكمي والعقل الباطن الجماعي، محمد مبروك أبو زيدالعقل الكمي، دكتور صبحي رجبتحولات السببية دراسة في فلسفة العلم، أفراح لطفي عبد الله


شارك المقالة: