يقوم الإرشاد والتوجيه المهني على تقديم المساعدة للأفراد، وذلك بتحديد ميولهم وما يناسبها من تخصّصات، مِمَّا يؤدي إلى الرضّا والنجاح في المستقبل.
أهم المهام في الإرشاد المهني
- تحديد الأهداف: ويُقصد بها أنَّ الأفراد يختلفون من وجهة نظرهم، فأهداف شخص معين تختلف عن شخص آخر في اختيار مهنة المستقبل، فهناك أفراد يختارون مهن معينة لمجرد العمل فقط، ومنهم من يختار المهن من ناحية مالية، وهناك أفراد يختارون المهن بالنسبة لمهنة آبائهم وأُمهاتهم باستخدام أسلوب التوارث في المهن.
- معرفه الذات: ويُقصد بها أن يكون الفرد على معرفة كاملة بنفسه، بما يُحب وما يكره ومعرفة كاملة بقُدراته وميوله، ومنها الاختيار المناسب للعمل.
- الميول: ويُقصد بها تعريف الفرد على ميوله وقدراته وذكائه، وكيف ينجح في العمل الذي يَقوم به، وهناك أفراد لا يُحبون العمل الموجودين به مع أنَّه مُتناسب مع قدراتهم، ومنها لا يحصل التوافق والنَجاح المطلوب.
- القدرات العقلية العامة: ويُقصد بها الفروقات الفردية بين الأشخاص، فهُناك أفراد يتميزون عن غيرِهم بقُدرات معينة، ولا تكون موجودة عند أشخاص آخرين.
- اختلاف المهن: ويُقصد بها أنَّ المِهن تختلف من مهنة إلى أخرى، وذلك بِما تحتاجه من مُتطلبات، ومنها تَقوم على اختيار أفراد معينين دون غيرهم للعمل بها.
- التعرف على الشخصية: ويُقصد بها أنَّ لكُل فرد شخصّية مُختلفة عن غيره، وتُميزه عن غيره وتتناسب مع مهنة مُعينة، وتتناسب مع مواقف معينة لا يستطيع غيره القيام بها.
عوامل التوجيه والإرشاد المهني
التوجيه والإرشاد المهني هو عملية مستمرة تهدف إلى مساعدة الأفراد في اختيار المسار المهني الذي يناسب قدراتهم واهتماماتهم، ويحقق لهم الرضا الشخصي والنجاح المهني. يعتمد نجاح عملية الإرشاد المهني على مجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على قرارات الفرد المهنية. فيما يلي سنستعرض أهم هذه العوامل وكيفية تأثيرها على عملية التوجيه والإرشاد المهني.
1. القدرات والمهارات الشخصية
تعتبر القدرات والمهارات الشخصية من أهم العوامل التي تؤثر على التوجيه المهني. من خلال تقييم مهارات الفرد مثل التفكير النقدي، الابتكار، القدرة على التحليل، والمهارات التقنية، يمكن تحديد المجالات التي يتفوق فيها الشخص والتي يمكن أن تؤدي إلى مهنة ناجحة. الإرشاد المهني يساعد الفرد على استكشاف هذه المهارات وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل.
2. الاهتمامات والشغف
الاهتمامات الشخصية والشغف تجاه مجال معين من العوامل الرئيسية التي تؤثر في اختيار المهنة. الأفراد الذين يعملون في مجالات تتوافق مع اهتماماتهم يميلون إلى الشعور بالرضا المهني والقدرة على الابتكار والإبداع. يعمل المرشدون المهنيون على مساعدة الأفراد في اكتشاف اهتماماتهم الحقيقية وربطها بمسارات مهنية يمكن أن تحقق لهم النجاح والرضا.
3. القيم والمبادئ الشخصية
القيم والمبادئ الشخصية تلعب دورًا كبيرًا في عملية التوجيه المهني. بعض الأفراد قد يكون لديهم رغبة في العمل في مجالات تتوافق مع قيمهم الأخلاقية أو الاجتماعية، مثل العمل في المجال الإنساني أو البيئي. الإرشاد المهني يساعد الأفراد على تحديد هذه القيم وربطها بخيارات مهنية تتماشى مع مبادئهم.
4. الظروف الاقتصادية والاجتماعية
الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الفرد يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قراراته المهنية. على سبيل المثال، قد يختار الفرد مهنة معينة بناءً على استقرارها المالي أو بسبب الضغط الاجتماعي من العائلة أو المجتمع. في هذه الحالات، يقوم المرشدون المهنيون بتوجيه الأفراد نحو اتخاذ قرارات مهنية مدروسة تأخذ في الاعتبار هذه الظروف وتوازن بينها وبين تحقيق الرضا الشخصي.
5. التحصيل الأكاديمي والتعليمي
التحصيل الأكاديمي والتعليمي للفرد هو عامل حاسم في تحديد المسارات المهنية المتاحة له. بعض المهن تتطلب مستويات معينة من التعليم أو التخصص الأكاديمي، وبالتالي يجب على الفرد أخذ ذلك في الاعتبار عند التخطيط لمستقبله المهني. المرشدون المهنيون يقدمون المشورة حول البرامج الدراسية والتدريبية التي يمكن أن تفتح الأبواب أمام الفرص المهنية المتاحة.
6. توجهات سوق العمل
معرفة توجهات سوق العمل الحالية والمستقبلية تعتبر من العوامل المهمة في عملية التوجيه المهني. توفر المعلومات حول القطاعات التي تشهد نموًا والمهارات المطلوبة في المستقبل فرصة للفرد لاختيار مهنة تتمتع بفرص عمل جيدة واستقرار وظيفي. المرشدون المهنيون يستخدمون هذه المعلومات لتوجيه الأفراد نحو مسارات مهنية تتماشى مع متطلبات السوق.
7. الدعم الأسري والاجتماعي
الدعم الأسري والاجتماعي يمكن أن يكون له تأثير كبير على قرارات الفرد المهنية. الأسر التي تشجع أبناءها على متابعة اهتماماتهم وتقديم الدعم اللازم يمكن أن تسهم في نجاحهم المهني. في المقابل، قد يواجه الأفراد الذين يفتقرون إلى هذا الدعم صعوبة في اتخاذ قرارات مهنية مستقلة. يلعب المرشدون المهنيون دورًا في تعزيز الثقة بالنفس لدى الأفراد وتوجيههم نحو اتخاذ قرارات مبنية على رغباتهم وإمكاناتهم الحقيقية.
8. التجارب العملية السابقة
التجارب العملية السابقة، سواء كانت من خلال الوظائف السابقة أو التدريب المهني أو حتى الأنشطة التطوعية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قرارات الفرد المهنية. هذه التجارب تساعد الأفراد على اكتشاف نقاط القوة والضعف لديهم وتحديد المجالات التي يشعرون فيها بالراحة والنجاح. الإرشاد المهني يساعد الأفراد على تحليل هذه التجارب واستخدامها كمرجع في اتخاذ قراراتهم المستقبلية.
9. الاستعداد النفسي
الاستعداد النفسي للتعامل مع التحديات المهنية هو عامل آخر مؤثر. بعض الأفراد قد يكونون أكثر استعدادًا للتعامل مع ضغوط العمل أو التكيف مع بيئات عمل مختلفة. يعمل المرشدون المهنيون على تقييم هذا الاستعداد وتقديم الدعم اللازم للأفراد لتطوير المهارات النفسية التي تمكنهم من النجاح في مساراتهم المهنية.
التوجيه والإرشاد المهني عملية معقدة تتأثر بالعديد من العوامل، بدءًا من القدرات والمهارات الشخصية وصولاً إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية، فهم هذه العوامل يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مهنية مدروسة تساهم في تحقيق النجاح والرضا في حياتهم المهنية. يقدم المرشدون المهنيون الدعم اللازم للأفراد لمساعدتهم على استكشاف هذه العوامل وتوظيفها بشكل إيجابي لتحقيق أهدافهم المهنية.