فلسفة ماريا منتسوري لتعليم ذوي اضطراب التوحد

اقرأ في هذا المقال


تعددت الأمور التي تتعلق بنظام (ماريا منتسوري) في تعليم الأفراد ذوي اضطراب التوحد، حيث يوجد العديد من الأمور المتعلقة بنظام (منتسوري) ومنها فلسفة النظام التي تتعلق بالمنهج الذي يقدم للأطفال ذوي اضطراب التوحد والعوامل الأخلاقية المتعلق بالطفل ومدى نجاحها في تعليم الطفل، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن هذا الفلسفات وغيرها.

فلسفة ماريا منتسوري لتعليم ذوي اضطراب التوحد

1- المنهج المستنبط من الملاحظة

أوضحت (ماريا منتسوري) الطريقة المستخرج من الملاحظة مبينة أن عقل الفرد الصغير لا يقتصر على نفسه بالأشياء التي يتمكن من رؤيتها وخصائصها، بل يتعدى ذلك، ويتبين التخيل أن الفرد الصغير يتعلم من خلال بيئته، وليس من المدرس الذي يفترض عليه أن يقف مستعداً حتى يلبي النداء إذا احتاج الطفل.

ومن الحقائق التي ساهمت في شهرة (ماريا منتسوري) هي عدم صدور العيوب النفسية والتي تتبين في مجموعتين، أولهما تضم الأطفال الأقوياء الذين يتمكنون من التغلب على المشاكل في شكل ميل إلى الغضب وميل الى التدمير، وعدم الانتظام في العقل وعدم الانتظام في الخيال.

والمجموعة الثانية تحتوي على الأطفال الذين تتغلب عليهم هذه الرغبات، ويتبين ذلك في شكل الأطفال السلبيين والضعفاء الذين لديهم عيوب وجوانب سلبية، مثل البطء والقصور الذاتي والخمول والبكاء على الأشياء، ويريدون أن يلبي لهم كل شيء، إضافة إلى أنهم يخافون كل شيء غريب ويبقون بجانب الكبار يريدون بشكل دائم أن يدلوا ويحسوا بالملل وبالتعب بصورة سريعة، ويوجد لديهم أخطاء مثل السرقة والكذب وصور الدفاع عن النفس.

2- التعب عند الأطفال

فيما يرتبط بمسألة التعب بينت (ماريا منتسوري) أن الطفل قبل عمر السادسة قد بين حقائق رهيبة فسريعاً ما يحس الطفل في المدارس العادية بالتعب والإرهاق، وتتبين صعوبة في تطبيق التعليمات التي تكون طاغية وقاسية في مثل هذا العمر، والوالدين يريدون أن يقوم أطفالهم بالنوم واللعب، مما ينتج عن ذلك نتائج غير مرغوب فيها؛ إذ يمل الأطفال بشدة من هذا الجدول، وتتبين ردود فعلهم بجميع أشكال الشغب.

وقد تبينت الخبرة مع صغارنا في عمر الثانية وعمر الثالثة، أنه ليس هناك تعب وتوقف من الدراسة في هذا العمر، بل اصبحوا الأطفال أقوياء بالطبع ولم ينجم عن عملهم كلل، كما كان يعتقدة البعض، وهناك ميل طبيعي يمهد للطفل الصغير حتى يتلقى المعرفة، ولكن المجتمع يقوم بعزله ذهنياً في هذه الفترة الحساسة بجدولة في الأكل والنوم فقط.

3- العوامل الأخلاقية

بينت (ماريا منتسوري) أن أسلوبها لا يقتصر على التنظيم ذاته بل يقتصر في الآثار التي تحدثها في الطفل، والطفل هو من يبين قيمة هذه الطريقة بما ينجم عنه تلقائياً، ونحن نعمل على ترك الأطفال أحراراً في عملهم، وفي كل التصرفات غير الخاطئة، هذا يدل أننا نقصي الفوضى ونقوم بحذفها لأنها سلبية، بينما نسمح بما هو منظم؛ وذلك لأنه مكمل للحرية الناجمة عنهم.

وهنا ينجم الأطفال حباً للعمل وحباً للهدوء وحباً النظام في الحركة مما يصدم الأشخاص المحيطين بهم، كذلك تحدثت (ماريا منتسوري) عن المناقشة الفلسفية القديمة تجاة ما إذا كان الإنسان يولد خيراً أم شراً، فدائماً ما تحسم مع طريقتي التربية إذ بين بالمثل الواقعية الطبيعية الإنسانية الخيرة، وهناك عدد كبير على خلاف ذلك، ويعدون أن ترك الأطفال أحراراً لا يعد صحيحاً في غاية الخطورة طالما يوجد بداخلهم ميول إلى الشر.

وهنا نلاحظ كلمات (خير وشر) أفكاراً متنوعة نتصورها في تعاملنا الفعلي مع الأفراد الصغار، فالميول التي نطلق عليها بالشر الأفراد الصغار من عمر الثالثة حتى عمر السادسة، وهي غالباً تنتج الانزعاج، نحن الكبار حين لا نستوعب احتياجاتهم فنحاول منع كل حركة ومنع كل محاولة تصدر عنهم لاكتساب خبرتهم الخاصة بهم في الحياة، أسلوب لمس كل شيء مثلاً ومع ذلك فالفرد إذا عبر هذه الميول الطبيعية يصحح ترابطة الحركي ويبين انطباعات خاصة بالإحساس وخاصة باللمس.

لذلك في حال منعه من ذلك يثور ويتمرد، وهذا التمرد في أغلب الوقت يأخذ أشكالاً من سوء السلوك، والعجب أن الشر لا يتبين بالفعل حين نقدم للصغير أساليب صحيحة للنمو، وحين نتركه تماماً في استعمال هذه الطرق وفي حالة إحلال مجموعة من تفجر نشاطات الفرح مكان السلسلة القديمة من إثارة نشاطات الثورة ونشاطات الغضب، فإن علم الفراسة الأخلاقي للفرد يفترض الاتصاف بالهدوء والاتصاف بحسن الخلق، مما يجعل الصغير يبدو وكأنه إنسان آخر، ولقد نتجت بالفعل نتيجة مرضية، فقد نتجت طرقاً حديثة تجعل الأطفال يصلون إلى درجة أعلى من الهدوء ودرجة أعلى من الخيرية.

وتم التأكد من هذه النتائج يتم التأكيد من التجربة الحياتية التي يمر فيها بالفعل، وكل هذه النتائج تعود إلى عنصرين أساسيين ترتب العمل وتقول (ماريا منتسوري) انه لن تعطي نتيجة الحرية من غير نظام للعمل، فالطفل لا يمكن أن يترك حراً من غير عمل سيفقد العديد تماماً مثل طفل حديث الولادة، إذا ترك من غير تغذية وحراً تماماً سوف يموت من الجوع، لذلك فإننا نلاحظ أن ترتيب العمل هو حجر الأساس في تلك البيئة الجديدة لعملية العلاج والخيرية، ولكن حتى مع هذا الترتيب لن ينجح الأمر من دون حرية الفرد التي يمارسها في جانب مرتب ومن دون الحرية تتسع لجميع هذة البطاقات التي تنتج من حاجات النمو، ولن تؤدي نشاطات الفرد إلى إشباعه.

4- بيئة الطفل

توضح (ماريا منتسوري) إلى أن المدرسة مكان قد بني من أجل الأطفال، ولذلك لا بد أن يكون الأثاث فيه خفيفاً ومن جو يستطيع الفرد من تحريكه، ويتوجب مراعاة تعليق الصور في درجة يسمح للطفل، أن ينظر  إليها بحرية وبطريقة سهلة، ويتم تطبيق ذلك على المفروشات وعلى الأغطية وعلى كل ما هو محيط بالطفل.

ويفترض أن يتمكن الطفل من تطبيق الأنشطة المعتادة التي يطبقها في كل يوم سوا كان تكنيس أو تنظيف المفروشات أو ارتداء الملابس لوحدة أو الاغتسال والأشياء التي تحيط بالطفل، يفترض أن تكون جذابة ومتماسكة؛ إذ إن الجمال داخل المدرسة بحاجة إلى الحيوية وبحاجة الى النشاط عند الطفل، والجمال يساعد على التعايش ويساعد على الانتماء، والأثاث الذي يستعمله الطفل يفترض أن يكون قابلاً للغسل، ويتوجب من ذلك إعطاء فرصة العمل للأفراد؛ بهدف أن يتعلموا الانتباه ويتعلموا غسل البقع والعلامات ليتمكنوا أن يكونوا مسؤولين عن تنظيف كل ما يحيط بهم.

ولم تتقبل (ماريا منتسوري) وضع قطعة من المطاط تحت الأثاث؛ وذلك حتى يتعلموا الأطفال أن يسيطروا  على تحركاتهم كما أنها قامت بوضع أشياء قابلة للكسر خاماتها؛ ويعود السبب لأنها تلاحظ أن أي شيء من هذه الأشياء يعادل دراهم قليلة، فهل هي ذات قيمة أكبر من عملية التدريب النفسي للأفراد، حيث إن تواجد بيئة مرتبة لإرشاد الأطفال، وتقوم بمنحهم وسائل التدريب وإن إمكاناتهم تسمح للمعلم أن يقوم باستبعاد نفسه بصورة مؤقتة، وإن وجود مثل هذه البيئة لوحدة يبين تقدماً كبيراً.


شارك المقالة: