يعتبر الإرشاد والعلاج الأسري من الأدوات الهامة في معالجة المشكلات التي تواجه الأسر، وتحقيق التوازن والاستقرار داخلها. ولكن لتحقيق أهداف العلاج بنجاح، لا بد من فهم عميق لأفكار ومشاعر كل فرد من أفراد الأسرة. تعتبر فنيات استخلاص الأفكار من أهم الأدوات التي يستخدمها المعالج الأسري للوصول إلى هذا الفهم العميق.
فنيات استخلاص أفكار أعضاء العائلة في الإرشاد والعلاج الأسري
يقوم المعالجون الأسريون بتشجيع أعضاء العائلة على الاستبصار وإدراك مشاعرهم وأفكارهم، وأساس هذه الأفكار والمشاعر، كما يهتمون في نفس الوقت بتقديم أسئلة يتمكنوا من خلال أسلوب الإجابة عليها معرفة أساليب الاستجابة المعرفية للعائلة، ولكي يدرك معتقداتهم تجاه ذواتهم وتجاه الآخرين، يدرك طريقة تفكيرهم، وأسلوبهم في اتخاذ القرارات.
لقد استخدم المعالج الأسري في فنية استخلاص أفكار أعضاء العائلة العديد من الأسئلة التي تمكنه من إدراك الاستجابات المعرفية التي تفيد كل من المعالج الأسري والعائلة بحد ذاتها، حيث يدركون من خلالها أساليب قناعاتهم وطرق تفكيرهم، ومن هذه الأسئلة:
- ما الذي تفكر به، وإن كان السؤال خارج الجلسة العلاجية يكون السؤال: ما الأمر الذي يشغل تفكيرك الأن؟
- ما هي الجمل والكلمات التي تقولونها باستمرار بينكم وبين أنفسكم؟
- هل أنتم مدركون للأفكار التي تدور في عقولكم؟
- إن رجع الوقت وصولاً للأحداث التي تفكر بها، ما الأمور التي قد تفعلها ولم تفعلها في وقتها؟
إنَّ تظاهر أعضاء العائلة أنَّ ليس لديهم أفكار حاضرة، فإنَّ المرشدون الأسريون يحتاجون إلى أن يضعوا خطه يراقبوا من خلالها طبيعة تفكير أعضاء العائلة، ومن خلال الأسئلة العديدة والمختلفة يحصلون على مجموعة من المعلومات، كما أنَّهم أيضاً يتوصلون إلى معلومات أكثر من خلال مراقبة الأعضاء أثناء الجلسة الإرشادية.
عندما يدرك المعالج الأسري هذه المعلومات ويدمجها مع ردود أفعال أعضاء العائلة تجاه الأحداث الحاضرة، فإنَّه يتوصل إلى نوعية وطبيعة معتقدات العائلة، وعليه أن يثيرهم بجمل وكلمات كان يقول: “في مجال خبرتي فإنَّ أعضاء العائلة التي يَمرون بمثل هذه المواقف التي تكلمتم، فإنَّهم يفكرون في شيء مثل…. “.
تعتبر فنيات استخلاص الأفكار أداة أساسية في الإرشاد والعلاج الأسري، فهي تساعد على فهم المشكلات العائلية بعمق وتطوير حلول فعالة. ومع ذلك، يجب استخدام هذه الفنيات بحذر وبشكل مناسب لكل حالة على حدة.