تعتبر نظرية الهولون، التي تشير إلى أن كل شيء يتكون من أجزاء أصغر مترابطة، إضافة قيمة كبيرة إلى مجال العلاج الأسري، خاصة عندما يتم دمجها مع الاتجاه العقلاني السلوكي المعرفي. هذا الدمج يسمح للمعالجين بفهم الأسرة ك نظام متكامل من الأجزاء المتفاعلة، حيث يساهم كل فرد في صحة النظام ككل. فيما يلي سنتناول كيف يمكن تطبيق فنيات الهولون في الإطار العقلاني السلوكي المعرفي لعلاج المشكلات الأسرية.
فنيات الهولون في الاتجاه العقلاني السلوكي المعرفي العلاج الأسري
قدم كوستلر أسلوب الهولون الذي يقصد به “كل” في ذاته، وفي أنَّ الوقت جزء من كل أكبر من مجموع الأجزاء، ولقد استخدم كل من العالمين فشرمان ومنيوشن هذه الفنية مُقرين بأهميتها، ويرون أنَّ كل شخص يُمثل كل، العائلة النووية كل، العائلة الممتدة كل، والمجتمع كل.
في أنَّ الوقت يعتبر جزء من كل أكبر، ينشأ هذا الكل طاقة تنافسية تحقق له الاستقلال والاستمرار ككل، في الوقت الذي يقوم فيه نشاط تكاملي كجزء، فإنَّ العائلة النووية كل وفي آن الوقت جزء من العائلة الممتدة، والعائلة الممتدة تعتبر كل ولكن في آن واحد تعتبر جزء من المجتمع وكذلك، كما أنَّ الكل يشمل الجزء فإنَّ الجزء يشمل البرامج التي تنظم الكل، فكل من الجزء والكل يأثر ويتأثر بالآخر، وبينهما عمليات مستمرة من التفاعل والعلاقات المتبادلة.
يعتبر تكنيك الكل هنا الأقرب إلى مفهوم النظام، والكل الأسري أقرب إلى المقصود بالنظام الأسري، فإنْ كان أفراد العائلة يؤثرون في النظام فهم بذلك أيضاً يتأثرون به.
يسمح تكنيك الهولون للمعالج الأسري بأن يتواصل مع العائلة وأن كانوا غير مكتملين، حيث أنَّ الأفراد الذين سوف يأتون إلى الجلسات العلاجية يمثلون العائلة ويمتلكون صفاتها، يعتبر الأسلوب العلاجي هذا قريب من أسلوب التحليل النفسي الفردي، الذي يرى أنَّ الشخص يمتلك تأثيرات العائلة بداخله، منذ نشأته فيها، كأن الأسلوب العلاجي يعدل أخطاء العائلة في التربية، ويعيد بناء الشخصية التي نشأت بشكل غير صحيح في كنف العائلة.
إن دمج فنيات الهولون في الإطار العقلاني السلوكي المعرفي يمثل تطوراً هاماً في مجال العلاج الأسري. هذا النهج يوفر أدوات قيمة للمعالجين لمساعدة الأسر على فهم أنماط تفاعلها وتطوير علاقات أكثر صحة وسعادة.