اقرأ في هذا المقال
- قابلية التدريب والقدرة على التكيف في علم النفس
- قابلية التدريب والتكيف وقياس الأداء في علم النفس
- قابلية التدريب والتكيف والاختلافات الفردية في علم النفس
نظرًا لأن العديد من المجالات الحياتية تواجه مجموعة متزايدة من المطالب البيئية وجوانب التغيير، فإن المفاهيم النفسية لقابلية التدريب والقدرة على التكيف كانت وستظل تحظى بالاهتمام، حيث حاول الباحثين في علم النفس والممارسين تحديد وقياس وتطوير التدخلات حول كل من قابلية التدريب والقدرة على التكيف، وقد سلطت هذه الجهود الضوء على الطرق التي يمكن من خلالها تقييم قابلية التدريب والتكيف بشكل مباشر أكثر، من حيث مقاييس المهمة أو الأداء الوظيفي.
قابلية التدريب والقدرة على التكيف في علم النفس
تواجه المنظمات الحديثة ضغوطًا ديناميكية مثل التقنيات المتغيرة والمنافسة العالمية وإعادة الهيكلة التنظيمية، حيث تتطلب مثل هذه المطالب أن يكون الأفراد قابلين للتكيف وإظهار القدرة على التعلم بسرعة، ولمعالجة هذه القضايا سعى الباحثين والممارسين في علم النفس الصناعي أو التنظيمي والمجالات ذات الصلة إلى تحديد وقياس وبناء التدخلات حول المفاهيم النفسية للتدريب والقدرة على التكيف.
يمكن تعريف قابلية التدريب والقدرة على التكيف في علم النفس على أنها القدرة على التعلم والتدريب، ويمكن اعتبار القدرة على التكيف بمثابة استجابة فعالة أو تغيير لتلبية متطلبات البيئة أو حدث أو موقف جديد، ويمكن اعتبار كل من قابلية التدريب والقدرة على التكيف من منظورين مختلفين، حيث يمكننا النظر في كيفية إظهار قابلية التدريب والقدرة على التكيف من الناحية السلوكية وقياسها من حيث أداء المهمة أو الأداء الوظيفي، ويمكننا التحقيق في الخصائص الأساسية للأشخاص مثل قدراتهم وشخصيتهم ودوافعهم، والتي تجعلهم أكثر أو أقل قابلية للتدريب أو التكيف.
قابلية التدريب والتكيف وقياس الأداء في علم النفس
من حيث الأدلة السلوكية أو الملحوظة على القدرة على التدريب تم قياس قابلية التدريب من خلال استخدام عينات العمل، حيث تعبر عينة العمل عن محاكاة للتدريب الفعلي أو محتوى الموقف حيث يتم تقييم الأفراد من حيث قدرتهم على أداء مجموعة معينة من المهام بشكل فعال، على سبيل المثال عينة عمل يجب أن يتعلم فيها المرشحين لوظيفة بناء عبر دورة تدريبية قصيرة كيفية تفسير نوع معين من المخطط أو خطة البناء ثم شرح استخدام هذه المعرفة أثناء مهمة بناء فعلية.
هناك أدلة بحثية مقنعة على أن الأفراد الذين يمكنهم الأداء الجيد في عينة تمثيلية من التدريب سوف يتحسنون أكثر خلال برنامج تدريبي فعلي واسع النطاق، وبالتالي يمكن ملاحظة قدرة الفرد على اكتساب المعرفة وتعلم المهام الوظيفية وقياسها إلى حد ما بشكل مباشر.
عند النظر إلى القدرة على التكيف تشير أدلة البحث النفسي الأولية إلى أنه يمكن تحديد أنواع أو أبعاد مختلفة من الأداء التكيفي بما في ذلك حل المشكلات بشكل إبداعي، والتعامل مع المواقف غير المؤكدة أو غير المتوقعة، وتعلم المهام الجديدة والتقنيات والإجراءات، وإظهار القدرة على التكيف بين الأشخاص، وإظهار المهارة على التوافق الثقافي، وإظهار المهارة في التوافق الجسدي، والتعامل مع ضغوط العمل، والتعامل مع حالات الطوارئ أو حالات الأزمات.
علاوة على ذلك أظهر الباحثين أن مثل هذه الأبعاد للأداء التكيفي يمكن قياسها مباشرة باستخدام المقاييس النفسية السلوكية التي تخبر المراقبين بما يجب عليهم البحث عنه في الوظيفة للتأكد مما إذا كان شخص ما يؤدي أداءً تكيفيًا.
قابلية التدريب والتكيف والاختلافات الفردية في علم النفس
على الرغم من أن مفاهيم قابلية التدريب والقدرة على التكيف في علم النفس يمكن قياسها من حيث أداء المهمة أو الأداء الوظيفي، كما تمت مناقشته سابقًا فإن السؤال الأكثر جوهرية هو ما هي الخصائص الأساسية للأفراد أو الفروق الفردية التي تمكن بعض الأفراد من التدريب أو التكيف أكثر بسرعة أم أكثر فاعلية؟ على الرغم من أن هذه المجالات لا تزال نشطة للبحث مع وجود الكثير الذي لا يزال يتعين اكتشافه، فقد تم ربط عدد من الاختلافات الفردية الأساسية بكل من قابلية التدريب والقدرة على التكيف.
لقد ثبت أن الأفراد ذوي المستويات الأعلى من القدرات المعرفية العامة أي الذكاء يظهرون أداء تدريبًا أو قابلية تدريب أكبر، هذه العلاقة هي أيضًا سمة من سمات القدرة على التكيف، حيث تم ربط القدرات المعرفية بأداء تكيفي أكبر، وقد تلعب الخصائص غير المعرفية مثل الشخصية والدافع والخبرة أيضًا دورًا في كل من قابلية التدريب والقدرة على التكيف.
على سبيل المثال تشير الأبحاث إلى أن متغيرات مثل الكفاءة الذاتية أي الاعتقاد بأنه يمكن للمرء أن يقوم بالوظيفة أو المهام في متناول اليد، والضمير أي الشعور بالمسؤولية تجاه التعلم الخاص به، والدافع للتعلم قد تنبئ بإمكانية التدريب والنجاح في تمرين، وبالمثل قد تكون القدرة على التكيف مرتبطة بعوامل شخصية مثل دافع الإنجاز رغبة الفرد في التغلب على العقبات، وتحقيق النتائج وإتقان المهام، والتعاون أي القدرة على العمل بفعالية مع الآخرين لتحقيق هدف مشترك والاستعداد للتعلم.
بالإضافة إلى ذلك قد تكون قدرة الفرد على التعلم والتكيف مرتبطة بالخبرة السابقة والمعرفة السابقة، على وجه التحديد قد توفر الخبرة السابقة والمعرفة السابقة أساسًا يسمح للفرد بالاستفادة من الدروس السابقة المستفادة في مواجهة تحديات التدريب أو القدرة على التكيف الجديدة.
يتمثل أحد المجالات المهمة للبحث المستقبلي في تحديد المدى الذي تتنبأ به الأنواع المختلفة من الفروق الفردية بأنواع مختلفة من قابلية التدريب والأداء التكيفي، حيث أثبتت ثروة من الأبحاث في علم النفس الصناعي أو التنظيمي أن الأداء الوظيفي يمكن تعريفه في كثير من الأحيان من حيث الأبعاد المتعددة على سبيل المثال الأداء الفني مقابل الأداء بين الأشخاص.
وبالمثل قد يتم التنبؤ بشكل أفضل بأبعاد محددة لقدرة التدريب والأداء التكيفي من خلال الفروق الفردية التي تتوافق بشكل أكبر من الناحية المفاهيمية، على سبيل المثال عند النظر إلى المزيد من مهام التدريب المعرفي أو عنصر الأداء التكيفي مثل حل المشكلات بطريقة إبداعية، قد تكون القدرة المعرفية هي الخاصية الفردية الأكثر أهمية.
هناك تحدٍ مهم آخر لبحوث قابلية التدريب والتكيف وهو فهم مدى إمكانية تدريب قابلية التدريب والتكيف، بمعنى هل يمكن لشخص أن يتعلم كيف يتعلم، أو يتدرب ليصبح أكثر قدرة على التكيف؟ لسنوات ركز علماء النفس التربوي على تحسين استراتيجيات التعلم وتزويد الأفراد بأدوات لتحسين القدرة على التدريب.
وبالمثل طور الممارسين التنظيميين مناهج قائمة على الخبرة لتدريب الأفراد ليكونوا أكثر قدرة على التكيف، وغالبًا ما يتضمن هذا النوع من تدريب القدرة على التكيف استخدام أدوات التدريب مثل الحوادث الخطيرة أو دراسات الحالة أو المحاكاة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح الفعالية والمكاسب المتوقعة من جهود التدريب هذه لا سيما في ضوء حقيقة أن بعض محددات قابلية التدريب والقدرة على التكيف.