الإدراك عبارة عن مجموعة من العمليات التي تساعدنا في فهم العالم من حولنا، حيث أننا في كل ثانية نواجه العديد من المحفزات، عند النظر حول الغرفة التي نجلس فيها الآن فإننا نرى الجدران ولون الجدران والمروحة والضوء وصوت المروحة والكتب المحفوظة في الرفوف وغيرها الكثير من الأشياء، وعينا بكل هذه المحفزات هو نتيجة عقلية أعلى عملية تسمى الإدراك، فالإدراك يساعدنا في تفسير عالمنا، وبالتالي يساعدنا في اتخاذ القرار المناسب، من اللباس الذي نرتديه إلى كيفية قطع الطريق.
قوانين الإدراك في علم النفس
الإدراك هو عملية انتقاء وتنظيم وتحليل وتوضيح المعلومات الحسية بناءً على الخبرات السابقة، أو الخبرات الأخرى أو الحاجة أو التوقع، مما يستدعي وجود مجموعة من المبادئ والقوانين لعملية الإدراك، حيث أنه في أوائل القرن العشرين وضع مجموعة من علماء نفس ألمان مبادئ جديدة لشرح الإدراك تسمى كمبدأ الجشطالت، وبحسب هؤلاء علماء النفس فإن عملية الإدراك لا ينطوي على إدراك مجموعة من المحفزات ككائن ولكنه يشملنا بالميل للبحث عن شكل أو نمط فيه.
المعنى الحرفي لكلمة جشطالت هو شكل أو تكوين، والفرضية الأساسية لعلم نفس الجشطالت هي أن الكل يختلف عن مجموع الجزء الخاص به، وبناءً على هذه الفرضية الأساسية اقترح علماء النفس عددًا من المبادئ أو القوانين لشرح عملية التنظيم الإدراكي، أي كيف ندرك الوحدات الأصغر من المحفزات ككل، ووجود نمط معين، وتتمثل قوانين الإدراك في علم النفس من خلال ما يلي:
1- العلاقة بين الشكل والأرض
ينص هذا المبدأ أو القانون على أننا نميل إلى الفصل بين عالمنا في الشكل من الشكل والأرض، فالشكل هو ذلك الجزء من المحفزات الذي يركز على المجال البصري الإدراكي، في حين أن الأرض هي الخلفية، والشكل له شكل محدد ومن الأفضل تذكرها، حيث أن الخلفية عديمة الشكل وليس لها حدود، فعندما يتم التركيز على الناس، تختفي قطع الشطرنج فيها الخلفية وعندما يتم التركيز على قطع الشطرنج يصبح الناس هم بمثابة المعرفة.
2- قانون القرب
من أجل إدراك المنبهات ذات المغزى أو المنبهات الأقرب إلى بعضها البعض نحن ندرك أنهم ينتمون إلى مجموعة واحدة، لهذا السبب يميل الناس إلى المجموعة ككل أو فريق متكامل وليس دوائر فردية، حيث أن المخ يميل إلى تجميع العناصر الكبيرة كعنصر واحد لتسهيل تفسيرنا، وينص هذا المبدأ على أن المحفزات المتشابهة مع بعضها البعض يتم تجميعها معًا، حيث أننا نميل إلى تجميع الدوائر بناءً على ألوانها، وفي الحياة الحقيقية أيضاً نحن نستخدم هذا المبدأ على نطاق واسع، على سبيل المثال خلال مباراة كريكيت نحن نميل إلى تجميع اللاعبين بناءً على لون قمصانهم.
3- قانون الاستمرارية أو الاستمرارية الجيدة
يشير قانون الاستمرارية أو الاستمرارية الجيدة من قوانين الإدراك في علم النفس، إلى ميلنا إلى إدراك الأرقام في استمرار بدلاً من الأجزاء، يظهر هذا المبدأ أكثر في تصور الخط في العديد من الأشكال بشكل عام حيث ينظر إلينا كخط بدلاً من دوائر منفصلة.
4- قانون الإغلاق
يجب أن يتبع قانون الإغلاق اسمها حيث لا ينبغي الخلط بينه وبين قانون القرب والتشابه من قوانين الإدراك في علم النفس، هذا القانون ينص على أن لدينا ميل لإدراك المنبهات على أنها الأشكال المغلقة حتى مع بعض المفقودين.
5- قانون القطع
يتمثل قانون القطع من قوانين الإدراك في علم النفس في قانون المنطقة المشتركة أو المصير المشترك، حيث ينص هذا المبدأ على أن المحفزات التي تتحرك في اتجاهات مماثلة يُنظر إليها على أنها ينتمون إلى نفس المجموعة، كما هو موضح في العديد من الأشكال.
6- قانون حسن الشكل
كلمة أو قانون حسن الشكل ألمانية في الأصل وتعني شخصية جيدة، هذا المبدأ يُطلق عليه أيضًا قانون الشخصية الجيدة، ووفقًا لهذا المبدأ من كل ما هو ممكن طرق تجميع المنبهات، حيث أننا نميل إلى تجميع المحفزات في أبسطها وثباتها في الشكل، وبالتالي يمكننا القول أن الأشكال الأبسط هي أكثر إدراكًا لنا، علي سبيل المثال بدلاً من إدراك الشكل المحدد، على أنه يتكون من خمس دوائر فإننا نميل إلى الإدراك كرمز للألعاب الأولمبية.
7- قانون الثبات الإدراكي
يعتبر قانون الثبات الإدراكي هو أقدام رائعة لقدرتنا الإدراكية على الإدراك لجميع المنبهات المألوفة الثابتة بالإشارة إلى الحجم والشكل واللون والسطوع، بغض النظر عن التغيير في البيئة والموقع وخصائص المحفزات، هناك ثلاثة أنواع أساسية من الثوابت الإدراكية المقاس واللون، ففي قوانين الإدراك في علم النفس ناقش علماء النفس كل نوع من أنواع الثبات في ثبات الحجم أي صورتنا الشبكية للأشخاص الواقفين في هذه الصورة صغيرة جدًا ولكنها كلها بفضل ظاهرة ثبات الحجم، يدركها دماغنا على أنها عبارة عن الناس من الحجم الطبيعي.
تتمثل أنواع الثبات الإدراكي في قوانين الإدراك في علم النفس في ثبات الشكل أيضاً، حيث أنه عندما يتأرجح الباب نحونا يتغير شكله وكذلك صورتنا الشبكية من الباب، لكننا ما زلنا ننظر إلى شكل الباب على أنه أسماء بسبب الشكل والثبات، وتتمثل أنواع الثبات الإدراكي في قوانين الإدراك في علم النفس في ثبات اللون أو السطوع المتمثلة في إنها قدرتنا على إدراك لون وسطوع المنبهات بشكل ثابت، مع التغير في الطول الموجي للضوء في شبكية العين، على سبيل المثال قد ندرك لون وسطوع ثابت الوردة.
أطوار الإدراك في علم النفس
تتمثل أطوار الإدراك في علم النفس من خلال ما يلي:
1- طور الاختيار
الطور الأول من الإدراك في علم النفس هي الاختيار، بما أن قدرة دماغنا محدودة، لذلك لا يمكنه حضور جميع المحفزات، حيث أننا نحن نختار بغير وعي أو بوعي بعض المحفزات وتجاهل البعض الآخر، ومنها يصبح الحافز المختار هو حضر التحفيز، فعند النظر لشكلين مختلفين من الأشكال المجاورة للشخص أو أمام عينيه، فيعتمد تفسيره لهذين الشكلين على مؤسسته ومحفوظاته للمعلومات وتنظيم المعلومات، بدوره يعتمد على الخاص بنا من اهتمام.
2- طور التنظيم
في هذا الطور يتم ترتيب المنبهات عقليًا بنمط ذي مغزى، هذه العملية يحدث دون وعي، حيث تم اقتراح العديد من المبادئ لشرح العملية من التنظيم، ومنها تساعد قوانين الإدراك في علم النفس في مساعدتنا على فهم كيفية تنظيم البشر للمحفزات بشكل طبيعي لصنع ملف ذات معنى وبالتالي التفسير.
3- طور التفسير
في طور التفسير الأخير من أطوار الإدراك في علم النفس يتم تعيين المعنى للمنبهات المنظمة، وذلك تفسير للمنبهات المبنية على تجارب المرء وتوقعاته واحتياجاته ومعتقداته وغيرها من عوامل، وبالتالي فإن هذه المرحلة ذاتية بطبيعتها ويمكن أن تكون نفس المحفزات ويتم تفسيره بشكل مختلف من قبل أفراد مختلفين.