الفصل الدراسي المقلوب:
إنّ الهدف من قلب المعلم التربوي للبيئة الصفية هو ممارسة طرق تدريس أكثر تركيزًا على الطالب، وبالتالي إشراك الطلاب في خبرات تعلم نشطة، وفي النموذج المعكوس يقوم المعلمين التربويين على بناء مجموعة متعددة ومتنوعة من بيئات تعلم نشطة التي تقوم على توجيه الطلاب وتدعمهم أثناء عملهم من خلالها بشكل فردي وتعاوني، أن هذه عملية إعادة تنظيم وإعادة توزيع الأنشطة ذات الصلة بالمحتوى على تسلسلات ودورات من الممارسات التعليمية داخل الفصل وخارجه وخبرات الطلاب في السياق، ويمكن أن تلعب الاستخدامات المناسبة لوسائل الإعلام والتكنولوجيا دورًا مهمًا.
كيفية تنفيذ الفصل الدراسي المقلوب في عملية التعليم؟
إن قيام المعلم التربوي باتباع أسلوب قلب الفصل الدراسي من الأمور الفعالة في العملية التعليمية، حيث يتم من خلال مجموعة متعددة ومتنوعة من الخطوات المهمة والضرورية التي يجب على المعلم التربوي اتباعها والتقيد بها من أجل تحقيق الأهداف المقصودة من وراء قلب الفصل الدراسي، وتتمثل الخطوات هذه من خلال ما يلي:
الخطوة الأولى: قيام المعلم التربوي على تحديد نطاق المحتوى وأهداف التعلم والاستراتيجيات التعليمية، حيث يعتمد نجاح الفصل الدراسي المقلوب على مواءمة ما تريد أن ينجزه الطلاب قبل الفصل الدراسي وأثنائه وبعده.
ويعد تحديد النطاق أمرًا مهمًا حتى لا يواجه الطلاب صعوبة في بناء نموذج عقلي وربط المحتوى، والتحدي الأكبر هو تحديد مقدار المادة التي يمكن تدريسها ضمن الإطار الزمني على سبيل المثال الفصل الدراسي يجب أن يكون هدفه أن تأخذ المجرة، إذا جاز التعبير التي تشكل اتساع المحتوى الخاص بالمعلم واختيار مجموعات النجوم الأكثر أهمية وذات صلة بالموضوعات الفرعية التي ستشكل درسًا، ويجب أن يبني كل درس أو يتصل بالدرس التالي ضمن تسلسل تجربة التعلم بالنسبة لفصل الدراسي المقلوب، ويجب على المعلم تحديد كوكبة واحدة صغيرة من الموضوعات الفرعية لتركيز الدرس، والتفكير في مقدار الوقت اللازم لتغطية المواد والوقت اللازم للطلاب لتعلمها حقًا من خلال التطبيق.
كيف يستخدم الطلاب أو يطبقون المادة؟ يجب على المعلم التربوي القيام على تحديد أهداف التعلم ومخرجاته التي تتوافق مع الأنشطة التي سيقوم بها الطلاب قبل وأثناء وبعد الفصل، لا يكفي أن يقرأ الطلاب فقط ويستمعوا ويشاهدوا ويدونوا الملاحظات، وإنهم بحاجة إلى استخدامها لتعلمها في وقت لاحق، وينبغي الاستعانة بنموذج بلوم للمعرفه المنقح لاختيار أفعال الإجراءات ذات الترتيب العالي للمساعدة في كتابة الأهداف التعليمية، وماذا يريد أن يعرف الطلاب وأن يكونوا قادرين على فعله، وكيف سوف تقيم ما يعرفونه أو يمكنهم فعله.
حيث أن الطلاب يحققون أهداف التعلم، من خلال قيام المعلم على وصف المهمة التي ستظهر أن هدف التعلم قد تم تحقيقه، وهل سيقوم الطلاب بإنشاء مشروع أو حل المشكلات أو تحليل البيانات أو المشاركة في مناقشة أو تصميم منتج لتحقيق أهداف التعلم المطلوبة؟
حيث أن النهج التعليمي الأنسب لنشاط التعلم الرئيسي، يتم من خلال قيام المعلم على اختيار منهج تعليمي قائم على الأدلة يناسب نشاط التعلم الرئيسي وعلى سبيل المثال: تعليم الأقران، التعلم القائم على الفريق، التعلم القائم على الحالة، التعلم الاستقصائي الموجه نحو العملية.
ينبغي على المعلم التربوي القيام على وضع الموضوع في سياقه،من خلال تحديد التوقعات عن طريق إعداد شرح لكيفية تناسب المواد التعليمية الجديدة مع الهيكل العام الحالي للدورة التدريبية وشرح ملاءمتها لتطبيقات العالم الحقيقي، يريد الطلاب وخاصة الطلاب الكبار معرفة سبب قيامهم بشيء ما، وكيف يتناسب مع أهداف التعلم العامة، وكيف يتم استخدامه خارج الفصل، وتوفر هذه التفسيرات معلومات سياقية حيوية للطلاب.
الخطوة الثانية: إكساب الطلاب الإلمام بالمواد الجديدة قبل الفصل، وينبغي أن يقوم المعلم على تحديد ما هي المواد والموارد التعليمية التي سوف يستعملها للطلاب للتعرف على المحتوى قبل الفصل، وذلك من خلال التخطيط وإعداد المواد التعليمية الجديدة التي سينخرط فيها الطلاب قبل الفصل، وتحديد ما هي أفضل طريقة للتواصل وتقديم المواد التعليمية الجديدة، على سبيل المثال الفيديو أو النص أو الرسوم المتحركة أو المحاكاة أو وحدة الوسائط المتعددة عبر الإنترنت أو غير ذلك، وهل سيتمكن الطلاب من معالجة هذا المحتوى بهذا التنسيق بفعالية؟
الخطوة الثالثة: الأنشطة التي تحفز الطلاب على الاستعداد قبل الفصل، بحيث ينبغي على المعلم تحديد أنواع الأنشطة التي ستحفز الطلاب وتجهزهم للفصل، من خلال الرجوع إلى أهداف التعلم والمهام التي حددت في الخطوة الاولى، وتحديد الحافز أو الدافع الذي سيتعين على الطلاب الاستعداد للفصل وكيف ستعرف أن الطلاب قد أعدوا بشكل كافٍ للنشاط داخل الفصل، فيما يلي بعض الأمثلة على طرق تحفيز الطلاب على القيام بعمل ما قبل الفصل الدراسي، طلب المعلم التربوي من الطلاب:
- الرد على الأسئلة المفتوحة عبر الإنترنت حول المواد التعليمية قبل الفصل.
- تحضير أسئلة حول المواد التعليمية.
- تحضير عرض تقديمي حول الموضوع.
- محاولة حل بعض المشاكل.
- أمثلة بحثية لإحضارها إلى الفصل توضح المبدأ.
الخطوة الرابعة: الأنشطة داخل الفصل التي توفر للطلاب فرصًا لتعميق الفهم، ينبغي على المعلم التربوي تحديد نوع الأنشطة داخل الفصل التي ستركز الطلاب على اكتساب قدرات معرفية عالية المستوى، من خلال الرجوع إلى أهداف التعلم والمهام التي حددت في الخطوة الاولى، والقيام على تخطيط وإعداد وتطوير الأنشطة داخل الفصل التي تركز على الأنشطة المعرفية ذات المستوى الأعلى. هل سيعمل الطلاب بشكل فردي في الفصل الدراسي أثناء تجولك وتقديم المساعدة، أو في مجموعات لحل المشكلات، أم ستحل المشكلات معًا كمجموعة؟ ويعتمد النشاط الذي يختاره المعلم على أهداف وغايات التعلم حيث أن بعض الأنشطة تصلح لأنواع معينة من المحتوى بشكل أفضل.
القيام على إنشاء مقدمة موجزة وشرح لهذه العملية الجديدة، وقد لا يكون لدى العديد من الطلاب أي خبرة سابقة في الفصل الدراسي المقلوب أو التعلم النشط، والقيام على شرح كيف تتناسب المواد التعليمية الجديدة مع الهيكل العام الحالي للدورة التدريبية،بخيث ينبغي قضاء أول 10 دقائق من وقت المعلم التربوي داخل الفصل في جعل الطلاب في الإطار الذهني الصحيح:
- مراجعة المعلم أنشطة ما قبل الفصل قبل الفصل لتحديد الأسئلة الشائعة أو الفجوات.
- يتم قضاء الدقائق العشر الأولى من الفصل في جلسة أسئلة وإجابة مع الطلاب، متأثرين بنتائج النشاط قبل البيئة الصفية.
- تقديم اختبار مراجعة سريع من ثلاثة أسئلة، وذلك بناءً على أهداف التعلم الأساسية، ويمكن تقديره أو عدم تقديره، ويمكن أن يساعد هذا في مراجعة الطلاب والتركيز عليهم بحيث تكون المعلومات جديدة في أذهانهم.
ويمكن قضاء الوقت المتبقي في الفصل في الانخراط في ما يشار إليه عادةً باستراتيجيات التعلم النشط التي تساعد الطلاب في معالجة ما تعلموه في محتوى ما قبل الفصل الدراسي.
الخطوة الخامسة: أنشطة ما بعد الفصل التي تعمل على توسيع نطاق تعلم الطلاب، ينبغي على المعلم التربوي التأكد من استمرار الطلاب في تجربة التعلم من خلال الأنشطة التي يقوم على ممارستها في داخل الفصل الدراسي إلى خارج الفصل الدراسي، حيث يتم ذلك من خلال رجوع المعلم التربوي إلى أهداف التعلم والمهام التي حددت في الخطوة الأولى، وينبغي على المعلم التخطيط والاستعداد وتكوين استمرار تجربة التعلم من النشاط داخل الفصل إلى الممارسة الفردية أو التعاونية خارج الفصل الدراسي، وتحديد ما يجب على الطلاب فعله بعد النشاط داخل الفصل من أجل مواصلة التعلم أو التواصل مع الموضوع التالي، ولا يتعلم شيئًا بشكل فعال للغاية في حالة واحدة، بل يتعلم من خلال الممارسة بعدة طرق على مدى فترة زمنية طويلة، والتفكير في عدد المرات التي سوف يحتاج فيها الطلاب إلى ممارسة أو مراجعة تفكيرهم لإتقان المادة وتحقيق النجاح.
الخطوة السادسة: التقييم المستمر ويتمثل من خلال التقييم بنوعيه التقييم التكويني والتجميعي، إن قيام المعلم التربوي على التخطيط للطرق التكوينية والختامية المستمرة لتقييم فهم الطلاب وإتقانهم، بحيث يمكن للطلاب تحقيق جميع أهداف التعلم، وكيف يبدو الإتقان أو النجاح؟ وبناءً على التكرارات السابقة للدرس، يظهر فيما إذا تحسن تعلم الطلاب كنتيجة للنموذج الجديد.
حيث أن عملية التقييم تعرف المعلم على النتائج التي حققت، ومن ثم التخطيط لفرص التقييم من خلال التفكير في تصميم الفصل أو الدورة، والتأكد من أنه تم توصيل الأفكار بشكل فعال، وتوفير فرصًا كافية للطلاب لممارستها، وطلب المعلم مجموعة من النتعليقات من الطلاب حول ما نجح بشكل جيد وما لم ينجح، والقيام بتحديث الممارسات والأساليب التي سوف يتبعها وفقًا لذلك، والتأكد من أن جميع هذه الخطوات السابقة متوافقة بشكل وثيق وأنها تدعم أهداف التعلم وأهدافه، وطلب المعلم التربوي من زميل أو مصمم تعليمي مراجعة خطة وإعطائه الملاحظات.