التعلم من الخبرات السابقة
من خلال تجارب الحياة المتنوعة تعلّمنا أنَّه لا يمكننا الإقبال على فعل شيء، أو الإعراض عن فعل شيء، نتيجة انشغالنا بما سيظنه الناس بشأننا، فالحقيقة أنَّه ما من أحد يفكّر في شأننا على الإطلاق.
نحن فقط من يفكر بالماضي والحاضر وما سيحدث لنا في المستقبل، ونحن فقط من يدير دفّة الأحداث من خلال التفكير الإيجابي أو التفكير السلبي، الذي سينعكس على حياتنا إمّا بخير أو بشر، لا أحد يستطيع أن يجلب لنا السعادة أو التعاسة ما لم نرغب نحن بذلك، فنحن من يتحكّم بمصير حياتنا بكل تفاصيلها، ومن يعتقد أن الأقدار لها كل الدور في مسار حياتنا، فهو خاطئ، ﻷنَّنا نملك أيضاً خيارات وقرارات مفصلية لا دخل للقدر أو للنصيب بها.
من المستغرب العدد الكبير من الناس، الذين يقومون على خوض علاقات من عدم خوضها، أو القيام بعمل تجاري من عدمه، أو البدء في مغامرات جديدة أو عدم البدء فيها، وكل هذا خشية أنَّ أحدهم قد لا يكون موافقاً على ما يفعلونه.
فالكثير منّا يعمل في مهن لا ترضيه، أو يُعرِض عن فرصة تجارية خوفاً من أنَّ شخصاً ما قد ينتقد أفعاله، والحقيقة أنَّه لا يوجد أحد يهتم بقراراتنا وشأننا أكثر منّا.
كيف يتحقق النجاح
علينا بالتخطيط لحياتنا أكثر ممَّا نريد، وقد أثبتت الدراسات أنَّ الأشخاص الذين حققوا نجاحاً كبيراً، والمُكتَمِلي الأداء تجمعهم سمة مشتركة يتقاسمونها جميعاً، ألا وهي التعامل مع أنفسهم بأمانة تامة، فقد كانوا موضوعيين وواضحين بشأن مواطن قوتهم ونقاط ضعفهم، ولم يكونوا يعيشون على الأمنيات، أو يتظاهرون بأنَّهم أشخاص آخرون غير ما هم عليه، حيث أنَّ قبول الذات هو حجر الأساس لتقدير واحترام الذات.
فالذين حقّقوا النجاح كانوا يدركون من هم، وما لم يكونوه، فلم يشعروا أنَّهم مضطرون إلى السعي باستمرار لكسب موافقة الآخرين، فهم يأخذون آراء الآخرين بعين الاعتبار، ولكنَّهم لم يكونوا يتأثرون أكثر من اللازم باحتمال اتفاق الآخرين معهم أو اختلافهم.
ينبغي علينا أن نقوم بالأمر نفسه، فنحن أشخاص نهتم ونتأثر ولكن بعقلانية، وحتى نُحقّق النجاح، ونتحكّم بحياتنا بشكل سليم، لا بدّ وأن نفكّر بعقلانية بعيداً عن التهور واللامنطقية.