يتمثل النهج الأساسي في عملية التخطيط هو التخطيط من البداية أي من الخطوة الأولى والانتهاء بالمهمة الأخيرة، وعندما يقوم المعلم على عملية التخطيط المعلم بصورة عكسية فإنه يبدأ بالهدف النهائي ومن ثم يخطط البداية من أجل القيام على وضع الخطة التعليمية، في غالبية الأحيان قد تبدو هذه العملية غير بديهية، حيث إن العمل للوراء بهذه الطريقة يمكن أن يمنح المعلم صورة أوضح لما ينبغي عليه القيام على إنجازه ومقدار الإنجاز في كل مرحلة أو جانب من جوانب الدرس خلال الحصة الدراسية، ويمكن أن يساعد ذلك المعلم في القيام على تعيين الأنشطة غير المهمة والتخلي عنها.
التخطيط العكسي النموذجي
تشير الدراسات إلى أن التخطيط بشكل عام يمكن أن يعزز ضبط النفس ويساهم في تحسين الأداء الأكاديمي، ولكن حقيقة الأمر هي أن كيفية التخطيط مهمة جدًا أيضًا، ومن أجل فهم كيف يمكن أن يؤثر نوع التخطيط الذي يستخدمه المعلم على السعي وراء الهدف، أجرى العديد من التربويين عددًا من التجارب مع الطلاب وضعوا خططًا لمعالجة أهداف مثل المراجعة لامتحان أو الاستعداد لامتحان مقابلة وظيفية.
وقد حددوا طريقتين رئيسيتين للتخطيط، التخطيط المستقبلي والتخطيط العكسي، ووجدوا أنه عندما استخدم الطلاب التخطيط العكسي كانوا أكثر حماسًا، وكان لديهم هدف أعلى متوقع، وشعروا بضغط وقت أقل، وكان هناك أيضًا اختلاف ملحوظ في النجاح بين التخطيط المستقبلي والعكسي، ولم يعزز التخطيط العكسي دافع الطالب وإدراكه فحسب بل غيّر النتيجة الفعلية من خلال تحسين درجات الطلاب.
ومع ذلك لا يبدو أن هذه التأثيرات مدفوعة بالخطة نفسها، لأنه بمجرد الانتهاء تميل الخطط للخلف والأمام إلى أن تبدو متشابهة إلى حد كبير، بدلاً من ذلك يبدو أن عملية التخطيط العكسي هي التي يمكن أن تزيد الدافع وتوقع الهدف، وأحد أسباب ذلك هو أن التركيز على الهدف النهائي يسمح باستخدام خيالنا للتفكير في الأحداث المستقبلية كما لو كانت قد حدثت بالفعل، مما يسهل تصور الخطوات التي سوف يحتاج إلى اتخاذها، يشير التربويون إلى هذا على أنه استرجاع مستقبلي.
يمكن أن يساعد الاسترجاع المستقبلي في زيادة التوقع للمتعة من تحقيق الهدف، مما يؤدي إلى سلوكيات موجهة نحو الهدف، وسبب آخر قد يكون التخطيط العكسي أكثر فعالية من التخطيط المستقبلي هو أنه يساعد على التركيز على نتيجة إيجابية، وعندما يخطط ترتيبًا زمنيًا يسهل الانشغال بالتفكير في جميع العقبات التي قد تمنع من الوصول إلى الهدف.
عند تصور نقطة النهاية تبدو الأمور أكثر وضوحًا وإيجابية، إذا بدأ المعلم في الوقت الحاضر يمكن أن تسير بهذه الطريقة ويمكن أن تكون أكثر سلبية، أن دافع المعلم يميل إلى أن يكون في أعلى مستوياته في بداية الحصة وقرب نهايتها، لكن التخطيط العكسي يوفر نوعًا من الخريطة لخط النهاية من خلال تحديد كل خطوة سوف يحتاج إلى اتخاذها على طول الطريق، ويمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على التركيز طوال المشروع بأكمله حتى في الأوقات التي قد يكون فيها الدافع بطيئًا.
ومن المثير للاهتمام أن هذه النتائج لا تكون صحيحة إلا عندما يكون الهدف معقدًا، مثل الاختبار النهائي الشامل الذي يتطلب من الطلاب مراجعة الكثير من المعلومات أو مشروع طويل الأجل يتضمن سلسلة من الخطوات، عندما يكون الهدف بسيطًا نسبيًا لا يبدو أن هناك فرقًا كبيرًا بين التخطيط الزمني والتخطيط العكسي، على الأرجح لأن الأهداف الأبسط أو المشاريع الأقل تعقيدًا التي لا تتطلب سوى خطوتين يسهل علينا بالفعل تصورها وتبدو أكثر قابلية للتحقيق بغض النظر عن الطريقة التي نخطط.
كيفية بناء التخطيط العكسي النموذجي
أن التخطيط العكسي لديه القدرة على مساعدة المعلم في الوصول إلى أهدافه المعقدة وحتى تحسين النتيجة، وكيف يمكن المضي قدمًا في صياغة خطته العكسية الأولى، قد تكون عملية بناء خطة عكسية محيرة بعض الشيء في البداية، لأنه عليك التعامل مع المشاريع من منظور مختلف تمامًا عما اعتاد عليه، ولكن إذا كان المعلم مستعدًا لتجربتها، هناك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار عند التخطيط بترتيب زمني عكسي، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:
البدء بالهدف النهائي
قبل أن يبدأ المعلم في بناء خطته ينبغي أن ينظر إلى الهدف النهائي، والأمور التي يحتاج إلى إنجازها وغير ذلك، بمجرد وضع هذا الهدف في الاعتبار بوضوح، يمكن للمعلم البدء في العمل في طريقه للخلف، وتحديد الخطوة الأخيرة التي سوف يحتاج إلى اتخاذها قبل إعداد الخطة الدراسية، ربما يحتاج إلى تدقيق الخطة للتحقق من الأخطاء والتأكد من الوضوح، ومراجعة الملاحظات.
تحديد خطوات واضحة
أن تصور الخطوات التي يحتاج المعلم إلى اتخاذها للوصول إلى هدفه يمكن أن يزيد الثقة ويقلل القلق ويؤدي إلى المزيد من الإجراءات المجهدة، لذا ينبغي التأكد من تحديد وتوضيح خطوات ومعالم واضحة أثناء المضي قدمًا، ومحاولة أن يجعل المعلم كل خطوة محددة وواقعية وقابلة للتنفيذ قدر الإمكان، حيث سوف يساعد ذلك على تحديد المهام التي من المحتمل أن تتطلب أكبر قدر من الجهد أو الإبداع والتخطيط للوقت الذي يملكه المعلم وفقًا لذلك.
التركيز على العملية
ينبغي على المعلم أن يتذكر أن الخطة نفسها لن تحدث فرقًا كبيرًا، لأنه بمجرد الانتهاء من إنشاء المعلم الخطة العكسية، فلن يقرأ كل ذلك بشكل مختلف عن الخطة الزمنية، وأن الشيء الذي سوف يساعد المعلم حقًا في هذه الحالة هو عملية التفكير في هدفه والعمل للخلف من هناك من أجل القيام على تحديد كل خطوة سوف يحتاج إلى اتخاذها على طول الطريق، وعلى ذلك ينبغي على المعلم أن لا يحاول الإسراع في عملية التخطيط أو يشعر بأن عليه وضع خطة مثالية لأن التخطيط العكسي يتعلق بالرحلة أكثر من الوجهة.
تصور نتيجة إيجابية
جزء من سبب فعالية التخطيط العكسي للأهداف المعقدة هو أنه يساعد المعلم على التركيز على النتيجة بدلاً من التركيز على كل الأشياء التي قد تسوء على طول الطريق، عندما يتخيل المعلم نتيجة إيجابية، سوف يشعر المعلم بالفعل أنه أقرب إلى هذا الهدف أكثر مما كان سوف يشعر به المعلم، وإذا ركز المعلم في المقام الأول على مقدار الجهد الذي سوف يتخذه أو ما قد يحدث خطأ، بالطبع من المهم أيضًا أن يكون المعلم واقعيًا بشأن الصعوبات أو العقبات المحتملة التي قد يواجهها وهو يعمل على تحقيق هدفه، لكن ينبغي أن يتخيل المعلم نتيجة إيجابية يمكن أن يضعه في الإطار الذهني الصحيح للنجاح.