اقرأ في هذا المقال
إن الغضب الناجم عن القلق والتوتر المتواصل، يشبه القنبلة الموقوتة، قد تتفجر وتضر فقط المصاب بها، وليس من حوله، فإن الضرر الذي يرجع على الشخص الغاضب أكثر بكثير، من ذلك الذي يعود على الشخص الذي يواجهه، لهذا من المهم أن يجد الشخص مخرج، يتمكن من خلاله استثمار غضبه بصورة مفيدة، مما يساعده على المدى البعيد في السيطرة على انفعالاته.
كيفية تحويل القلق والتوتر إلى طاقة إيجابية
بعض الباحثين قاموا بوصف المشاعر والأحاسيس وأكدوا بأنها عبارة عن أدوات يمكن تطويرها متى وكيف يريد الشخص، بل ويتمكن أن يتم زرعها في النفس من جديد بأساليب أخلاقية منوعة، إذ إن بعض المشاعر مثل الغضب لا يوجد لها تأثير وسلوك ثابت.
ما هو الغضب الحميد
يمكن للغضب أن يجعل الشخص في حالة هياج، غير قادر في التحكم على أفعاله، التي ربما تنطوي في التعدي على الغير بشكل لفظي أو جسدي، والكارثة الحقيقية تكمن هنا، إن لم يشعر الفرد بأنه بحاجة إلى الحفاظ على أعصابه وكتم غضبه الذي قد يتسبب في عواقب سيئة.
والفرد يستطيع بأبسط الأساليب أن يجعل ذهنه في حالة تركيز كامل، ليمنحه الطاقة الإيجابية، لاتخاذ الخطوات المطلوبة تجاه الأمر الذي يحفزه للقلق أو الغضب بصورة عامة.
تحويل الغضب إلى طاقة إيجابية
كيف يمكن للفرد تحويل غضبه الذي نشأ من ذرات القلق التي تراكمت، إلى غضب حميد وطاقة إيجابية متجددة، يفيد بها الشخص نفسه، ويرتقي بها نحو الأفضل؟ يمكن ذلك عن طريق مجموعة من الخطوات الثابتة.
بعض الأبحاث وجدت عدة خطوات عقلية وعملية، والتي هدفها تحويل مشاعر الغضب والقلق إلى إجراءات عملية ملموسة، وتوجيه هذا الشعور إلى طريقة الصحيح، وهو الأمر الذي يتم من خلال:
1- تحديد الفرد للمشكلة وطبيعة القلق الذي يحاوطه.
2- استعراض الفرد في ذهنه لقائمة يضع عن طريقها بعض الخطوات المتوقعة، حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة.
3- الحرص على كافة التدابير الممكنة حول الأمر الذي يدفع للقلق، والدخول في حالة من التخيل واليقظة، الشيء الذي يحد بشكل لا إرادي من شعور الفرد بالتوتر، إذ يكون له عالم خاص يبدأ بالمشكلة، وينتهي بالقضاء عليها والتخلص منها بكل هدوء.
4- تحديد ومعرفة الشخص لنوع الغضب الذي ينتابه، الأمر الذي يساعده على تطوير مشاعره، ومساعدته فيما بعد على الاسترخاء والقدرة على التعامل، مع كافة الأحداث المستقبلية التي تدفع للقلق.
5- جعل الشخص من غضبه وتوتره المستمر حافز له نحو التقدم والنجاح، وهو ما يستطيع القيام به بسهوله عبر اللجوء إلى لعب بعض الرياضات، مثل السباحة، والمشي، أو الذهاب باستمرار إلى نادي الألعاب، إذ تعتبر من أفضل الطرق لإفراغ شحنة الغضب بداخل الفرد، واستبدالها بطاقة إيجابية، وتحقق له النجاح والسعي للأفضل، وكذلك إلى المحافظة على صحته البدنية والنفسية.
6- استخدم الشخص غضبه في تعلم واكتساب أساليب مثمرة للنقاش، والسيطرة على الانفعالات بصورة عامة، وهو ما يتم من خلال استعمال بعض الاستراتيجيات، مثل محاولة الفرد التنفس بعمق بمجرد شعوره بحالة من التوتر والقلق، كذلك محاولة الشخص بخفض صوته وتقليل سرعة الكلام، الأمر الذي يساعد بدرجة كبيرة في استرخاء الشخص، ومنحه الامتلاك الكامل لزمام أعصابه قبل أن يفقد السيطرة عليها.