لا يملك البعض القدرة على إظهار احترامهم للآخرين على الرغم من شعورهم بمشاعر اللطف والتقدير والاحترام، ولكن لا يملكون القدرة في التعبير عن هذه المشاعر بصورة لطيفة معبّرة، ولعلّ الاحترام المتبادل هو الطريق السهل الذي يمكنّنا من بناء علاقات اجتماعية مميّزة مع الآخرين، ويبحث البعض عن أساليب تساعدهم على إظهار هذا التقدير والاحترام لتكون طريقة التعامل أكثر وضوحاً بين الطرفين، فما هي الأساليب المستخدمة لإظهار الاحترام للآخرين؟
الأساليب المستخدمة لإظهار الاحترام للآخرين
1. تقديم المساعدة للآخرين بغض النظر عن المقابل
لعلّ أفضل طريقة يمكن لنا من خلالها كسب ثقة واحترام الآخرين هو تقديم المساعدات بكافة أشكالها لهم دون انتظار أي مقابل، ولعلّ الأشخاص الذين يستطيعون أن يقدّموا المساعدات الإنسانية المادية منها أو المعنوية للآخرين هم الأكثر تقديراً واحتراماً، وهم قادرون على اكتساب محبّة الغير من خلال إنسانيتهم وقدرتهم على مساعدة الآخرين دون أي مقابل مادي أو تحقيق مصالح خاصة.
2. التسامح والعفو عن الزلات
يمتلك الأشخاص الذين يرغبون في كسب احترام الآخرين القدرة في التسامح والعفو عن زلّات الآخرين ودون أي مقابل سوى كسب احترامهم، فالأشخاص المتسامحون هم الأشخاص الأكثر قرباً إلى قلوب الغير وهم الأكثر قدرة على كسب ثقة الآخرين، فالتسامح سمة يمكن من خلالها أن نكتسب ثقة الآخرين وأن نستميلهم نحونا بالشكل الصحيح.
3. الإنصات إلى كلام الآخرين
من الطبيعي أن يقوم الشخص الذي يرغب في اكتساب محبّة الآخرين بالإنصات إليهم والاستماع بصورة إيجابية، وهذا الإنصات يشير إلى مدى الأهمية التي يقدّمها المستمع إلى المتحدّث ودلالة على تقديره واعتزازه بالكلام المسموع، أمّا مقاطعة الحديث أو عدم الاهتمام به من خلال تغيير مجرى الحديث أو النظر إلى جهة مقابلة، فله الكثير من الآثار السلبية على الشخصية التي قد تصل إلى حدّ الكره او عدم الاحترام والتقدير.
4. احترام الرأي الآخر حتى وإن كان مخالفا
إذا أردنا أن نكسب احترام الآخرين فعلينا أن نبتعد عن المواجهة المفتوحة أو التحدّي الشخصي، فكلّ واحد منا يملك وجهات نظر تختلف عن الأخرى ولا يشترط بوجهة نظرنا أن تكون هي الصحيحة فقط، فمن الطبيعي أن يحدث الاختلاف في وجهات النظر ولكن ليس من الطبيعي أن ينتقل هذا الاختلاف إلى نزاع وتحدٍ وتطرف وتعصّب فكري.
5. الحفاظ على أسرار الآخرين
يعتبر كتمان سرّ الآخرين طريقة رائعة لكسب احترامهم، فلا يشترط أن نقدّم للآخرين أحاديث معسولة لنبيّن لهم مقدار حبّنا واحترامنا، ولكن قد يكون كتمان سرّ أو مشكلة أو أمر خاص قد عرفناه بالصدفة عن الآخرين سبباً وجيها لكسب احترامهم وتقديرهم لنا، أمّا الأشخاص الذين يبحثون عن أسرار الآخرين ويرغبون في كشف عوراتهم فهؤلاء لا يكسبون إلّا العداوة والبغضاء وعدم القدرة على التوافق الفكري مع أحد، ولعلّ الكتمان من المبادئ والقيم والأخلاق التي دعت إليها كافة الأديان السماوية.
6. الاعتذار عن الخطأ
من الطبيعي أن يخطأ الإنسان وربّما يضرّ هذا الخطأ بمشاعر الآخرين أو ينقص من قيمتهم واحترامهم، ولكن إن استطعنا أن نعتذر عن أخطائنا فمن السهل علينا أن نكسب احترام الآخرين وتقديرهم، فالأشخاص الذين يعتذرون عنة الزلّات هم الأشخاص الأكثر جراة وثقة بالنفس والأكثر قدرة على الصفح إن كان الأمر معاكساً، فهم يقبلون اعتذار الآخرين ويفترضون أنّ الآخرين يصفحون عنهم عندما يقعون في الخطأ.
7. التواصل مع الآخرين بمحبة وألفة
من السهل أن يحدث التواصل الاجتماعي المباشر وغير المباشر مع الآخرين، ولكن لا بدّ وان يمتاز هذا التواصل بنوع من المحبّة والألفة والإنسانية التي تجمعنا، فإن كانت العلاقة مع الآخرين مبنيّة على المصالح والمكاسب فسوف سكون الاحترام والتقدير مؤقتاً، على العكس من المشاعر التي تشير إلى علاقات حقيقية لا مصلحة فيها سوى تقديم الاحترام والتقدير إلى الآخرين.
8. الصدق في التعامل والابتعاد عن الأكاذيب
يبحث الجميع عن العلاقات الاجتماعية الحقيقية الصادقة التي تعبّر عن صدق المشاعر بعيداً عن الأكاذيب التي لا يمكن قبولها أو التغاضي عنها، ولعلّ الأشخاص الذين يظهرون صدق التعامل هم الذين يكسبون احترام وتقدير الآخرين أكثر من غيرهم، ولعلّ الأشخاص المراوغين الذين يظهرون بأكثر من وجه ولا يمكن توقّع تصرفاتهم هم الذين يتم استثناءهم من المجتمع بطريقة أو بأخرى كونهم غير قادرين على إظهار شخصيتهم الحقيقية التي يكتسبون من خلالها احترام الآخرين.