لا يملك البعض الجرأة في مراجعة ذاته والتعرّف على أخطائه التي أدت إلى حصول بعض الانتكاسات الاجتماعية أو المهنية أو الفكرية له، ولعلّ قدرة الفرد على التواضع والاعتراف بأخطائه هي من أساسيات تصحيح الخطأ وتصحيحه وعدم التعمّق به، ولعلّ الأشخاص الأكثر ثقافة هم الأشخاص القادرين على مراجعة ذاتهم ومعرفة ما فيها من أخطاء أو زلّات، والبحث عن أفضل الأساليب التي تساعد في تجاوز هذه الأخطاء، فما هي الأساليب التي تساعد في معرفة الأخطاء؟
ما هي الأساليب التي تساعد على معرفة الأخطاء
1. التواضع
يعتبر التواضع من أهم السمات التي لا بدّ للفرد أن يمتاز بها، إذ بالتواضع يمكن للفرد أن يعتذر للآخرين عن أخطائه وأن يقبل الرأي الآخر وأن يتراجع عن رأيه في سبيل طلب الحقيقة، ومن خلال التواضع يمكن للفرد أن يراجع طريقة تفكيره في قضية معيّنة ويعدّل من القرار الذي اتخذه بطريقة خاطئة في وقت سابق، فالأشخاص الذين يقومون على مراجعة أخطائهم ومعرفتها والتراجع عنه هم الأكثر قدرة على النجاح والتفوّق وتجاوز أي أخطاء مستقبلية دون حدوث أي تأثر فكري أو نفسي أو سلوكي.
2. الثقافة
يمتلك الشخص المثقف القدرة على مراجعة ذاته ومعرفة ما فيها من زلّات، إذ لا يمكن للمثقّف أن يعرف ما يدور حوله من أحداث وتطورات وأن يخطئ ولا يتماشى مع خطئه، فهو على يقين بأنّ الخطأ أمر وارد وأنه لا بدّ وأن نقع في بعض العقبات التي تحتاج منّا التفكير المعمّق، وأنّ المثقّف هو الأكثر قدرة على الامتزاج الفكري مع الآخرين وتقبّل أرائهم، وإن مراجعة الذات ومعرفة ما فيها من خطأ ليس بالأمر المعيب بل هو أمر يعتبر في قمّة التواضع.
3. الثقة بالنفس
إذا تمكن الفرد من الوصول إلى درجة يثق فيها بنفسه ثقة مطلقة وقتها يمكنه أن يدلي صراحة بأنه أخطأ في أمر ما وأصاب في آخر، فليس عيباً أن يعترف الفرد بأنه قد أخطأ ويرغب في تصحيح الخطأ، ولكن المعيب في الأمر هم الاستمرار على نهج نفس الخطأ دون أي اعتراف أو تقدير للآخرين، وهذا الأمر يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وخسارة الآخرين وعدم القدرة على بناء أية علاقات اجتماعية بنّاءة.