من غير الممكن أن نعرف كلّ ما يمكن أن يفكّر به الآخرين، ولكن من الطبيعي أن نملك الخبرة والمهارة في كشف بعض جوانب هذا التفكير، ويبقى السؤال هو طبيعة الأشياء التي نرغب في معرفتها من خلال كشف الغطاء عن تفكير الآخرين، فالأفكار ملك للجميع ولا يمكن لنا التكهّن بجميع هذه الأفكار كونها ستشكّل لدينا زخماً فكرياً كبيراً لا يمكن تحمّله، ولكن إن كانت المهمّة متعلّقة في كشف بعض جوانب التفكير فهي أمر ممكن الحدوث، فما هي الوسائل التي تساعد في قراءة أفكار الآخرين؟
ما هي الوسائل التي تساعد في قراءة أفكار الآخرين
1. الثقافة الاجتماعية
لعلّ الأشخاص الذين يمتازون بالعلاقات الاجتماعية الطيّبة هم الأشخاص الأكثر قدرة على معرفة أصناف الناس وقراءة أفكارهم، على العكس تماماً من الأشخاص الذين لا يمكلون القدرة على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين أو الذين لا تربطهم مع المجتمع المحيط بهم علاقات جيّدة تضع حواجز بينها وبينهم، وبالتالي فإن النظرة إلى المجتمع ستكون نظرة محفوفة بالمخاطر وتعمل على مبدأ الشكّ والظن، لهذا فالأشخاص الذين يمتازون بالثقافة الاجتماعية الجيّدة هم الأشخاص الأكثر قدرة على قراءة أفكار الآخرين والتعامل معهم بطريقة مقبولة.
2. التنوع الفكري وقبول الآخر
لعلّ المجتمع يحمل العديد من الأشخاص الذين يفكّرون بطرق مختلفة عن الآخرى، والأشخاص الذين يرغبون في أن يعرفوا بما يفكّر الآخرين هم الأشخاص الذين يملكون تنوّعاً فكرياً كبيراً، وهم الأشخاص الذين يملكون القدرة على قبول الآخر مهما كانت طريقة تفكيره، ولا يقومون على فرض أي تحديات فكرية أو شخصية أو سلوكية مقابل الحصول على امتيازات شخصية، ولكنهم يقومون بفرض وجهات نظرهم وإقناع الآخرين بأفكارهم كونهم يملكون الأسبقية في قدرتهم على التنوّع الفكري، والقدرة على قبول الآخرين.
3. المعرفة الجيدة للعادات والتقاليد وسلوكيات الآخرين
إذا كان الفرد قادراً على قراءة أفكار الآخرين فمن المؤكد أنه على دراية تامة بالثقافات والعادات والتقاليد والقيم التي من خلالها يمكننا قراءة أفكار الآخرين، وهذا الأمر يجعل من الآخرين كتاباً مفتوحاً يمكن للفرد معرفة أفكارهم من خلاله، فالأفكار التي تحكمها ثقافة معيّنة تكاد تكون قريبة من بعضها البعض ويمكن قراءتها بصورة سهلة ممكنة.
