كيف اكتسبت لغة الجسد صفة العالمية؟

اقرأ في هذا المقال


كيف اكتسبت لغة الجسد صفة العالمية؟

قد تختلف اللغة أو اللهجة التي نستطيع من خلالها فهم بعضنا الآخر حسب طبيعة المكان الذي ننشأ فيه، إلا أنّ ما يميّز لغة الجسد غير المنطوقة هو عالميتها وانتشارها الواسع في كافة دول العالم، فعلى الرغم من اختلاف الدلالات والمعاني لبعض استخدامات لغة الجسد حسب الثقافة والمكان والزمان، إلّا أنّ لغة الجسد تشترك في الكثير من الدلالات المشتركة بين جميع البشر، وهذا الأمر من شأنه أن جعل من لغة الجسد أكثر أهمية وأوسع استخدام.

ما أبرز أساليب استخدام لغة الجسد على المستوى العالمي؟

على الرغم من الاختلاف الكبير بين الثقافات والشعوب في حركات الجسد وتفسيراته، إلّا أنّ هناك ستة تعابير للوجه تستعمل بنفس الطريقة لدى جميع البشر، وهي تحمل نفس الدلالة ولا يمكن أن تفسّر بطريقة أخرى وهي: الفرح، الخوف، المفاجأة، الغضب، الاشمئزاز، الحزن، والبعض أضاف إليها الاحتقار والاهتمام، حيث أنّ هذه التعابير تكاد تكون مشتركة المعنى والدلالة وربّما الاستخدام، فنحن في حالة الغضب تتغيّر نظرة العين ويقترب الحاجبان من بعضهما ويتغيّر شكل الوجنتين والأنف والفم وتتغيّر نبرة الصوت، وكذلك الحال في حالة الفرح أو القلق أو التشاؤم، وهذا الأمر مشترك بين جميع ثقافات العالم.

لغة الجسد ذات دلالات مشتركة عالمية:

نجد أن هناك أيضاً بعض الإيماءات الجسدية والإشارات غير اللفظية عبر لغة الجسد، أنها اكتسبت صفة العالمية لدى جميع البشر مثل هزّ الكتفين للقول أننا لا نعلم أو لا نفهم ما يقال، وعلى الرغم من أهمية الاتصال غير اللفظي عبر لغة الجسد باعتباره أقوى سبل الاتصال، إلا أنّه قد يقف عائقاً أمام إيصال رسالة معيّنة بشكل دقيق وصحيح، فكما أنّ للغة الجسد الكثير من الإيجابيات فلها أيضاً عدّة قيود تقيدّها.

إنّ الثقافة والموروثات الجينية البيولوجية لدى الفرد تتداخلان بطرق عديدة ومهمة في عملية التواصل غير اللفظي عبر لغة الجسد؛ فمثلاً الجينات الوراثية هي التي تظهر شعور الشخص بالراحة، أو الحزن أو الملل من خلال عملية التنفس، بينما الثقافة هي التي تؤثر في الفرد فتعلّمه إخفاء تعابير قد تظهر مشاعره الحقيقية مثلاً، فالثقافة هي التي علّمت الرجل أن لا يبكي، وهذا الأمر على الأرجح مشترك بين جميع رجال العالم ومن هنا اكتسبت لغة الجسد قيمتها وعالميتها أيضاً.


شارك المقالة: