كيف اكتسبت لغة الجسد قيمتها؟
في عمليات الاتصال البشري؛ هناك لغة غير كلامية لا تقلّ أهمية عن اللغة المنطوقة بل تؤدي نفس الوظيفة، وهي اللغة غير المنطوقة، وتسمّى أيضاً اللغة الصامتة، أو الاتصال غير اللفظي، ويشيع أيضاً تسميتها بلغة الجسم أو لغة الجسد وهو الاسم الأكثر تداولاً ورواجاً من بين جميع التسميات، أي أنّ هذا النوع من الاتصال لا يتضمّن الكلمات، ويدركها الإنسان ببصره، وعمادها الإشارات والإيماءات والحركات الصادرة عن جسم الإنسان أثناء الانفعالات المختلفة، ومن هنا اكتسبت لغة الجسد أهميتها وقيمتها الفائقة.
كيفية فهم لغة الجسد:
لا أحد يقوم على تعليمنا كيف نتصل بطريقة غير شفهية مع الآخرين، أو حتّى كيف نقرأ لغة جسدهم، رغم ذلك فإننا نقوم بالاتصال مع الآخرين بأسلوب غير لفظي ونقوم على تفسير لغة جسدهم وندرك معانيها منذ صغرنا بشكل فطري، ولعلّ ما يساعدنا في فهم لغة جسد الآخرين؛ هو تحديد أركان هذا الاتصال غير اللفظي في جوانب أساسية أهمها التواجد الفيزيائي والإشارة وتعابير الوجه، حيث تلعب جميعها دوراً هاماً في عملية الاتصال، ولا ننسى أيضاً أنّ لغة الجسد مكتسبة يمكن تعلّمها مع مرور الأيام.
ما مدى أهمية لغة الجسد؟
اكتسبت لغة الجسد أهميتها الفائقة في عصرنا الحاضر؛ كون العديد من المناصب القيادية تتطلّب اليوم تطبيق سياسات تنطوي على إرسال رسائل غير لفظية عن طريق لغة الجسد أكثر من الكلام المنطوق، فالسياسيون اليوم قد فهموا أنّ السياسة تتعلّق بالصورة والمظهر، ومعظم المشاهير لديهم مستشار شخصي في عمليات التواصل غير اللفظي عبر لغة الجسد، ليظهروا مخلصين وصادقين وأمناء، وخاصة عندما لا يكونوا كذلك.
اكتسبت لغة الجسد قيمتها كونها اللغة الأكثر رواجاً وأسهل استخداماً بين البشر، وهي لغة صالحة لكلّ زمان ومكان وليست حكراً على غني ولا تشترط القيادة ولا تختص بمجتمع بعينه، كما ويسهل استخدامها بين غير الناطقين باللغة الواحدة أو بين أفراد مجتمعين يختلفان باللغة والثقافة والدين، وهي لغة يسهل استخدامها أيضاً بين الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ما في أجسادهم كالصمّ والبكم، فلغة الجسد ذات قيمة كبرى لا يمكن لأحد تجاهلها بأي صورة كانت.