الذكريات غير بسيطة، حيث قد يتصور الأشخاص أن الذاكرة هي عنصر أبيض أو أسود، إلا أن الحقيقة هي أن الذكريات قابلة للتبديل ومرنة في أغلب الأحيان. أثناء نوم الشخص يتم نقل الأحداث من الذاكرة المؤقتة للعقل إلى التخزين الدائم. ومع ذلك فإن هذا الانتقال ليس مطلقاً، حيث أن بعض عناصر الذاكرة قد تضيع؛ ومن هنا قد تبدأ الذكريات الخاطئة أو الكاذبة.
كيف تتكون الذكريات الكاذبة؟
تتكون الذاكرة الخاطئة بعدة أساليب، ويؤثر كل أسلوب على الانقلابات التي تطرأ على الذاكرة أو طريقة تخزينها. إذ قد يكون ليس من السهل معرفة أي من هذه المشكلات قد تسببت في الذكريات الخاطئة، لكن المعرفة بها يمكن أن تساعد في النهاية على فهم سبب شيوع الذكريات الخاطئة:
الاقتراح:
يمكن تكوين ذكريات مزيفة وكاذبة جديدة عبر الاستدلال بتلقين من شخص آخر أو عن طريق الأسئلة التي يطرحها. مثلاً، قد يسأل شخص ما المصاب إذا كان السارق يضع قناعاً أحمر، فقد يجيب بنعم ثم يصحح نفسه بسرعة بأنه كان يرتدي قناعاً أسود، بينما في الحقيقة لم يكن السارق يرتدي قناعاً على الإطلاق ولكن الاقتراح قد زرع ذاكرة لم تكن حقيقية.
المعلومات المشوهة:
يمكن أن يسمع الشخص معلومات غير صحيحة أو خاطئة عن حدث ما ويقتنع بأنه حدث بالفعل. حيث يمكن أن ينشأ لدى الشخص ذاكرة جديدة أو يقوم بدمج الذكريات الحقيقية مع الخاطئة والكاذبة.
الاعتقاد غير الدقيق:
دماغ الإنسان يشبه الكمبيوتر، ويقوم بتخزين ما يُقدم له؛ فإذا تم إعطاؤه معلومات غير دقيقة فإنه يخزن معلومات غير دقيقة، وقد يقوم الدماغ بسد الفجوات التي خَلَّفها الشخص في قصته في وقت لاحق بالذكريات الخاطئة التي يقوم بإنشائها.
العزو الخاطئ:
يمكن في الذاكرة الدمج بين عناصر المواقف المتنوعة في حدث واحد. فمثلاً عندما يقوم الشخص باستعادة ذكرياته، فإنه يقوم باستعادة الأحداث التي حصلت. ولكن الخط الزمني يكون مختلطاً أو مشوشاً مع مجموعة من الأحداث التي تتشكل على هيئة ذاكرة واحدة خاطئة.
العواطف:
من المحتمل أن يكون للعواطف في لحظة محددة تأثير كبير على كيف وماذا يتم تخزينه في الذاكرة. تدل الدراسات الحديثة إلى أن المشاعر السلبية تؤدي إلى ذكريات خاطئة أكثر من المشاعر الإيجابية أو المحايدة.