قد لا يكون غريب لمعظم الناس أنَّ القهوة تعمل على أنّ تحسين المزاج، كذلك لها فوائد مزاجيِّة أخرى، حيث أكدت العديد من الدِّراسات أنَّ القهوة يمكن أن تساهم في منع الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط.
علاقة القهوة بالاكتئاب
في الغالب يتمُّ علاج الاكتئاب بعمل خليط من العلاج الدوائي والنفسي، ترى بعض الأبحاث أنَّ الكافيين يمتلك العديد من الفوائد عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، حيث أشار الباحثون أنَّ الاستهلاك المنتظم للكافيين يعمل على تقليل خطورة الإصابة بالاكتئاب، لكن لا توجد هذه العلاقة عند استخدام مشروبات أخرى تحتوي على الكافيين.
أشارت نتائج هذه الدراسات أنَّ تناول القهوة بشكل منظم، يقلِّل من خطر الإصابة بالاكتئاب وليس تناول الكافيين بحد ذاته، حيث إنَّ استهلاكها بشكل منتظم يقلل من خطر الانتحار، خصوصاً القهوةُ التي تحتوي على الكافيين، من جانب آخر وُجد أنَّ استهلاك الكافيين عند الأطفال والمراهقين بين طلبة الصفوف الخامس والعاشر يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، لما له من تأثير سلبي على النومِ، بالتالي التأثير على مزاجهم العام.
آلية تأثير القهوة على الاكتئاب
لم يتمَّ التوصلُ بشكل مؤكد لطريقة مساعدة القهوة على الخفض من الاضطراب الاكتئابي، لكن اقترح الباحثونَ آليات محتملة، حيث تعتمد هذه الآليات على تفسير فعل القهوة ومكوناتها على الهرمونات والآليات المعقدة داخل الدماغ.
من الأمثلة على آليات تأثير القهوة على الاكتئاب، الآلية الأولى تقترح أنَّ الاكتئاب هو نتيجةٌ لرد فعل مناعي سيء يؤدي إلى التهاب في الدماغ، يرى الباحثون أنَّ القهوة قد تساعد في تخفيف هذا النوع من الالتهاب بسبب مزيجها الخاص من مضادات الأكسدة مثل حمض الكلوروجينيك، حمض النيكوتينيك، حمض الكينولينيك، حمض التانيك، حمض البيروغاليك.
الآلية الثانية ترى أنَّ الآثار المضادة للاكتئاب من استهلاك القهوة المحتوية على الكافيين، هي سبب مباشر للكافيين، الذي يعتبر من أحدَ المنشطات النفسيِّة التي يمكن أن تزيد من اليقظة. الآلية الثالثة تقترح أنَّ القهوة تساهم في جعل الدوبامين الذي يعتبر المحفّز الأساسي في الدماغ أكثر فاعلية، عن طريق الارتباط بمستقبلات الأدينوزين، حيث أن ذلك يزيد من نسبة الدوبامين الذي يرتبط بمستقبلات الدوبامين؛ ممّا يساهم برفع يقظة المزاج.
