البحث عن القدوة
لا بأس في انشغالنا واهتمامنا بمشاعر الآخرين، وردود أفعالهم حيالنا وحيال خياراتنا، فعندما ننتقي أشخاصاً جديرين بالإعجاب لنتطلع إليهم، فنحن هنا نكتسب مرشداً داخلياً سيقودنا إلى أن نعامل أنفسنا بالطريقة الجديرة بنا.
ما يُسبب تدمير الذات، هو أن ندع أنفسنا نقع تحت التأثير البالغ لآراء الآخرين، وخصوصاً العلاقات العابرة، هؤلاء الذين لا يعني رأيهم أو احترامهم أي قيمة بالنسبة لنا، فإذا كنا قد نشأنا منذ الصغر على الانتقاد الهدّام، فيمكن لنا وبسهولة أن نسقط في فخ ترتيب شؤون حياتنا، في محاولة دائمة لكسب القبول من قِبَل الآخرين، أو للهرب من عدم القبول من قِبَل آخرين قد لا نعرفهم في بعض الأحيان.
سمات الأشخاص الذين يمكن اعتبارهم قدوة لنا
لتجنب العواطف السلبية، وعدم القدرة على تمييز الأشخاص الذين من الممكن اعتبارهم قدوة لنا، علينا بتحديد الأشخاص الذين نُكنّ لهم إعجاب كبير، ومعرفة السمات التي يتحلون بها، ونودّ الاقتداء بها أكثر من غيرها.
علينا أن نفكّر في شخص نعتبره قدوة لنا في حال اتخاذنا أي قرار ذو أهمية، وأن نسأل أنفسنا: ماذا سيفعل الشخص الذي نعتبره قدوة لنا لو كان في هذا الموقف؟
لدى طرحنا لهذا السؤال فإنَّنا نتواصل في حقيقة الأمر مع مستوى عالي من اللاوعي، يحتوي على طاقة أعلى، حيث ستمنحنا تلك الطاقة الإرشاد والرؤية الثاقبة، حيث سيمنحنا تفكيرنا الداخلي الأمر الصواب سواء كان قولاً أو فعلاً، وسنتخذ القرار الصائب، ونُحقّق النتيجة المرجوّة، فالكثير من الناجحين يستعينون بهذه الوسيلة في نجاحاتهم، ﻷنَّها مضمونة وتعطيهم أفضل النتائج.
نحن نملك الخبرة الكافية من خلال قراءتنا واطلاعنا التام على الأشخاص الذين نثق بهم ونعتبرهم قدوة لنا، وتعتبر القدوة من أبرز الأمور التي تركّز عليها الكثير من الحضارات، باختلاف ثقافاتها حيث أنَّ من نعتبره قدوة لنا في موقف ما، قد لا يكون معروفاً أصلاً في بيئة وثقافة أخرى.
إلّا أنَّ جميع الحضارات تقوم على تخليد أبطالها ومن تعتبرهم قدوة، وهناك العديد من الأشخاص على مستوى العالم والبشرية جمعاء، اكتسبوا شهرة عالمية أبدية، صالحة لجميع الأزمنة وفي كلّ الظروف، ليس بسبب ما قدّموه للعالم من قتل أو مال أو غير ذلك، ولكن بسبب ما قدّموه للبشرية من علم وفكر وثقافة يُقتدى بها.