كيف تعبر الملابس عن لغة الجسد؟
يعتبر الكلام غير المنطوق والمتمثّل بلغة الجسد نصف الحقيقة المنطوقة والمؤكّد لها إن لم يكن أكثر من ذلك، ولكن لا يمكننا أن نحكم على شخصية الآخرين من خلال لغة الجسد الخاصة بهم من خلال حركاتهم وإيماءاتهم، فللمظهر الخارجي وطريقة اللباس شأنٌ آخر لا يمكن لأحد تجاهله، كيف لا والملابس التي نرتديها والتي يرتديها الجميع تعطينا نبذة مختصرة عن حقيقة الشخص الذي يقابلنا، وإذا ما كنّا نملك الخبرة الكافية في قراءة لغة جسد الآخرين فهذه النظرة منطقية قريبة إلى الواقع في الغالب.
ما علاقة الملابس بلغة الجسد؟
لا تعتبر الملابس هي أول شيء يلحظه الآخرون بشأننا فحسب، بل تعتبر أحد الجوانب الظاهرية التي تترك لحكم الناس على بعضهم البعض، كما أنّ ما نرتديه والطريقة التي نرتدي فيها الملابس من شأنها أن تؤثّر على ما نشعر به حيال أنفسنا، فالمظهر الخارجي جزء لا يتجزأ من لغة الجسد، الأمر الذي بدوره يؤثر على كيفية عرضنا لأنفسنا على الآخرين والطريقة التي يقومون من خلالها بتفسير لغة جسدنا بناء عليها.
سواء كانت طريقة لبس الملابس صحيحة أم غير صحيحة، فالآخرون ينظرون إلى طريقة ارتدائنا للملابس على أنها لغة جسد تعكس الكثير من شخصيتنا، الامر الذي نحاول إثباته لأنفسنا وللآخرين، فلنتخيّل أننا مدراء نقوم بإجراء مقابلات عمل مع عدد من المهندسين في إحدى الشركات العالمية، وكان أحد الأشخاص الذين نقوم بمقابلتهم يرتدي سترة قصيرة وبنطال الجينز، فنفكّر على الفور “أين بذلته؟” ولماذا لا يرتدي الملابس اللائقة بمقابلة رسمية؟ فمهما كانت ثقافته ودرجة خبرته لن يعجبنا آنذاك هذا الشخص، وفي المقابل حضر أحد المهندسين إلى المقابلة وهو يرتدي الزي الرسمي بكلّ جديّة وحزم، فهو يملك فرصة مضاعفة أكثر من الشخص الذي قبله، فلغة جسده مقنعة أكثر من غيره.
ما مواصفات المظهر الخارجي الذي يتماشى مع لغة جسدنا؟
لكي نتعرّف على أي شخص بشكل جيّد، من المرجّح أن نقوم بوضع صفات شخصية بعينها كنموذج يتم من خلاله قياس مدى تقبلنا للغير، ومن الصعب أن يتم التلاعب بهذه القيم، فالمظهر الخارجي يرتبط بشكل مباشر بلغة الجسد الصامتة والتي يقوم البعض بإطلاق الأحكام بناء عليها، ولكن لا بدّ وأن ننوّه أنّ المظهر الخارجي لا يعطينا حقيقة الأشخاص بشكل أكيد، فقد يعتبر المظهر الخارجي مؤشراً على ما يتم استنتاجه ولكن ليس دليلاً أكيداً على مواصفات شخص ما.
