كيف يتم تحديد الأهداف الإرشادية في الإرشاد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم تحديد الأهداف الإرشادية في الإرشاد النفسي؟

يقوم الإرشاد النفسي بصورة عامة على عدد من الأهداف التي يتمّ تنفيذها من قبل المرشد والتزام كامل من قبل المسترشد، وهذا الأمر من شانه أن يخلق عملية إرشادية تقوم على مجموعة من المعطيات الأهداف التي يتمّ تحديدها بصورة مسبقة قبل البدء بالعملية الإرشادية، تتوافق هذه الأهداف مع طبيعة الحالة التي يتمّ التعامل معها، فكيف يتمّ تحديد الأهداف الإرشادية في الإرشاد النفسي؟

الطرق المتبعة في تحديد الأهداف الإرشادية في الإرشاد النفسي:

إنّ التسلسل في عملية الإرشاد النفسي تمنح المرشد القدرة على توفير قدر كبير من الوقت والجهد في تحديد المشكلة وتحليلها وتقييمها وإيجاد ما يناسبها من مقترحات، والبدء بتنفيذ المقترح الأمثل لها، وهذا الأمر من شأنه أن يقوم المرشد النفسي على وضع عدد من الأهداف التي يريد تنفيذها في نهاية العملية الإرشادية، فبعد أن يقوم المرشد النفي ببناء علاقة الثقة فيما بينه وبين المسترشد ضمن القوانين المتّبعة بصورة صحيحة، يقوم بتحديد مجموعة من الأهداف بالخطّ العريق بغية تحقيقها في كلّ مرحلة تمرّ بها عملية الإرشاد النفسي.

ما شروط تحديد الأهداف الإرشادية في الإرشاد النفسي؟

إنّ تحديد الأهداف التي تتناسب وسير العملية الإرشادية تبدأ من أهمية هذه الأهداف وطبيعتها وهل هي أهداف عامة أم خاصة؟ وبعد ذلك يتمّ البحث عن أولويات المرحلة في تحقيق الأهداف من حيث تحديد المشكلة وتحقيق الذات، وبناء شخصية جديدة تتلاءم وطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه المسترشد، وكذلك يتمّ من خلال تحديد الأهداف معرفة ما يؤثر في تركيبة شخصية المسترشد بصورة رئيسية، وما هي الأهداف المبدئية القابلة للتعديل في شخصية المسترشد والتي لا بدّ من العمل على تعديلها مع بداية العملية الإرشادية.

كما ومن خلال تحديد الأهداف الإرشادية يقوم المرشد بالمساعدة على إخراج ما يجول في خاطر صاحب المشكلة الإرشادية من مكبوتات، ومعرفة مدى التعاون الذي سيقدمه المسترشد للمساعدة على نجاح العملية الإرشادية، وبالتالي الوصول إلى تحقيق هدف رئيسي يقوم على حلّ المشكلة الأكثر تأثيراً بصورة صحيحة، كما ومن الأهداف التي لا بدّ من تحقيقها أن يقوم المسترشد بتقديم كافة المعلومات التي يمتلكها بصورة موضوعية صحيحة تقوم على مبدأ المنفعة والتغيير، ومعرفة الهدف الرئيسي من حضور المسترشد وخضوعه للعملية الإرشادية، وهل يريد أن يصل من خلال هذه العملية إلى مجموعة من الحلول والتخلّص من المشاكل النفسية المتلاحقة، أم أنّ لديه غاية أخرى يرغب في تحقيقها؟

ما دور المسترشد في تحقيق الأهداف الإرشادية؟

إنّ نجاح العملية الإرشادية يتطلّب من المرشد والمسترد استشعار الأهداف الإرشادية بصورة واضحة بعيداً عن أي مصلحة او منفعة شخصية، وأن يكون المسترشد على قناعة تامة أنّه بحاجة إلى مجموعة من الأهداف التي لا بدّ من تحقيقها من أجل بلورة الشخصية في اتجاهات واضحة، بعيداً عن مراحل التشتت والضياع التي كانت تمرّ بها الشخصية في مراحل عمرية سابقة، كما ويتمّ من خلال تحديد الأهداف الإرشادية محاولة البحث عمّا يميّز شخصية المسترشد وما هي مميزات الشخصية التي لم يكن المسترشد على معرفة مسبقة بها.

إنّ تحديد الأهداف الإرشادية تمنح المرشد النفسي القدرة على الفصل ما بين الأهداف الإرشادية العامة التي تشترك في خصائص علم الإرشاد النفسي، وطبيعة الحالة الإرشادية التي تخصّ المسترشد على وجه الخصوص، بحيث يتمّ تطبيق قواعد التوجيه والإرشاد بما يتوافق وشخصية المسترشد والحاجة التي يرى المرشد أنّه يجب أن توجد فيه أو يتمّ تعديلها أو إلغاءها بصورة تامة، وهذا الأمر يتطلّب من المرشد النفسي أن يكون قارئاً مطلعاً جيداً لشخصية المسترشد بما يتوافق والأهداف الإرشادية الخاصة التي تحدّد أولويات العملية الإرشادي وفق طبيعة صاحب المشكلة الإرشادية.

إنّ تحديد الأهداف الإرشادية من قبل المرشد لا تمنع المسؤولية عن المسترشد، فالمرشد وسيلة دعم وتوجيه مساعدة لتحقيق الأهداف الشخصية للمسترشد، والأمر برمّته يعود إلى مدى تعاون ورغبة المسترشد في الوصول إلى الحلول الإرشادية الممكنة، مما يجعل من تحديد الأهداف وتحقيقها فرصة لزرع الثقة لدى المسترشد، وإعطاءه المساحة الكافية للبحث عن ذاته وتطويرها، وأن يعرف مقدار المسؤولية التي تقع على عاتقه بما يتناسب وطبيعة المشكلة وحجمها والطريقة التي يتعامل المرشد من خلالها مع شخصية المسترشد، لتكون العملية الإرشادية في نهاي المطاف ذات نتائج رائعة تتوافق وتحقيق الأهداف الإرشادية التي تمّ تحديدها بصورة مسبقة.


شارك المقالة: