كيف يحافظ الكاذبون على لغة جسدهم؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يحافظ الكاذبون على لغة جسدهم؟

إنّ أهمية لغة الجسد تم اكتسابها نظراً للقيمة التي تضفيها على اللغة المنطوقة والجمالية التي تزيّن بها حركات الجسد بشكل متناغم مع الكلمات المنطوقة لإثبات وجهة نظر ما، ولكن الكاذبون عادة هم الأكثر استخداماً للغة الجسد كونهم يبحثون عن أي وسيلة إلهاء وإقناع للطرف المقابل لإثبات وجهات نظرهم غير الصادقة والمستوحاة من نسج خيالهم، حيث يضطرون إلى استخدام المزيد من حركات لغة الجسد للتخفيف من حدّة التوتر والقلق الذي يشعرون به.

لغة الجسد التي يستخدمها الكاذبون للتخفيف من القلق:

يشعر الكاذبون عادة بالقلق تحت مظهرهم الخارجي الهادئ، فهم لا يرغبون في أن يتمّ كشف كذبهم، وحجم الكذبة لا يهمّ كثيراً في الحقيقة؛ حيث أنّ اكتشاف كذبة صغيرة أسوأ بكثير من اكتشاف كذبة كبيرة؛ لأنّ الناس سيتعجبون من سبب الكذب بشأن تلك الأمور التافهة، ومن شأن لغة الجسد أن تساعد الشخص على إثبات وجهة نظره سواء كان كلامه المنطوق صحيحاً أو كاذباً، ولكن العقل الباطن يدرك الحقيقة وهنا تكمن المشكلة، حيث أنّه في حالة الكذب يقوم بإعطاء أوامر لأعضاء الجسد لا تتوافق مع الكلمات المنطوقة والعكس صحيح.

لماذا يستخدم البعض لغة جسد كاذبة؟

قد يستخدم البعض لغة جسد كاذبة في محاولة منهم لحماية أنفسهم من خطر ما، وفي هذه الحالة تبدو لغة الجسد القلقة المتوتّرة أكثر ظهوراً من حالة الكذب نفسها، وهذا لا يعني أنّه علينا استخدام لغة جسد كاذبة فقط لحماية أنفسنا، فالكذب وسيلة يتمّ اللجوء إليها في آخر المطاف على الرغم من أنّها لا تجدي نفعاً في كثير من الأحيان.

ترافق عملية الكذب بعض حركات وإيماءات لغة الجسد التي تظهر مليّاً على الوجه مثل التربيت على الفم أو حوله، وهذه لغة جسد تشير إلى انعدام الثقة بالنفس، وقد يظهر هذا السلوك العصبي من خلال الضغط على الشفتين أو عضّها في محاولة من العقل الباطن لمنع الكلمات عن الخروج من الفم، أمّا إخراج مقدّمة اللسان على شكل لعق الشفتين فهي لغة جسد تشير إلى عدم اليقين، وهي طريقة للإشارة إلى أنّ الشخص لا يعلم إذا ما كان يقول الحقيقة أم لا، ويقوم بعض الكاذبين أيضاً بضرب شفاهم بشكل متواصل، وهي لغة جسد تشير إلى القلق التي يحاولون جاهدين إخفاءها عنّا.

المصدر: ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.


شارك المقالة: