الضغط النفسي هو استجابة طبيعية للجسم والعقل نحو بعض المواقف، مثل المهام اليومية أو الأحداث المهمة، وقد يكون الضغط النفسي مفيد عندما يظهر لمدة قصيرة، أما في حال استمر لمدة طويلة فهو يسبب الكثير من الآثار السلبية.
كيف يستجيب الجسم للضغط النفسي
الجسم مصمم لمواجهة الضغط النفسي بشكل تلقائي بطرق تهدف إلى حماية الشخص من تهديدات الحيوانات الشرسة وغيرها من المعتدين، مثل هذه التهديدات أصبحت نادرة في وقتنا هذا، لكن ذلك لا يعني هذا أن الحياة تخلو من الضغوط النفسية.
في المقابل، فإن الشخص يواجه بدون أدنى شك مطالب كثيرة بشكل يومي، مثل تحمل عبء عمل ضخم وتغطية نفقات العائلة ورعايتها، حيث يتعامل الجسم مع هذه الأمور كمصادر للتهديد، ونتيجة لهذا قد يشعر الشخص أنه عرضة للهجوم بصورة مستمرة، لكن يمكن مقاومة هذا الشعور، وأن لا يدع الشخص الضغط النفسي مؤثراً على حياته.
فهم الاستجابة الطبيعية للضغط النفسي
عند مواجهة تهديد متوقع، على سبيل المثال نباح كلب كبير بصوت عالي خلال المشي في الصباح، فإن منطقة ما تحت المهاد، وهي مكان موجود في قاعدة الدماغ، تشغل نظام الإنذار في جسم الإنسان.
وهذا عن طريق الجمع بين الإشارات العصبية والهرمونية، فإن هذا النظام يقوم بتنبيه الغدد الكظرية، التي توجد فوق الكليتين، حتى تفرز موجة من الهرمونات، مثل الأدرينالين والكورتيزول. ومن المعروف أن الضغوط النفسية مع الوقت قد تسبب في ظهور بعض المشاكل، مثل: الاكتئاب، القلق والصداع التوتري.
هرمون الأدرينالين يرفع من معدل نبضات القلب، حتى يتهئ الجسم للدخول في مرحلة القتال أو الهروب، مما يؤدي إلى تدفق الدماء بشكل سريع إلى أجزاء الجسم، والكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الأساسي، ويزيد من السكريات الغلوكوز في الدم، ويزيد استعمال الدماغ للغلوكوز ويزيد من كمية توفر المواد التي تقوم على بناء الأنسجة.
يحبط الكورتيزول من الوظائف غير المهمة أو الضارة في حالة القتال أو الفرار، إذ يعمل على تغيير استجابات جهاز المناعة فأن قدرة هذا الجهاز تنخفض في محاربة الالتهابات المختلفة، ويضعف الجهاز الهضمي في ظهور بعض الأمراض مثل الارتجاع المريئي، والجهاز التناسلي وعمليات النمو أيضاً، ونظام الإنذار الطبيعي المعقد هذا أيضًا يتصل بمناطق الدماغ التي المسؤولة عن الحالة المزاجية والحافز والخوف.