كيف ينظر الإرشاد النفسي إلى واقع المسترشد

اقرأ في هذا المقال


تعتبر المشاكل النفسية الإرشادية التي يعاني منها أفراد المجتمع واقعاً حاصلاً لا مفرّ منه إلا بالاعتراف والبحث عن الحلول والبدال، ولا يمكن للمرشد النفسي أن يقوم بالنظر إلى الماضي أو المستقبل دون أن يكون قادراً على قراءة الواقع بصورة صحيحة، ولعلّ الأساليب الإرشادية التي تعالج المشاكل النفسية عادة ما تحاول بداية قراءة واقع المسترشد ومعرفة كافة المعلومات والتفاصيل التي تبلورت حولها المشكلة الإرشادية بصورة صحيحة.

قراءة واقع المسترشد من خلال الإرشاد النفسي المسترشد

في بداية كلّ عملية إرشادية يقوم المرشد النفسي بالنظر إلى المسترشد على أنّه ضحيّة مجموعة من الظروف التي تشكّلت تحت غطاء ما لتسبب مشاكل نفسية لا يمكن توقّعها، ولكن نظرة المرشد النفسي إلى طبيعة المسترشد وحقيقة المشكلة التي يعاني منها تتطلّب منه أن يقوم بقراءة الواقع بصورة دقيقة، كون الماضي حصل في مراحل عمرية وظروف خاصة لا يمكن التعايش فيها، أمّا الحاضر فهو أمر مرأى العين يمكن أن يتمّ التلاعب فيه أو تعديله بأفضل أسلوب إرشادي ممكن.

قد يكون التوقّع والنظر إلى المستقبل أمراً جيدّاً في العملية الإرشادية، ولكن لا يمكن لان يحصل هذا الأمر دون أن يكون المرشد قادراً على فهم الواقع الحاضر بصورة شمولية، حيث أنّ المستقبل هو نتاج طبيعي لتصرفات الحاضر وما يترتّب عليه من فشل أو نجاحات، فعندما نقرأ السيرة الذاتية لأحدهم نتمكّن في وقت قليل أن نعرف جزءاً عن الشخصية والطموحات المستقبلية وما هو ممكن الحدوث، وهذا الأمر لا يمكن الخوض به دون أن يكون المسترشد مدركاً أن حاضره يسير في نطاقات معروفة لا حياد عنها.

يعتبر الواقع من أكثر الأمور التي تمنح المسترشد الفرصة لمعرفة أين هو الآن، ولماذا هو الآن هنا، وأين يجب أن يكون، والعديد من الأسئلة التي تساعد المسترشد على قراءة ذاته بصورة أكثر وأقرب للحقيقة من أي وقت مضى، حيث أنّ العديد من الذين يعانون مشاكل نفسية لا يستطيعون أن يعرفوا أين هم الآن، ولا أن يدركوا حقيقة الظروف النفسية التي تمنع تقدّمهم نحو الأهداف التي قاما برسمها ووضعها منذ مدة طويلة، ولكنها لا تزال لغاية الآن على الورق لوجود مشكلة نفسية تتعلّق بقدرة المسترشد على قراءة الواقع بصورة حقيقية في الإرشاد النفسي.


شارك المقالة: