في كثير من الأحيان تستخدم لغة الجسد بصورة معتدلة من قبل الجميع، فنحن نستخدم لغة الجسد عندما نشعر بأن الكلام المنطوق الذي نتلفّظ به غير كافٍ لإقناع الآخرين بحقيقته، ولكن هناك نوع آخر من الناس يستخدم لغة الجسد بشكل مفرط في كلّ فعل أو قول يقوم به حتّى وإن كان يجلس وحيداً فنراه تارة يقوم بفرك رأسه أو تمرير أصابعه بين خصلات شعره أو حكّ مقدّمة أنفه، ولغة الجسد لديه ذات إفراط عاطفي يبرز فيه استخدام لغة الجسد بصورة غير اعتيادية.
ما هو شكل لغة الجسد ذات الإفراط العاطفي؟
يمتلك أغلب الناس مجموعتهم الخاصة من الإيماءات والحركات غير المنطوقة تحت مسمى لغة الجسد، وتقع أغلب هذه الإيماءات والحركات في منطقة متوسطة الاستخدام إلى حدّ ما، فنحن لا نستخدم لغة الجسد بشكل مبالغ فيه، ولكن هناك مجموعة من الأشخاص معظمهم ممن يقعون في فئة الأطفال تقع سلوكياتهم على شكل لغة جسد مفرطة، فهم مفرطو التعبير عن أنفسهم ويستخدمون لغة أجسادهم للتأكيد على رسائلهم المنطوقة.
عادة ما يصف آباء الأطفال مفرطي الحركة أطفالهم من الذين يكثرون من استخدام لغة جسدهم بأنهم “دراميون أو مسرحيون” أو أنّهم مجانين ولكن بطريقة جيّدة، فهؤلاء الأطفال ليسوا ثرثارين فحسب، بل تصاحب كلّ كلمة تخرج من أفواههم إيماءات جامحة من أيديهم أو وجوههم أو أرجلهم، فهم يستخدمون كل ما يتوفرّ لديهم من استخدامات لغة الجسد لمساعدتهم على إيصال وجهة نظرهم.
هل الإفراط في استخدام لغة الجسد أمر سلبي؟
يعتقد البعض أن الإفراط في استخدام لغة الجسد هو أمر سلبي هدّام يؤثر على عطاء الآخرين، إلا أنّ الدراسات أثبتت عكس ذلك، حيث أنّ استخدم لغة الجد بشكل مثير للاهتمام هو أمر إيجابي، ولا يؤثر على أحد وإنما يزيد من ثقة الأطفال خصوصاً في أنفسهم، بل وقد يلهم حماسة أقرانه لينظروا للحياة بطرقة جديدة.
كثيراً ما نشاهد الأطفال والبالغين يقومون على استخدام لغة الجسد بشكل مبالغ فيه، فنراهم لا يستطيعون إخفاء مشاعر الغضب أو التوتّر أو القلق ويظهرون لغة جسد مبالغ فيها للتعبير عن هذا الأمر، وهو أمر طبيعي يحدث بشكل متباين ما بين شخص وآخر ويصعب بطبيعة الحال التغلّب عليه.