اقرأ في هذا المقال
لغة الجسد نمط اتصال تشاركي:
لا يمكن لنا الفصل بين لغة الجسد والكلام المنطوق، فلغة الجسد تكاد تكون لغة لصيقة بالكلام المنطوق بل ويتجاوز الأمر أكثر من هذا، حيث أننا قد نستخدم لغة الجسد كلغة تعبّر عن مشاعرنا وحاجاتنا دون حاجتنا إلى التلفّظ ولو بكلمة واحدة، فلغة الجسد نمط اتصال تشاركي مع اللغة المنطوقة لا ينفصل عنها بل ويفوقها قيمة وأهمية، كنمط يوضح أنماطنا السلوكية النفسية والفكرية.
لغة الجسد أكثر أهمية من اللغة المنطوقة؟
بما أنّ الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمعزل عن الآخرين، ويتصل معهم في معظم أوقاته لأهداف كثيرة، أهمهما تلبية حاجاته ما بين ماديّة ومعنوية، وتبادل الخبرات والمعرفة، وبما أنّ الاتصال داخل لمجتمع البشري هو أساس الحضارة الإنسانية، فإنّ اتصال الفرد مع الفرد الآخر ومع جماعته ومع مجتمع يحتاج منه إلى وسائل أو طرق أو أنماط أو لغات يتصل ويتواصل من خلالها ويتفاعل بها مع الآخرين، فأنماط الاتصال نوعان: كلامية ملفوظة، أو صامتة غير ملفوظة على شكل إيماءات وتعابير وحركات يطلق عليها لغة الجسد، أو خليط بين النوعين الكلامي ولغة الجسد وهذا النمط هو الأكثر استخداماً في عالمنا.
لغة الجسد صالحة لكل زمان ومكان:
غير أنّ لغة الجسد نمط اتصال تشاركي لا يمكن لنا الاستغناء عنه، على العكس من الكلام المنطوق الذي قد نستغني عنه إذا أحسنا التعبير عن حاجتنا وغاياتنا عبر لغة جسدنا كحال ذوي الإعاقة أو الذين لا يحسنون النطق بلغة أخرى في بلد آخر، فهم قادرون على أن يعبّروا عن تلك الحاجات عبر استخدام لغة جسد واضحة مفهومة تكاد تكون مشتركة بين جميع المجتمعات.
قد لا نستطيع أن نتحدّث لغة مجتمع ما كونها لغة غريبة عنّا، ولكن هذه ليست النهاية، فبإمكاننا أن نتواصل عبر لغة الجسد مع أحد قاطني هذه المجتمعات وأن نكتسب اللغة المنطوقة، ولكن من خلال لغة الجسد التي تواصلنا بها من الأساس مع ذلك الشخص الغريب، فلغة الجسد نمط اتصال ذو قيمة بالغة وخصوصاً في المجتمعات متعدّدة القوميات والأعراف والأديان، وهي تشترك وتتوافق مع الكلام المنطوق وتثبت صدقه بأفضل الوسائل الممكنة.