يمكن أن يختلف مفهوم الرعاية الذاتية من شخص لآخر، ولكن على المستوى الأساسي، فإن ممارسة الرعاية الذاتية تعني اعتناء الشخص بنفسه جسديًا ونفسياً وعاطفيًا، بالنسبة للبعض الأشياء البسيطة التي تحافظ على صحة الشخص الجسدية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية، أيضًا يعتبر العثور على وسيلة شخصية للرعاية الذاتية أمرًا مهمًا لمساعدة الشخص في الحفاظ على الصحة النفسية الإيجابية بشكل عام.
لماذا تعتبر الرعاية الذاتية ضرورية للصحة النفسية
1- الرعاية الذاتية مصطلح عام يصف كل ما يفعله الشخص عمدًا من أجل صحته النفسية والجسدية والعاطفية، بقدر ما يبدو الأمر بسيطًا، لا يولي الكثير من الأشخاص اهتمامًا كبيرًا للرعاية الذاتية، لكن يجب على الشخص ذلك لأنها يمكن أن تؤثر على صحته النفسية، ويتمتع كل فرد بصحة نفسية، لذا فإن الرعاية الذاتية ليست فقط لمن يعانون من مرض نفسي، من المهم أن تخصيص بعض الوقت للقيام بأشياء من أجل رفاهية الشخص من أجل الانتعاش وإعادة الشحن حتى يشعر ويكون في أفضل حالاته.
2- يمكن أن تساعد تقنيات الرعاية الذاتية والتغييرات العامة في نمط الحياة في إدارة أعراض العديد من مشاكل الصحة النفسية، قد تساعد أيضًا في منع حدوث بعض المشكلات أو تفاقمها، وتعتبر الرعاية الذاتية أمرًا حيويًا لبناء المرونة تجاه الضغوطات التي لا يمكن للشخص التخلص منها في الحياة، ويدور العديد من هذه التقنيات حول المفاهيم الأساسية التي يمكن إهمالها بسهولة.
3- تعتمد الرعاية الذاتية على زيادة الوعي بالذات، ويمكن أن تساعد الشخص ممارسة الوعي الذاتي على التعرف على أنماط مشاعر بما في ذلك المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض، ويمكن أن يساعد أيضًا في تحديد الأنشطة أو المهام الضرورية لرفاهيته، أو تهدئة الأعراض السلبية لمرض عقلي أو إجهاد، أو ببساطة جلب المتعة أو الاسترخاء.
4- تتيح الرعاية الذاتية للشخص الحفاظ على علاقة صحية مع نفسه حتى يتمكن من التواصل بشكل أفضل مع الآخرين، قد يعتقد بعض الناس في الرعاية الذاتية على أنها أنانية، لكنها بعيدة كل البعد عن ذلك، وطريقة رائعة يمكن تفسير ذلك هي أن الرعاية الذاتية تعني أنا أيضًا، بدلاً من أنا أولاً.
ولقد ثبت سريريًا أن الانخراط في روتين الرعاية الذاتية يساعد في تقليل أو القضاء على القلق والاكتئاب، وتقليل التوتر، وتحسين التركيز، وتقليل الإحباط والغضب، وزيادة السعادة، وتحسين الطاقة، وغير ذلك الكثير، من وجهة نظر الصحة البدنية، ثبت أن الرعاية الذاتية تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان، و بحاجة إلى الاعتناء بالذات إذا كان الشخص سيكون قادر على توفير الرعاية لأي شخص آخر.
5- الرعاية الذاتية الجسدية، يحتاج الشخص إلى رعاية جسمه إذا كان يريد أن يعمل بكفاءة، وعلى الشخص أن يضع في الاعتبار أن هناك علاقة قوية بين جسمه وعقله، وعندما يهتم بصحته الجسدية، فإن يهتم الشخص بصحته النفسية أيضًا، سيفكر ويشعر بتحسن أيضًا، ويشمل الرعاية الذاتية الجسدية كيف يغذي جسمه، وكمية النوم التي يحصل عليها، ومقدار النشاط البدني الذي يمارسه، ومدى اهتمامه باحتياجاته الجسدية، ويعد حضور المواعيد وتناول الأدوية كما هو موصوف.
6- طريقة تفكير الشخص والأشياء التي تملأ عقله بها تؤثر بشكل كبير على صحته النفسية، وتتضمن الرعاية الذاتية النفسية كذلك القيام بأشياء تساهم في المحافظة على الصحة النفسية، وتساعد ممارسة التعاطف مع الذات والقبول، مثلاً في الحفاظ على حوار داخلي أكثر صحة.
كيفية العناية الذاتية
1- على الشخص تحديد الأشياء التي تهمه، أن يسأل نفسه الأسئلة الصعبة لتحديد الأشياء التي تعني له أكثر، يجب أن يحدد الشخص إجاباته وأسلوبه في الحياة، ستساعد الشخص مراقبة أولوياته على اتخاذ قرارات بشأن كيفية قضاء وقته.
2- تغيّر الشخص طريقة تفكيره، في كثير من الأحيان، على الشخص التركيز على السلبيات مع إظهار القليل من التقدير للجمال المحيط به، ويعتز بالذكريات الجيدة، وعلى الشخص أخذ وقته ليكون ساكنًا ومزيد من التأمل، وأن يضع تبني عقلية الامتنان على الطريق لتحقيق أعلى مستوى من الرعاية الذاتية.
3- قيام الشخص بإجراء مسح عقلي سريع لجسمه، أثناء التنفس بعمق، وفحص الجسم بالكامل، وأطلاق التوتر كما يجده الشخص، وتحقيق من وضعه وضبطه حسب الضرورة، وعدم استغراق الأمر سوى بضع ثوانٍ للقيام به ولكن يمكن أن يوفر تغييرًا فوريًا.
4- النوم والراحة عنصران مهمان في أي روتين للعناية الذاتية، وممارسة عادات نوم صحية والاستمتاع إلى احتياجات الجسم، ويعاني الكثير من الناس من الحرمان من النوم، ويؤثر ذلك على الصحة الجسدية والنفسية، القيلولة النهارية هي أيضًا طريقة ممتازة لتحديث مستويات التركيز وتحسينها، ويحتاج جسم الشخص إلى وقت للراحة والتجديد.
5- التمرن بشكل ما، الجسد والعقل لهما علاقة فريدة، أظهرت الأبحاث أن التمارين المنتظمة تزيد من مستويات السيروتونين في الجسم بشكل كبير، مما يحسن المزاج والطاقة، في حين أنه من المستحسن أن يحصل الشخص على 30 دقيقة من التمارين المعتدلة يوميًا، فقد لا يكون ذلك ممكنًا، والتركيز على ممارسة أي قدر من التمارين، لأن المشي لمسافة قصيرة إلى صندوق البريد أفضل من عدم القيام بأي شيء.
6- ممارسة عادات الأكل الصحية، يمكن أن يساعد الشخص تناول الطعام بانتظام على الشعور بالتحسن، في حين أن الأكل الصحي هو شكل رائع من أشكال الرعاية الذاتية، لذلك على الشخص ببساطة التأكد من تناول شيء ما كل يوم.
7- تشمل الاقتراحات الأخرى تخصيص وقت للتحدث مع مستشار أو معالج أو صديق موثوق به بانتظام، وممارسة هواية قديمة أو البدء في هواية جديدة، حتى اللعب مع حيوان أليف يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للصحة النفسية.
8- لا يعد اعتماد نصائح الرعاية الذاتية في روتين الشخص اليومي أو الأسبوعي أمرًا حيويًا للصحة النفسية فحسب، بل تشير الأبحاث إلى أنه كلما تم ممارسة أنشطة الرعاية الذاتية، تزيد ثقة الشخص وإبداعه وإنتاجيته، ويشعر الشخص أيضًا بمزيد من الفرح واتخاذ قرارات أفضل ونبني علاقات أقوى ويتواصل بشكل أكثر فعالية، وسيعتمد الشخص خيارات الرعاية الذاتية على ما يناسبه، وما يستمتع به، ومستويات طاقته، وشخصيته، وعوامل أخرى، لا يشعر أبدًا بالذنب لرعاية نفسه ويستحقها.
في النهاية يمكن القول بأنه الرعاية الذاتية تعني بالمعنى الحرفي للكلمة، الاهتمام بالذات بالكامل، وتتضمن أي شيء يقوم الشخص بها لرعاية صحته الجسدية والنفسية والروحية والعاطفية، من المهم أن يكون لدى الشخص بعض مهارات التأقلم الصحية للتعامل مع بعض المشاعر التي سيختبرها من يوم لآخر، وقد تشمل الرعاية الذاتية العاطفية الأنشطة التي تساعد على الاعتراف بمشاعره أو التعبير عنها، كأن يكون لدى الشخص شريك أو صديق موثوق به للتحدث معه.
