أن نبدأ بالحلم والأمل فهذا أمر رائع، ولكن إذا حلمنا فلا بدّ من التنفيذ بلا تردد، فالمعرفة والأمل أمران جميلان ولكنهما لا يكفيان وحدهما، والكثير منّا للأسف يعيشون حياة بعيدة كل البعد عن قدراتهم الشخصية، ويعملون أعمال لا يحبونها، لا تتماشى مع شخصياتهم الحقيقية، ويستمرون في أعمال تُسبّب لهم الفشل، وبدلاً من حلّ مشاكلهم يندبون حظَّهم ويشكون الزمن بعدم منحهم الفرصة المناسبة.
أسباب عدم وضع القدرات موضع الفعل
الخوف: فالخوف هو العدو الأول والرئيسي الذي يمنعنا من التصرف وتحقيق أحلامنا، وينقسم الخوف إلى عدة أنواع منها:
- الخوفمنالفشل: فالعديد من الناس يَمرّ بتجربة فاشلة، ونتيجة ذلك يتفادى تكرار التجربة خوفاً من عدم النجاح مرّة أخرى، والعديد منّا قد وقع في فخّ الخوف مبكّراً وقد تبرمج منذ وقت طويل على ألّا يقوم بأي مغامرة أخرى، ويعتقد بأن والده الذي أمضى حياته في نفس المهنة دون العمل في غيرها مثالاً يحتذى به، متناسياً شرف المحاولة والتنفيذ.
- الخوف من عدم التقبّل: وفي هذا النوع يتفادى الأشخاص إحداث أي تغيير في حياتهم، ومن المحتمل أن تكون نتيجة ذلك التغيير الرفض وعدم التقبّل.
- الخوف من المجهول: هذا الخوف يمكنه أن يمنعنا من التصرّف؛ خوفاً من المجهول وخوفاً من أن يتأثر عملنا، وخوفاً على مكانتنا الاجتماعية والعائلية.
- الخوف من النجاح: وهذا النوع من الخوف موجود لدى البعض، وفي قرارة أنفسهم يعتقدون أن النجاح معناه الآلام والوحدة والخداع، فهناك من يعتقد أنَّ النجاح من الممكن أن يكون سبباً في أن يقلّل الشخص من قيمة نفسه، فبعض الناس لا يستطيعون أن يتخيلوا أنفسهم ناجحين وأثرياء أو قادة أو مدراء، وعندما يكسبون أموالاً أكثر من العادة فهم يبدأون بهدم نجاحاتهم ويكونون عُرضةً لإنفاق هذه النقود بإسراف وتبذير، وعليه فالخوف من النجاح يمكن أن يمنع بعض الناس من تنفيذ أفكارهم.
المماطلة: فبعض الناس يقوم بتأجيل واجباته التي من المفترض أن يقوم بها، ويقوم على تأجيلها إلى اليوم التالي والأسبوع التالي وهكذا، فلو كان لدينا هدف نريد تحقيقه، فلنفعل ذلك مباشرة ودون أي تأخير، وإذا شعرنا أنّ هناك سبباً يمنعنا من تحقيقه فلنبحث عن السبب الحقيقي وراء عدم تنفيذنا ﻷعمالنا.
عدم وضوح الأهداف: عدم وجود رؤية واضحة أو تحديد أهداف محددة يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالضياع وعدم القدرة على اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الطموحات.
الافتقار إلى الانضباط الذاتي: الانضباط الذاتي ضروري لتحقيق الأهداف، ولكن الكثير من الناس يفتقرون إلى القدرة على الالتزام بخطة عمل ثابتة.
تأجيل الأمور: الميل إلى تأجيل المهام الضرورية أو اتخاذ خطوات نحو تحقيق الأهداف يمكن أن يكون عائقًا كبيرًا أمام النجاح.
التأثيرات السلبية من المحيط: يمكن أن يؤثر المحيط السلبي، مثل الأشخاص المثبطين أو البيئات غير الداعمة، سلبًا على الدافع والإرادة لتحقيق الأهداف.
عدم استغلال الفرص: قد يفتقد البعض القدرة على التعرف على الفرص أو الاستفادة منها بسبب عدم الثقة أو التردد.
الافتقار إلى الموارد: نقص الموارد المالية أو التعليمية أو الاجتماعية يمكن أن يكون عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الأهداف.
استراتيجيات لتحقيق الطموحات
1- تحديد أهداف واضحة: وضع أهداف واضحة ومحددة يساعد في التركيز وتوجيه الجهود نحو تحقيقها.
2- التغلب على الخوف: التعرف على أسباب الخوف من الفشل والعمل على التغلب عليه من خلال التفكير الإيجابي والمخاطرة المدروسة.
3- تنمية الانضباط الذاتي: تطوير الانضباط الذاتي من خلال تحديد روتين يومي والتزام بخطة عمل يساعد في تحقيق الأهداف.
4- التخطيط الجيد: وضع خطة عمل مفصلة تتضمن خطوات صغيرة وقابلة للتحقيق يمكن أن يساعد في متابعة التقدم وتحقيق الأهداف.
5- التواصل مع المحيط الداعم: البحث عن الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو المهنيين الذين يمكنهم تقديم المشورة والتشجيع.
6- استغلال الفرص: التعرف على الفرص واستغلالها بكفاءة من خلال التعلم المستمر والانفتاح على التجارب الجديدة.
7- البحث عن الموارد: البحث عن الموارد المتاحة مثل الدورات التعليمية أو الدعم المالي أو الشبكات الاجتماعية لدعم تحقيق الأهداف.
عدم تحقيق الطموحات ليس نهاية المطاف، بل يمكن اعتباره فرصة للتعلم والنمو. من خلال التعرف على العوائق التي تحول دون تحقيق الأهداف والعمل على تجاوزها باستخدام استراتيجيات فعالة، يمكن للناس تحويل أحلامهم إلى واقع ملموس. المفتاح هو الإصرار والاستمرار في المحاولة حتى في وجه التحديات.