يخشى الأشخاص التغيير؛ لأنهم لا يستطيعون توقع النتيجة، ومع ذلك يمكن أن يكون البقاء في مكان معين أكثر خطورة من التغيير، سواء كان ذلك في حياة الشخص المهنية أو في علاقة ما، فإنه يخاطر بالتخلف عن الركب إذا لم يستمر في النمو.
لماذا يخاف الناس من التغيير
عدم اليقين يغذي المخاوف عند الشخص
يحب عقل الشخص أن يكون مسيطرًا، والجوع إلى اليقين هو إحدى وظائف الدماغ الخمس، ويولد عدم اليقين استجابة تنبيه قوية في نظام الشخص؛ لهذا السبب الشخص قلق، لهذا السبب يتوقع، ويفضل إنشاء قصة خيالية بدلاً من عدم معرفة ما سيحدث.
قبول عدم الثبات في الحياة
لدى الشخص صعوبة في المضي قدمًا، عندما تنتهي وظيفة أو علاقة يتوقف الشخص، ويستمر في إعادة صياغة القصص القديمة بدلاً من فتح عقله لما هو التالي.
الخوف من الفشل يغذي النفور من التغيير
لكن السعي لتحقيق الكمال يمكن أن يكون له تأثير معاكس، عندما يتعرض الشخص للضغط، يرتكب المزيد من الأخطاء، أن يصبح الشخص مؤلف حياته يبدأ بإعادة صياغة علاقته مع عدم اليقين وعدم الدوام والكمال.
مواجهة الخوف من التغيير
يعتمد خوف الأشخاص من التغيير على القصص، الواقعية والمتخيلة التي يرويها الشخص لنفسه، يروي الشخص حياته كما لو كانت خارجة عن سيطرته، وشعر أنه يلعب دورًا كتبه له شخص آخر.
الحياة هي التغيير
الاعتقاد الذي يتبناه معظم الأشخاص هو أن التغيير ليس شيئًا جيدًا، إنه غير مريح وقد يكون مؤلمًا، من دون شك، يسعى معظم الأشخاص بشكل طبيعي إلى تجنبه، غالبًا ما يرتبط التغيير الكبير الأول الذي يواجهه الشخص عندما يأتي إلى هذا العالم دون وعي بالانفصال.
ولهذا السبب يفضل معظم الناس بدلاً من أن يمروا بألم ومعاناة الانفصال، أن يظلوا محبوسين في موقف يعرفونه حتى لو كانت هذه الحالة غير فعالة، وظيفة أو علاقة أو عادة، الحياة تتغير والتغيير هو الحياة، على الشخص أن لا يعيش التغيير كعقاب، ولكن كفرصة للنمو والتحسن وتعلم أشياء جديدة، مهما كانت الدروس التي تعلمها الشخص من الحياة في هذه اللحظة، على الشخص أن يسأل نفسه ما هو الشيء المثالي هنا في هذا، وماذا يحدث لي.
قبول الموقف وعدم الاستسلام
إن قبول الموقف الذي يجد الشخص نفسه فيه حاليًا هو الخطوة الأولى لاحتضان التغيير، لا يعني القبول أن يستسلم الشخص للطريقة التي تسير بها الأمور، أي أن الشخص لست مضطر لقبول الأشياء بشكل سلبي والتصرف كضحية للظروف، والقبول يتطلب الشجاعة والتصميم والصدق، إنه يعني قبول حقيقة أن الحياة تعمل لصالح الشخص، حتى لو لم يدرك ذلك في الوقت الحالي، وهذا يعني أن يكون الشخص على دراية بتلك الأجزاء من الشخص التي يشعر بعدم الارتياح تجاهها، تلك التي لا يريد مواجهتها ولكنه يرغب في تغييرها.
النظر إلى الفشل على أنه شيء إيجابي ودافع
يرتبط بالتغيير الخوف من الفشل، والطريقة الوحيدة لتجنب ذلك هي عدم القيام بأي شيء، وعدم اتخاذ أي إجراء وعيش الشخص كمتفرج وليس كبطل، وارتكاب الأخطاء جزء من منحنى التعلم، وعندما يرتكب الشخص أخطاء يتعلم منها، يقوم الشخص بنصح نفسه ويحسنها، عندما
إن الحكم والخوف يعيق الشخص ويزيف تفسيره للأحداث ويمنعه من المضي قدمًا، وعندما يحرر الشخص نفسه من التحول العاطفي، يصبح التحول ممكن، والأشخاص الذين ينجحون في تحقيق أحلامهم رغم كل احتمالات النجاح هم أولئك الذين يقلقون كثيرًا بشأن الفشل، إن الناس مقتنعون أنه مهما كانت الأمور سوف يتعلم شيئًا جديدًا على طول الطريق، بهذه الطريقة يستمتع الشخص بالرحلة بقدر ما يستمتع بالوصول إلى الوجهة نفسها.
الاحتفال بكل نجاح صغير
غالبًا ما يلاحظ الشخص سريعًا الأشياء التي لا تعمل أو الأشياء التي لا يمكن القيام بها، وهذا يمكن أن يحد من تقدم الشخص من خلال الاحتفال حتى بالانتصارات الصغيرة كل يوم يمكن الحفاظ على مستويات التحفيز عالية لدى الشخص.
وعلى الشخص أن يجرب هذا التمرين، كتابة في مذكراته شيئًا واحدًا على الأقل كل يوم يعتبره نجاحًا صغيرًا أو عظيمًا، من أي نوع وليس فقط الأشياء المتعلقة بحياة الشخص المهنية، ربما يكون الشخص قد طهى شيئًا لذيذًا، أو ساعد شخصًا غريبًا، بعد أن كتب الشخص نجاحه، عليه أن يمنح نفسه جولة من التصفيق والبحث عن طريقة للاحتفال به.
على الشخص أن يكون مسؤول
لا يمكن للشخص تغيير ما يحدث في الحياة أو كيف قد يتصرف الآخرون تجاهه، لكن يمكن للشخص تغيير سلوكه استجابة لذلك، وهذا هو ما يصنع الفارق ويدفع الشخص على طول طريق التطور الشخص، لدى الجميع منطقة طاقة، وتلك المناطق التي يتحمل فيها مسؤولية التصرف، أن يكون الشخص مسؤولاً يعني استعادة قدرته على الاستجابة للأحداث، إنه يعني استخدام الشخص قدرته على التغيير وتقديم الاستجابات الأكثر فاعلية لمشاكل الحياة التي قد تظهر من اليوم.
التحلي بالصبر
في بعض الأحيان، يتعين على الشخص إعادة الدرس مرارًا وتكرارًا لاجتياز الاختبار الذي تحدده الحياة للشخص، ولكي يفعل الشخص ذلك يحتاج إلى التحلي بالصبر، نفاد الصبر هو رد فعل، الصبر رد، النمو والتغيير يتعلق بالتطور وليس الثورة، ومع ذلك عندما يحكم نفاد الصبر فإن الشخص يميل إلى اختيار الثورة، ومع ذلك فإن الثورة تخلق اضطرابًا وإثارة وبالتالي تميل إلى التدمير بدلاً من الاندماج، الصبر عضلة يجب أن تمارس كل يوم.
خروج الشخص من منطقة الراحة الخاصة به
منطقة الراحة هي تلك المساحة العقلية التي نلجأ إليها، حيث لدينا وهم الشعور بالحماية والأمان. فلماذا نشعر بالتعاسة؟ إن الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا والدخول إلى منطقة الحرية والتخلي عن الخوف لا يتطلب تغييرات جذرية، يمكن للشخص أن يبدأ بإيماءات رمزية صغيرة، تلك التي لديها القدرة على فصل آلية التوجيه الآلي الداخلية الخاصة بالشخص.
وعلى الشخص تغيير المسار الذي يسلكه للوصول إلى العمل، أو تغيّر المكان الذي يجلس فيه عادة على مائدة العشاء، أو تعلم لغة جديدة، أو أن يصبح نباتيًا لمدة شهر أو اكتساب هوايات جديدة، هذه مجرد أفكار قليلة لأشياء يمكن للشخص القيام بها لكسر عادة المعتادة وردوده الآلية، شيئًا فشيئًا يقوم بتنفيذها، ويوسع الأبعاد الخارجية لمنطقة الراحة الخاصة بالشخص، واكتشاف عواطف جديدة وقدرات جديدة وطرق جديدة للعيش.
في النهاية يمكن القول بأن أوقات أخرى يشعر الشخص بالحاجة إلى التغيير في مجال أو أكثر من مجالات حياته ولكنه لا يعرف من أين يبدأ لتحقيق ذلك، إذا كان الشخص يريد حقًا أن يعيش حياة تعكس أفضل إمكانياته، فعليه أن يكون منفتح على التغيير ويرحب به كجزء طبيعي من تطوره.