يبدأ مرض الزهايمر بالنسيان ويصل إلى فقدان القدرات الذُّهنية نتيجة التلف الذي يحدث في الخلايا العصبية، هو أكثر أنواع الخرف انتشاراً، يصاب مريض الزهايمر بحالات من البكاء التهيج، حيث نسمع شخص مريض الزهايمر أو الخرف يصرخ بشكل مستمر ويطلب المساعدة من المحيطين به، كما أنّه يبكي كثيراً بدون سبب واضح؛ ممّا يجعل مساعدته أمر صعب على مقدمي الرعاية.
لماذا يصرخ مريض الزهايمر؟
في بعض الأحيان تكون حالات البكاء والصراخ أكثر انتشاراً في أنواع أخرى من الخرف، مثل الخرف الوعائي والخرف الجبهي الصدغي وخرف أجسام ليوي؛ كما أنّ هذه السلوكات قد تزداد في وقت لاحق من اليوم بسبب غروب الشمس، هي حالة شائعة لدى مريض الزهايمر؛ حيث تتصاعد السلوكات والعواطف عند حلول المساء.
غالباً ما يصرخ مريض الزهايمر لفترة معينة بصوت عالي، إلا أنه لا يستطيع الإفصاح عن السبب، حيث يشعر بالقلق أو الهلوسة، يمكن أن تظهر حالات الصراخ والبكاء عند مريض الزهايمر عند الشعور بالضياع والخسارة، في وقت آخر قد يحدث البكاء من أقل سبب ولكن بشكل أكثر من السلوك المعتاد.
- الأسباب الجسدية: مثل أن يشعر بالأرق أو يعاني من أو الأرق والحاجة إلى استخدام الحمام.
- الأسباب الخارجية: مثل أن تنشغل العائلة عنه أو كثرة الصوت العالي، كما أنّ تغيير الروتين المعتاد يعد سبب لبكائه وهياجه.
- الأسباب النفسية: مثل أن يشعر بالوحدة أو القلق أو الملل أو الاكتئاب.
كيف نساعد الشخص المصاب بمرض الزهايمر؟
في بعض الأحيان لا يكون هناك سبب يدعو لبكاء مريض الزهايمر، حيث نشعر أنّه يفعل هذا السلوك بدون سبب، لكن قبل أن نحكم عليه وتصنيف ما يفعله أنّه سلوك ليس له معنى، يجب التفكير في بعض الأمور التي يمكن التأكد فيها من ذلك، لذلك يجب القيام ببعض التدخلات الآتية من أجل المساعدة:
- ملاحظة الوقت الذي يكون فيه الشخص المريض هادئ أو لا ينادي أو يبكي، مع مراقبة البيئة المحيطة به وتحديد بشكل دقيق، إذا كان هذا مثلاً بعد تناول وجبة العشاء أو تلقي الرعاية فقط، فعندما يمارس نشاطه المفضل؛ يجب أن نعيد إنشاء الموقف الذي كان فيه المريض راضي وهادئ.
- محاولة تقييم الاكتئاب والقلق عند المريض عن طريق قيام الطبيب بفحصه؛ حيث من الممكن أن يكون الصراخ والبكاء من أعراض القلق.
- محاولة إشراك المريض في أنشطة لها معنى؛ ذلك حتى يشعر أنّه موجود.
- التأكد من عدم شعوره بالألم أو عدم الراحة، فقد يكون هذا سبب صراخه.
- الطلب من الطبيب أن يراجع قائمة الأدوية الخاصة به؛ ففي بعض الأحيان يسبب دواء معين أو خليط من الأدوية إحساس بالارتباك والضيق.
- يجب ألّا نستسلم بسرعة، فأغلب الوقت يكون للسلوكات الصعبة التي توجد عند مريض الزهايمر معنى، حيث أنّ وظيفتنا كأفراد في الأسرة أو مقدمين للرعاية، هي أن نواصل العمل لتحسين نوعية الحياة للمرضى.
- غالباً ما يتحسن الصراخ عند مريض الزهايمر عن طريق اتباع العديد من الأساليب الدوائية أو أو غير الدوائية أو الاثنين معاً.
- استخدام بعض الأنشطة لتقليل هياج مريض الزهايمر، فإذا تأكدنا من أن احتياجات المريض الأساسية تمت تلبيتها، مع استمراره في البكاء أو الصراخ، يجب تجربة هذه الأنشطة التي من الممكن أن تكون مريحة له.
أنشطة تقلل هياج مريض الزهايمر:
في العديد من الحالات تعد السلوكات التي تحدث عند مرضى الخرف لغز صعب يجب حله، لكن لا يوجد مفتاح خاص بالإجابة بشكل كلّي عن هذا اللغز، إلا أننا نعرف أنه في أغلب الأحيان يكون هناك أشياء يمكننا القيام بها للمساعدة.
- الموسيقى المفضلة: يجب أن نتعرّف على موسيقى المريض المفضل، وتشغيلها له، فهذا يساعد على تحسين مزاجه ويصرف السلوكات الصعبة عنه.
- العلاج بالحيوانات الأليفة: حيث يساهم وجود حيوان أليف في المنزل في تعزيز استجابات المريض.
- التفاعل مع الأطفال: غالباً ما يكون لدى الأطفال الصغار وسيلة لجذب انتباه الآخرين، خصوصاً الأشخاص الذين يعانون من الخرف.
- الهواء النقي: من الممكن أن يساهم تغيير الجو والخروج لرحلة في تحسين حالة مرضى الخرف أو الزهايمر.
- لمسة لطيفة ومطمئنة: محاولة مسك يد المريض وفرك كتفه بلطف أو تمشيط شعره، فهذه الأمور تعمل على نقل الحب وتقلل من هياج مرضى الزهايمر، فمثلما يحتاج المرضى للمساعدة في ارتداء ملابسه، يحتاجون كذلك لبعض المشاعر الرقيقة التي تحسّن معها حالتهم.