مؤسس علم النفس الإيجابي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علم النفس الإيجابي أحد أحدث فروع علم النفس التي ظهرت، يركز هذا المجال من علم النفس على الطرق التي تساعد الإنسان على عيش حياة صحية وجيدة، بينما تميل بعض فروع علم النفس الأخرى إلى التركيز على الخلل الوظيفي والسلوك غير الطبيعي، يركز علم النفس الإيجابي على مساعدة الناس على أن يصبحوا أكثر سعادة.

مؤسس علم النفس الإيجابي:

مارتن سيليجمان:

ولد مارتن سيليجمان عام 1942 في نيويورك، بعد أن تخرّج من الثانوية قام بالالتحاق بجامعة برينستون وأخذ درجة البكالوريس عام 1964، عام 1967 أخذ مارتن درجة الدكتوراة في علم النفس من جامعة بنسلفانيا، أما مساره المهني والوظيفي فعمل كأستاذ مساعد في جامعة كورنيل ثمّ عاد لتدريس علم النفس في جامعة بنسلفانيا؛ خلال هذا الوقت بدأ في البحث عن العجز المكتسب.
قام سيليجمان بالاكتشاف أنه عند شعور البشر بعدم وجود سيطرة على وضعهم، فإنهم يميلون إلى الاستسلام ولا يقاتلون من أجل السيطرة، كان لأبحاثه حول العجز والتشاؤم آثار مهمة في الوقاية من الاكتئاب وعلاجه، أدى عمل سيليجمان في البحث عن المواقف المتشائمة المكتسبة في النهاية إلى تطوير اهتمام بالتفاؤل؛ وهو اهتمام سيؤدي في النهاية إلى ظهور فرع جديد من علم النفس، في عام 1995 ساعدت محادثة مهمة مع “ابنته نيكي” في تغيير اتجاه بحثه.
في عام 1996 تم انتخاب سيليجمان رئيس لجمعية علم النفس الأمريكية (APA) بأكبر تصويت في تاريخ المنظمة، حيث يُطلب من كل رئيس من رؤساء APA أن يختاروا موضوع مركزي لفترة ولايته، وقد اختار سليجمان علم النفس الإيجابي، حيث أراد أن تكون الصحة النفسية أكثر من مجرد عدم وجود المرض، بدلاً من ذلك سعى سيليجمان للدخول في عصر جديد من علم النفس يركز على ما يجعل الناس يشعرون بالسعادة والرضا، أما اليوم فسيليجمان هو مدير مركز علم النفس الإيجابي في جامعة بنسلفانيا.
انتقد البعض علم النفس الإيجابي على أنه يعزز التوافق الاجتماعي والتكيف، كما اتهم آخرون الانضباط بإعادة صياغة المُثل الإنسانية بينما فشلوا في منح الفضل وفشلوا عموماً في التفكير في القيم التي ينطوي عليها العمل، هناك جدل حول الأهمية الإحصائية لنتائج علم النفس الإيجابي، حيث يتساءل البعض عما إذا كان التفكير الإيجابي يمكن أن يكون قوة شفاء لأولئك الذين يعانون من معاناة شديدة.

مساهمات سليجمان في علم النفس الإيجابي:

تأثر المفكرين الإنسانيين في وقت سابق مثل كارل روجرز و ابراهام ماسلو بعلم النفس الإيجابي خلال العقدين الماضيين، في الغالب ما يشار إلى سيليجمان على أنه والد علم النفس الإيجابي الحديث، في عام 2002 عن علماء النفس الأكثر نفوذاً في القرن العشرين، تم تصنيف سيليجمان في المرتبة 31 من بين أكثر علماء النفس شهرة بالإضافة إلى كونه عالم النفس الثالث عشر الذي يُستشهد به في كتب علم النفس التمهيدية.
ظهر علم النفس الإيجابي في التسعينيات كرد فعل لما اعتبره مارتن سيليجمان بأنه يتم التركيز بشكل مفرط على المرض في علم النفس، أكد علماء النفس الإنسانيون مثل جوردون أولبورت وأبراهام ماسلو وكارل روجرز على فهم شامل وإيجابي للبشر، مع إيمان أساسي بخيرنا ومع ذلك يدّعي علماء النفس الإيجابي أن علماء النفس الإنساني فشلوا في تغيير المجال بشكل أساسي، كما يسعون إلى علاج سرد المرض من خلال استخدام الأساليب العلمية التقليدية (على عكس التركيز الأقوى على البحث الشخصي أو التجربة الشخصية التي يدعمها الإنسانيون).
تأمّل مارتن سيليجمان ظهور علم النفس الإيجابي كتخصص، بما في ذلك التحديات المرتبطة بتحويل علم النفس بعيداً عن نموذج المرض، يشرح سليغمان الفلسفة الكامنة وراء علم النفس الإيجابي ويستكشف بعض نتائجه التجريبية ويدافع عن تطوير التعليم الإيجابي ويستجيب لبعض منتقديه. في مناقشات سليجمان المبكرة مع “ميهالي كسيسنتميهالي” Csikszentmihalyi ذُكر أنهم اتفقوا على ما يجب التركيز عليه في علم النفس الإيجابي، وكانت المادة ترتكز على الاهتمامات المعاكسة لعلم النفس الإكلينيكي
وينقل سيليجمان نقاش مع الصحفي بيل مويرز؛ حيث أقنع مويرز أنه لا يكفي ببساطة الكشف عما هو مخفي أو وضعه في مصطلحات نفسية وإزالة ما هو سلبي، بدلاً من ذلك يعتقد سيليجمان أنه يجب تنمية الإيجابية كمجال منفصل عن المرض والأعراض السلبية.
لقد أبلغت هذه العقلية موقع السعادة الحقيقية، الذي يهدف إلى نشر نتائج وتمارين علم النفس الإيجابي، في البداية بدون تكلفة ثم برسوم منخفضة، بالرغم من الأبحاث الواعدة التي ترتبط بهذه التمارين والتي يمكن مقارنتها وقد تتفوق على تأثيرات الأدوية والعلاج النفسي للاكتئاب الشديد، فقد فشل الموقع في النهاية بسبب نقص التمويل والمنافسة الشديدة، وفقاً لسليجمان فإن فشلها أعاق نجاح علم النفس الإيجابي كمجال.

نموذج PERMA في علم النفس الإيجابي عند سليجمان:

نموذج PERMA هو نموذج معروف ومؤثر على نطاق واسع في علم النفس الإيجابي، اقترح سيليجمان هذا النموذج حتى يساعد في شرح وتعريف الرفاهية بعمق أكبر، هذه الجوانب الخمسة لنموذج PERMA قابلة للقياس وهي حيوية كذلك للشعور العام بالرفاهية، يتخطى هذا النموذج النموذج القديم للسعادة الحقيقية في اعتباره أكثر من مجرد السعادة أو المشاعر الإيجابية.
بكل تأكيد المشاعر الإيجابية مهمة فهي جزء من نموذج PERMA نفسه، لكن التركيز فقط على المشاعر الإيجابية لن يساعد على تطوير إحساس شامل بالرفاهية، بما في ذلك المشاركة والمعنى والنجاح والإيجابية العلاقات مع الآخرين، من المحتمل ألا تدفعنا السعادة وحدها نحو الازدهار ولكن الرفاهية كذلك ستدفعنا. (PERMA) هي اختصار للجوانب الخمسة للرفاهية وفقاً لسليجمان:

  • المشاعر الإيجابية: على الرغم من أن السعي وراء المشاعر الإيجابية وحدها ليس وسيلة فعالة لتعزيز الصحة عند البشر، إلا أن تجربة المشاعر الإيجابية لا تزال أحد العوامل المهمة، فجزء من الرفاهية هو الاستمتاع باللحظة؛ أي تجربة المشاعر الإيجابية.
  • الانخراط: إن الشعور بالمشاركة والذي قد نفقد فيه مسار الوقت ونستغرق تمامًاً في شيء نستمتع به ونتفوق فيه، هو جزء مهم من الرفاهية، من الصعب أن يكون لدى الإنسان شعور متطور بالرفاهية إذا لم يكن منخرط بشكل حقيقي في أي شيء يفعله.
  • العلاقات الإيجابية: إنّ الإنسان مخلوق اجتماعي ونحن نعتمد على العلاقات مع الآخرين لنزدهر، كما إن وجود علاقات عميقة وذات مغزى مع الآخرين أمر حيوي وجيد لرفاهيتنا.
  • المعنى: حتى الشخص الذي يسعد بالهذيان معظم الوقت قد لا يكون لديه إحساس متطور بالرفاهية إذا لم يجد معنى في حياته، عندما نكرس أنفسنا لسبب أو ندرك شيئ أكبر من أنفسنا، فإننا نشعر بإحساس بمعنى أنه لا يوجد بديل عنه.
  • الإنجاز: نحن جميعًا نزدهر عندما ننجح ونحقق أهدافنا ونحسن أنفسنا، بدون دافع للإنجاز فإننا نفتقد إحدى قطع اللغز للرفاهية الأصيلة وهذا ما أكّده سليجمان.

أهداف علم النفس الإيجابي:

قد يكون تطبيق علم النفس الإيجابي على التدريب عمل صعب، لكن يتم تنفيذه بأفضل النوايا والاهتمام بالآخرين، بشكل عام إنّ أهداف علم النفس الإيجابي تتضمن التأثير بشكل إيجابي على حياة العميل؛ هذا الهدف هو فوق كل الأهداف الأخرى فالجميع يساهمون بشكل غير مباشر في هذا الهدف؛ أما الهدف الرئيسي فهو تحسين حياة العميل.

  • زيادة تجربة العميل للعواطف الإيجابية.
  • مساعدة العملاء على تحديد وتطوير نقاط قوتهم ومواهبهم الفريدة.
  • تعزيز قدرات العميل على تحديد الأهداف والسعي لتحقيق الأهداف.
  • بناء شعور بالأمل في منظور العميل.
  • تنمية شعور العميل بالسعادة والرفاهية.
  • تغذية الشعور بالامتنان لدى العميل.
  • مساعدة العميل على بناء علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين والحفاظ عليها.
  • تشجيع العميل على الحفاظ على نظرة متفائلة.
  • مساعدة العميل على تعلم تذوق كل لحظة إيجابية.

شارك المقالة: