لغة الجسد ليست لغة عشوائية:
لم تنشئ لغة الجسد بشكل عشوائي أو في ظروف غامضة أو على أنقاض لغة أخرى، بل أنّ لغة الجسد علم اكتسب عالميته والمكانة المرموقة التي وصل إليها متجاوزاً الكلام المنطوق؛ نظراً لاستخدامه الكبير في حياتنا اليومية ومدى أهميته في إيصال الرسالة التي نرغب في إرسالها للطرف الآخر، فلغة الجسد لغة مكتملة الأطراف والأركان لم تنشئ في ظل عشوائيات، ولم نجبر بها كونها تخدم فئة دون غيرها، فهي لغة واضحة المعالم تعتمد على مدى القناعة بأهميتها.
ما أبرز أركان لغة الجسد؟
لغة الجسد لها العديد من الأركان لعلّ أهمها هو المرسل والمستقبل أو طرفي الحوار الذين قد يكونوا من نفس الجنس أو من جنسين مختلفين وقد يتعدّد أطراف الحديث، ومن أركان لغة الجسد كافة أعضاء الجسد التي تقوم على تمثيل الحركات والإيماءات والإشارات والتعابير على شكل لغة جسد إيجابية كانت أو سلبية، ومن أركان لغة الجسد الطريقة التي تصل فيها المعلومة إلى كلا الطرفين بشكل مفهوم بنّاء أو غير بنّاء، والمحتوى الدلالي الذي يمرّ بنا في كافة استخداماتنا للغة الجسد.
لغة الجسد يتمّ استخدامها من قبل كافة أعضاء الجسم بدءاً من الوجه والعينين والأنف والرأس، والقدمين والظهر واليدين، وكافة التفاصيل الدقيقة الأخرى مثل الشعر والمظهر الخارجي والملابس، ونبرة الصوت وطريقة المشي أو الوقوف، فكلّ واحدة من هذه الأعضاء وكل جزئية لها دور كبير في فهم تفاصيل لغة الجسد، تبلغ أهمية لغة الجسد ذروتها حسب الموقف الذي نتواجد فيه، بما يتناسب ومقدار فهمنا واستيعابنا لكافة الحركات والإيماءات والإشارات التي نقوم بها.
لماذا نحتاج للغة الجسد؟
لغة الجسد حاجة تبرز من أجل توضيح الأفكار وتسهيل فهم المعلومات، وتحتاج لغة الجسد حتّى تكتسب أهميتها إلى طرفي حديث، ولا يكون لها معنى إن تمّت بشكل منفرد إلّا على سبيل معرفة الذات، ولعلّ أعضاء الجسم المختلفة ترتبط بشكل مباشر مع العقل الذي يلقي بأوامره الواعية منها وغير الواعية على الجهاز العصبي، وبالتالي الظهور على أعضاء الجسم على شكل لغة جسد لها العديد من التفسيرات التي تختلف باختلاف الموقف التي تكون فيه.