اقرأ في هذا المقال
- المعلومات المتعلقة بالمشكلة في العملية الإرشادية النفسية
- ما هي الجوانب التي لا بد للمرشد معرفتها حول المشكلة الإرشادية؟
المعلومات المتعلقة بالمشكلة في العملية الإرشادية النفسية:
إنّ العملية الإرشادية تقوم على عدد من العناصر ولعلّ أبرزها طبيعة المشكلة، والتي لا بدّ للمرشد من أن يكون مطّلعاً عليها وعلى أبرز تفاصيلها بصورة عامة، وأن يعمل على تحديد المشكلة بصورة أساسية ومعرفة أسبابها، ومعرفة أعراض المشكلة وتاريخها، وإن كان قد خضع المسترشد لخطط علاجية سابقة للمشكلة التي تم تحديدها وسيتم علاجها من خلال العملية الإرشادية.
ما هي الجوانب التي لا بد للمرشد معرفتها حول المشكلة الإرشادية؟
1- أسباب المشكلة:
لا تحدث المشكلات عادةً بصورة اعتباطية او على سبيل الصدفة، فلكل مشكلة أسباب خاصة أدّت إلى نشأتها، وهناك خمسة أنواع من الأسباب التي أدّت إلى حدوث المشكلة وهي:
الأسباب الأصلية:
وهي الأسباب الرئيسية التي يمكن الحديث عنها بصورة أساسية، كالمشاكل النفسية أو عدم القدرة على التكيّف بسبب الأمراض العقلية والجسمانية، وأسباب تتعلّق بمرحلة الطفولة.
الأسباب الحيوية:
وهي أسباب تتعلّق بالبنية الصحيّة العامة للشخص المسترشد، والتي تتعلّق بالعامل الوراثي واضطرابات الغدد وغيرها من العوامل التي أدّت إلى ظهور المشكلة.
الأسباب البيئية:
تعدّ الأسباب البيئية من المشكلات الأساسية التي تؤدي إلى حصول المشكلات، وتتعلّق بطبيعة المكان الذي يقطنه المرء والعادات والتقاليد السائدة والتي أثرت بصورة كبيرة في طبيعة الشخص.
الأسباب النفسية:
تتعدّد الأسباب النفسية التي تؤدي إلى حصول المشكلات، ويتعلّق معظمها بالاضطرابات النفسية والمشاكل التي أدّت إلى عامل الإحباط والقهر وعدم القدرة على تقبّل الآخرين، وقد تكون هذه المشكلات النفسية قد نشأت منذ مراحل الطفولة وتطوّرت نتيجة عدم اكتراث الأهل والمجتمع في كبح هذه المشكلات، لتتطور وتصبح معيق حياتي لا بدّ من مواجهته ومعرفته بدقّة والتخلّص منه.
الأسباب المساعدة:
وهي الأسباب التي تظهر قبل المشكلة على شكل محفزات للمشكلة، وهي توفر البيئة الخصبة للمشكلة وتعطيها الشرعية في الظهور والتطوّر.
2- أعراض المشكلة:
لا بدّ للمرشد أن يكون قادراً على قراءة الأعراض التي أدّت إلى حصول المشكلة، وهذه الأعراض تظهر بصورة مميّزة لتشكّل عوامل وظروف تتناسب مع وجود مشكلة ما، وهي عادةً ما ترتبط بشخصية المسترشد وتظهر هذه الأعراض على صورة تشبه الأعراض المرافقة للمريض، وهي تحتاج إلى الحلول اللازمة والمعرفة الدقيقة من قبل المرشد والمسترشد، وتظهر هذه الأعراض على صور تتعلّق بالجانب الانفعالي والنفسي وطريقة التعامل مع الآخرين.
تعتبر الأعراض دليلاً على سبب وقوع المسترشد في المشكلة، وهي السبب الرئيسي لظهور المشكلة والتي هيّئت الظروف الملائمة لظهور المشكلة وتطوّرها بعيداً عن الواقع الاجتماعي المسؤول، وتؤدي هذه الأعراض في العادة إلى تعاظم المشكلة لدى الفرد ما لم يتمّ الكشف عنها وقراءتها بصورة سليمة.
3- تاريخ المشكلة:
من الأمور التي يتمّ التركيز عليها خلال دراسة المشكلة التي يعاني منها المسترشد، معرفة تاريخ المشكلة بالتحديد، وهل لهذا التاريخ تأثير راسخ لدى شخصية المسترشد بصورة مؤثرة سلبية أم إيجابية، ومن خلال قراءة تاريخ المشكلة يتمّ دراسة كافة المراحل العمرية؛ لمعرفة الفترة العمرية التي ترعرعت فيها المشكلة واندمجت مع الذات وأصبحت امراً شبيه بالعادات الراسخة، وهذا الأمر يتطلّب من المرشد أن يعرف مدّة استمرار المشكلة، وهل تمّ التخلّص منها أم لا، وهل لا تزال تؤثر في شخصية المسترشد لغاية الآن أم أنه يرغب في علاجها عن طريق الخضوع لعملية الإرشاد النفسي.
4- الخطط العلاجية السابقة:
عندما يتعامل المرشد مع حالة إرشادية جديدة عليه أن يكون مدركاً لكافة الجوانب الشخصية المتعلقة بالشخص الذي سيتم مقابلته وعلاجه، وأن يكون المرشد على معرفة تامة إن كان المسترشد قد خضع لعمليات إرشادية علاجية نفسية أو فكرية في المدى القريب أو البعيد، وما هو تأثير تلك الخطط العلاجية على شخصية المسترشد، وهل أكمل البرنامج العلاجي ام أنه لم يكمله، وهل كان مقتنعاً بالعملية الإرشادية، ومن هو الشخص الذي رأى من خلاله ضعف العملية الإرشادية، ام أنّ المشكلة الإرشادية لم تعالج بصورة تامة؟
إنّ معرفة جميع هذه الأسئلة يسهّل على المرشد القيام بالعملية الإرشادية بصورة جديدة، وخاصة إن استطاع معرفة الأسلوب الإرشادي الذي تمّ استخدامه في المرات السابقة، ليضمن خلال هذه المرّة أنّ الحلّ للمشكلة الإرشادية لا بدّ وأن يكون جذرياً، وأن يكون المرشد قادراً على ان يكون مقنعاً للشخص المسترشد، وأن يلزمه بمتابعة العملية العلاجية حتّى النهاية، للحصول على أفضل النتائج الممكنة بعيداً عن الانتكاسات.