ما أهمية اللعب عند طفل الروضة

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر اللعب أمراً في غاية الأهمية في حياة الطفل؛ لأنَّه يؤدي إلى تحقيق الراحة النفسيّة والعقليّة والجسدية، مِمّا يساعد على بناء شخصية الطفل من مختلف النواحي فهو يوفر للطفل فرصة للتطور والنمو، كما يعمل اللعب على تحفيز الطفل على التجريب والاكتشاف واكتساب المعرفة.

ما أهمية اللعب عند طفل الروضة

اللعب هو عنصر أساسي في حياة الطفل، خاصة في مرحلة الروضة، حيث يُعتبر أكثر من مجرد وسيلة للترفيه. فهو أداة تعليمية أساسية تسهم في تطوير العديد من الجوانب المهمة في نمو الطفل العقلي، الاجتماعي، والجسدي. مرحلة الروضة تُعد من أهم مراحل النمو، حيث يبدأ الطفل في استكشاف العالم من حوله وتطوير مهاراته الأساسية. فيما يلي  سنستعرض أهمية اللعب عند طفل الروضة ودوره في تعزيز نموه الشامل.

1. اللعب كوسيلة لتطوير المهارات الاجتماعية

اللعب الجماعي يساعد طفل الروضة على تعلم كيفية التفاعل مع الآخرين. من خلال اللعب مع الأقران، يتعلم الطفل قواعد السلوك الاجتماعي مثل المشاركة، التفاوض، التعاون، وتبادل الأدوار. هذه التجارب تعلم الطفل كيفية التعايش مع الآخرين، وفهم أهمية احترام الآخرين والتعاطف معهم، مما يعزز من قدرته على تكوين صداقات وتنمية مهارات التواصل.

2. تطوير المهارات العقلية والمعرفية

اللعب يُعتبر وسيلة فعالة لتعزيز النمو العقلي للطفل. من خلال الألعاب التي تتطلب التفكير والتحليل، مثل الألغاز وألعاب البناء، يتعلم الطفل كيفية حل المشكلات وتنمية التفكير النقدي. هذه الأنشطة تحفز الدماغ وتساعد في تطوير المهارات الحسية والإدراكية، مثل تحسين الذاكرة، وتعلم الأرقام، والألوان، والأشكال، مما يساهم في تهيئته للمهارات الأكاديمية المستقبلية.

3. تنمية المهارات الحركية

اللعب النشط، مثل الجري، القفز، والتسلق، يساعد في تطوير المهارات الحركية للطفل. هذه الأنشطة تقوي العضلات، تحسن التوازن، وتزيد من مرونة الجسم. بالإضافة إلى ذلك، اللعب باستخدام الأدوات مثل الكرة أو الدراجة يعزز من تنسيق الحركات بين اليدين والعينين، مما يُمكّن الطفل من تحسين مهاراته الجسدية بطريقة طبيعية وممتعة.

4. تعزيز الإبداع والتخيل

اللعب يُعطي الطفل فرصة للتعبير عن نفسه بحرية، ويشجع على الإبداع والتخيل. الألعاب التخيلية، مثل لعب الأدوار أو بناء العوالم الخيالية باستخدام المكعبات، تساعد الطفل على تطوير قدراته الإبداعية. هذه الأنشطة تُنمّي خيال الطفل وتُعزّز من قدرته على التفكير الابتكاري، مما يفتح له آفاقًا واسعة لفهم العالم بطرق جديدة ومبتكرة.

5. اللعب كوسيلة للتعبير عن المشاعر

اللعب يُعتبر وسيلة فعّالة للتعبير عن المشاعر والتعامل معها. الأطفال في مرحلة الروضة غالبًا ما يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، لذا يمكنهم من خلال اللعب التعبير عن ما يشعرون به. اللعب يُمكّن الطفل من التعامل مع القلق، الخوف، والغضب، من خلال استخدام الألعاب كوسيلة لتنظيم عواطفهم وفهمها بشكل أفضل.

6. تعزيز الثقة بالنفس

من خلال اللعب، يكتسب الطفل الشعور بالإنجاز والنجاح عند تحقيق أهداف معينة، مثل بناء برج من المكعبات أو الفوز في لعبة جماعية. هذه الإنجازات الصغيرة تساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتطوير شعور بالقدرة والكفاءة. هذا الشعور بالنجاح ينعكس إيجابيًا على شخصية الطفل، ويُعد أساسًا لبناء تقدير ذاتي صحي.

7. الاستعداد المدرسي

اللعب يُعتبر جزءًا مهمًا من الاستعداد المدرسي. الأنشطة التي تتضمن العد، التلوين، أو الحروف، تهيئ الطفل لفهم المفاهيم الأكاديمية الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، اللعب في بيئة تعليمية يساعد الطفل على الاعتياد على الروتين المدرسي، مثل الالتزام بالقواعد، والانتباه للمعلم، مما يسهل انتقاله من بيئة الروضة إلى بيئة المدرسة.

نظريات تفسير اللعب عند طفل الروضة

وضع الباحثون العديد من التفسيرات؛ ليتمكنوا من خلالها الإجابة عن السؤال لماذا يلعب الأطفال؟ أو لماذا يحب الأطفال اللعب؟ ومن أهم النظريات التي تمكنت من تفسير أسباب اللعب عند الأطفال ما يلي:

نظرية الطاقة الزائدة عند الطفل

ومفاد هذه النظريّة أنَّ مهمة اللعب الأساسية هي التخلص من الطاقة الزائدة، فمن المعروف بأنَّ الأهل يقومون بتقديم الرعاية والعناية اللازمة لأطفالهم من تقديم الطعام لهم والاعتناء بصحتهم ونظافتهم دون أنْ يقوم الطفل بأي مجهود، لذلك تتولد لدى الطفل طاقة زائدة فيتخلص منها الطفل عن طريق اللعب.

النظرية التلخيصية

وتفيد هذه النظرية بأنَّ اللعب هو تلخيص لمختلف الأنشطة التي مَرَّ بها الجنس البشري، وليس تدريباً على أنشطة مُقبلة لمواجهة ظروف الحياة.

النظرية الترويحية

وتفسير هذه النظرية بأنَّ اللعب هو وسيلة لتجديد النشاط والحيوية لدى الطفل واستعادة الطاقة التي نفذت خلال نشاطه اليومي.

نظرية الغريزة الفطرية

وتفيد هذه النظرية بأنَّ اللعب للطفل هو عبارة عن وظيفة بيولوجية مهمة وضروريّة، فاللعب يقوم على تمرين الأعضاء والعضلات، وبذلك يتمكن الطفل من السيطرة التّامة على تلك الأعضاء.


شارك المقالة: