العديد منّا يعتقد بأنّ المال وحده، أو العلاقات الاجتماعية وحدها، أو تكوين أسرة ناجحة هو ما يحدّد جودة الحياة لديه، إلا أنّ هناك عدّة أمور مشتركة، تقوم على تحديد جودة حياتنا بشكل كبير، ولها كلّ الأثر على أفكارنا ومسير حياتنا.
على ماذا تعتمد جودة حياتنا؟
إنّ جودة حياتنا تتحدّد بشكل كبير بناء على ثلاثة أمور، أولها هي جودة حياتنا النفسية، وما مدى نجاحنا في التوافق مع أنفسنا، وكم نحبّ أنفسنا، وما مدى شعورنا بالرضا تجاه أنفسنا وشخصيتنا، حيث أنّ التنمية النفسية تتطلّب وقتاً وتفكيراً، بالإضافة إلى ذلك القراءة والنظر في المسائل الحياتية الكبرى.
اﻷمر الثاني هو الصحّة، حيث لا يمكن ﻷي نجاح مهما كان كبيراً أن يعوّضنا عن صحتنا، فعلينا إذن أن نأخذ وقتنا لتناول الطعام الصحيّ السليم، وممارسة التمارن الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من الراحة والاستجمام، وفي بعض الأحيان، يكون أفضل ما نستغلّ فيه وقتنا، هو الذهاب إلى النوم مبكّراً والحصول على قسط من النوم الهانئ.
الأمر الثالث وهو الأهم، كيفية تخصيصنا وقتاً لعلاقاتنا الاجتماعية، فالأشخاص الذين نهتمّ ﻷمرهم ويهتمون ﻷمرنا هم أكثر العوامل الحاسمة في حياتنا، فلا نسمح ﻷنفسنا أبداً بأن ننشغل إلى حدّ كبير في إنجازاتنا، ونتجاهل أولوية تلك العلاقات المهمّة، سواء مع شريك الحياة أو الأبناء، أو الأصدقاء المقرّبين.
الحياة المتوازنة تزيد من فرص نجاحنا وسعادتنا:
إنّ الحياة الرائعة هي الحياة المتوازنة، وإذا قضينا وقتاً مناسباً للحفاظ على جودة علاقاتنا وتحسينها، سنجد بأننا سنحصل على المزيد من البهجة والرضا والاطمئنان خارج نطاق الإنجازات، وسنجد وقتها النجاح أيضاً.
إنّ جودة حياتنا تكون بالنجاح،تكون في قدرتنا على تكوين علاقات اجتماعية رائعة وأسرة منتظمة، وأصدقاء مقرّبين، وعمل نستطيع من خلاله تحقيق أعلى درجات النجاح، وفوق ذلك كلّه أن نكون بحالة رضا عن أنفسنا في الأمور والتصرفات التي نقوم بها، وأن نكون واثقين بأنفسنا.
الناجحون يقومون على موازنة أوقاتهم بين العمل والأسرة والأصدقاء، فهم ناجحون في الموازنة بين كافة جوانب الحياة، وليس على الصعيد المالي فقط، أمّا الفاشلون فقد يملكون العديد من المال، ولكنّهم فشلوا مع الأسرة ومع الأصدقاء والمجتمع.